الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

رندا تفاحة.. الاحتفاء بالجمال والسلام

 

افتتح هذا الأسبوع في صالة أدونيا معرض الفنانة الشابة رندا تفاحة التي تميزت بنشاطها الفني من خلال عدة مشاركات لها في المعارض الجماعية التي يقيمها اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وأنشطة جمعية شموع السلام التي دأبت خلال العامين الماضيين لتأكيد حضورها الفني والاجتماعي بين الفنانين الشباب، ويبرز اسم الفنانة تفاحة كإحدى العلامات الهامة في جل أنشطة الجمعية لما تقدمه من مستوى يستحق التقدير والثناء، كما يشهد لهذه الفنانة تقدم مستواها الفني بشكل واضح بين أقرانها من الفنانين الشباب القادمين لرفد المشهد التشكيلي, وهذا دليل على توفر روح البحث والمثابرة عندها بشكل واضح، فقد قدمت مجموعة من الأعمال الجديدة من قياسات متنوعة لا تخلو من أثر أستاذها أيمن الدقر وذلك من خلال دعم عناصر لوحتها ببعض المشاهد والرموز التاريخية وجعل العمل كثيفا في دلالة على الاحتفاء بالمقولة القريبة والواضحة والتي تتصل بالمتلقي دون عناء، مما وضع هذه الأعمال التصويرية في حيز من الدهشة المباشرة والتي تقارب بها الفنانة دعوتها للحب والسلام والخير وقد قدم لمعرضها الفنان الدقر قائلا:

“استطاعت الفنانة التشكيلية رندة تفاحة تحقيق معادلة الجمال والقيمة الفكرية في لوحاتها الجديدة التي تشكل نقلة نوعية كبيرة، فيما لو قارنَّاها بأعمالها السابقة، ولكن  هل الفن معادلة؟ بالطبع لا، فالفن لايخضع لقوانين رياضيَّة أو فيزيائيَّة أو غيرها، بل رؤية ذاتية للفنان وتجلياته، وردَّات فعله تجاه محيطه، التي غالباً ماتكون نتاج محاكمة عقلية تأتي بجديد. ولعل أهم مايميز نتاج رندة الآن هو فهمها العميق لعلاقة الشكل مع القيمة واللون والضوء، وهو دليل نضج تجربتها الجديدة، فقد أسبغت على أعمالها شاعريَّة الجو السوري القديم الذي ضمَّنته همومها المتعلقة بالزمن الحالي، معبرة عن حزن عميق يحفر في داخلها جرَّاء ما تشاهده من رداءة تعمق حزنها وتولد ألمها، لوحات رندة تفاحة تمثل موقفاً شجاعاً رافضاً لكل التشوهات الأخلاقية والقيْميَّة التي تصدر عن الجنس البشري في هذا الزمن الرديء، وكل هذا من خلال لوحات يسودها الجمال..” .

فنانة مجتهدة يراهن على مدى مثابرتها وتطوير مهاراتها الفنية وشجاعتها في خوض غمار التجربة التشكيلية دون الوقوع في سحر الأدب واللغة المباشرة، والذهاب نحو الجمال والجمال فقط حتى لو كان بسيطا، فالبساطة والاختزال لغة العارفين، لكن اندفاع الشباب له مقولته وأثره الواضح في مستوى النتائج.

أكسم طلاع