إضراب عام في الجولان رفضاً لممارسات العدو التهويدية القيادة المركزية للحزب: شمس الجولان ستشرق وظلامه لن يطول
دمشق- البعث:
وجّهت القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي باسمها وباسم الشعب العربي السوري بجميع فئاته تحية لأهلنا الأبطال في الجولان المحتل، لصمودهم وتصديهم وتمسّكهم بعلم بلادهم وعروبتهم وسوريتهم وكرامتهم، ولالتزامهم بتقاليد شعبهم المتمرّس في مقارعة كل عدوان والانتصار عليه، أكدت فيه أنه لا شك في أن شمس الجولان ستشرق وظلامه لن يطول..
وأضافت القيادة المركزية للحزب في بيان: “نحن عرب سوريون ولن نتخلّى عن هويتنا”، نداء وطني وقومي تصدح به حناجر أهلنا الشرفاء في الجولان المحتل في وقت يتسابق فيه من لا كرامة لديهم في استجداء التطبيع مع الصهاينة.. نداء ملأ سماء سورية، وجال في فضاء العالم عبر وسائل الإعلام، مؤكداً معدن السوريين وتمسّكهم بهويتهم واستقلالهم في وجه صهاينة محتلين مدعومين من كل قوى الهيمنة والعنصرية والرجعية التكفيرية في العالم والمنطقة..
وأضاف البيان: إن هذا النداء يكتسب معنى نوعياً في هذه المرحلة، حيث اخترق الصهاينة الجدار العربي عبر فتحات صنعها العملاء الخاضعون لإرادة الولايات المتحدة وقوى الاستعمار الجديد جميعها.. وهو نداء يكتسب معنى نوعياً في هذه المرحلة، لأنه جزء من كفاح الشعب العربي السوري العظيم في مواجهة الإرهاب وداعميه.. فالشعب واحد والعدو واحد، والمعركة نفسها في بقاع الوطن جميعها.. وهي معركة مشرّفة، نتيجتها النصر المؤزر.
وتابع البيان: اليوم يعلم الصهاينة المنتشون بتسابق بعض الأعراب إليهم أن هناك شعباً عربياً أصيلاً، وجيشاً وطنياً رائداً، وقائداً أضحى رمزاً سورياً وعربياً وعالمياً للتصدي ومواجهة أخطر ما يهدد البشرية على الإطلاق..
وكان أهلنا في الجولان المحتل نفّذوا أمس إضراباً عاماً في قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية رفضاً لممارسات قوات الاحتلال الرامية إلى تهويد الجولان المحتل وضمه إلى كيانها المصطنع، وتنديداً بالاعتداءات العدوانية الهمجية على أهلنا، الذين منعوا الثلاثاء إجراء ما تسمى “انتخابات المجالس المحلية”، التي تريد حكومة الكيان الغاصب فرضها على المواطنين السوريين في الجولان.
وشمل الإضراب تعطيل جميع المدارس في قرى مجدل شمس وبقعاثا وعين قنية ومسعدة، إضافة إلى إغلاق المحال التجارية، وإيقاف الأعمال اليومية المختلفة في أنحاء الجولان المحتل.
واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء على أهلنا في الجولان المعتصمين في مجدل شمس، الرافضين إجراء ما تسمى “انتخابات المجالس المحلية” بالرصاص وقنابل الغاز السام، وحاولت تفريقهم بالقوة، ما تسبب بإصابة عدد من المعتصمين، ووقوع حالات اختناق بين الشيوخ والأطفال والنساء، فيما تجمّع مئات السوريين عند دوار العلم في مدينة القنيطرة، قادمين من مختلف قرى وبلدات القنيطرة والمحافظات، ونفّذوا مسيراً على الأقدام من دوار العلم باتجاه ساحة التحرير، حاملين الأعلام الوطنية واللافتات التي تندد بالاحتلال الإسرائيلي، وتؤكّد عودة الجولان المحتل إلى القلب من سورية، طال الزمن أم قصر.
وأكدت سورية في رسالتين وجهتهما وزارة الخارجية والمغتربين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أن الجولان العربي السوري المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها، وستعمل على إعادته عاجلاً أم آجلاً، معربة عن دعمها للمواطنين العرب السوريين في مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي ولإجراء ما تسمى “انتخابات المجالس المحلية” غير الشرعية.
ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري عام 1967 والمجتمع الدولي يكرّر سنوياً رفضه لهذا الاحتلال، ويطالب “إسرائيل” بالانسحاب من كامل الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967، وأكدت الجمعية العامة في قرارين بطلان القرار الذي اتخذته “إسرائيل” في الـ 14 من كانون الأول عام 1981 بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على الجولان السوري، وعلى اعتباره لاغياً، وليس له أي شرعية على الإطلاق، على نحو ما جاء في قرار مجلس الأمن رقم 497 للعام 1981، وطالبتها بإلغاء قرارها هذا على الفور.
وسطّر أهلنا في الجولان المحتل تاريخاً عام 82 من القرن الماضي برفضهم “الجنسية الإسرائيلية”، وها هم اليوم يسطّرون تاريخاً جديداً في مقاومة الاحتلال من خلال رفضهم “الانتخابات الإسرائيلية”، وطوّق أهالي مجدل شمس الثانوية، حيث وضعت صناديق الاقتراع، وقالوا: “لن نسمح بأي قرار يحاول العدو الإسرائيلي فرضه علينا”.
ووجّه مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد داوود شهاب التحية لأهالي الجولان السوري المحتل، الذين “تمترسوا خلف هويتهم القومية والعربية، وأسقطوا مشروع الأسرلة والتهويد من خلال إفشال مشروع الانتخابات الصهيوني”، وقال: “هذه المقاطعة من أهالي الجولان مع مقاطعة ورفض المقدسيين للانتخابات الصهيونية، تعزّز الموقف الوطني والقومي المقاوم والرافض للاحتلال، والمصر على التحرير الكامل، وإسقاط المشروع الصهيوني”.
وفي لبنان، دعت جبهة العمل الإسلامي إلى دعم صمود أبناء الجولان السوري المحتل في مواجهة الاعتداءات العدوانية الهمجية لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضدهم.
ونوّهت الجبهة في بيان بعد اجتماعها أمس بالموقف العروبي والوطني لأهالي الجولان المحتل الرافض إجراء ما تسمى “انتخابات المجالس المحلية”، التي تريد حكومة الكيان الغاصب فرضها على المواطنين السوريين في الجولان، مؤكدة أن هذا الموقف الشجاع هو بصمة شرف وتعبير وطني صادق لانتمائهم لوطنهم وهويتهم العروبية ورفضهم الاعتراف بكيان الاحتلال، وشددت على أن المعركة مع العدو الإسرائيلي هي معركة واحدة حتى تحرير الجولان وفلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة وعودتها إلى ربوع الوطن الكبير وحتى عودة الحقوق المغتصبة إلى أهلها.