روسيا استكملت تسليم الجيش السوري منظومات “إس 300” علم الوطن يرفرف فوق مخيم النازحين في درعا.. وإحباط هجوم إرهابي في ريف حماة
إيذاناً بالبدء في إعادة الخدمات الأساسية إلى مخيم النازحين في مدينة درعا وإزالة الركام الناجم عن جرائم الإرهابيين وذلك تمهيداً لعودة الأهالي المهجرين إليه تم أمس رفع العلم الوطني وسط المخيم بعد تحريره من الإرهابيين وإعادة الأمن والاستقرار إليه بفضل تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري.
وفيما أحبطت وحدة من الجيش محاولة اعتداء مجموعة إرهابية على نقاط عسكرية على محور قرية عطشان بريف حماة الشمالي. في وقت عثرت الجهات المختصة على مستودع يحتوي على كميات كبيرة من الألغام المضادة للدروع في ريف القنيطرة الغربي.
وسط هذه الأجواء أكدت وزارة الدفاع الروسية استكمالها تسليم الجيش العربي السوري منظومات “اس 300” للدفاع الجوي ومنظومات بوليانا دي 4 الآلية الخاصة بالتحكم، مؤكدة أن تركيا لم تطبق جميع المسؤوليات والتعهدات التي نص عليها اتفاق إدلب بخصوص إقامة منطقة منزوعة السلاح. في حين أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استمرار روسيا في مساعيها لحل الأزمة في سورية.
وفي التفاصيل، وجهت وحدة من الجيش ضربات مركزة على تحرك لمجموعة إرهابية حاولت التسلل من محور قرية عطشان إلى نقاط عسكرية في محيط البلدة شمال مدينة حماة بنحو 45 كم على الحدود الإدارية مع محافظة إدلب، وأسفرت الضربات عن إحباط التسلل بعد مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وفرار من تبقى منهم باتجاه المناطق التي انطلقوا منها.
وخلال أعمال التمشيط المتواصلة لتطهير المناطق المحررة في ريف القنيطرة من الإرهاب عثرت الجهات المختصة على مستودع تحت الأرض يحتوي على كميات كبيرة من الألغام المضادة للدروع في قرية بريقة في أقصى الريف الغربي. وقام الخبراء بفحص الألغام وتأمينها بشكل تام تمهيداً لنقلها من المستودع بشكل آمن.
في الأثناء تم رفع العلم الوطني وسط مخيم النازحين في مدينة درعا خلال فعالية شعبية تم خلالها التأكيد على الإسراع في إعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة نتيجة جرائم الإرهابيين خلال فترة انتشارهم بالمخيم والعمل على إعادة جميع الخدمات الأساسية إليه لضمان عودة آمنة وكريمة للمهجرين إلى منازلهم. وكانت مديرية الخدمات الفنية ومجلس مدينة درعا بدأا مطلع الأسبوع الجاري بفتح الطرقات المؤدية إلى المخيم وأحياء درعا البلد ضمن إطار خطة متكاملة لتسهيل حركة مرور المركبات والمواطنين ووضع كل الطرقات بخدمة المواطنين قبل دخول فصل الشتاء.
ولفت أمين شعبة القنيطرة للحزب الرفيق عدنان جبهان الى البدء بعودة مؤسسات الدولة إلى المخيم البالغ عدد سكانه 15 ألفاً الذين يعودون اليوم تباعاً للعمل على إعادة تأهيل منازلهم للبدء بممارسة حياتهم الطبيعية بعد إعادة الأمن والاستقرار إليه وتحريره من الإرهابيين.
وأشارت رئيسة بلدية الزوية غزالة الأشقر إلى أن رفع العلم هو دليل على الاستقرار والأمان الذي أعاده الجيش العربي السوري لمدينة درعا بفضل تضحياته لافتة إلى أن الاولويات اليوم هي إعادة سكان المخيم الذين هجروا بفعل الإرهاب والبدء بإعادة تأهيل البنى التحتية.
بدوره قال حسن طباشة أحد سكان المخيم: بكل فخر واعتزاز نرفع علم الوطن على مخيم النازحين ونوجه التحية للجيش العربي السوري، لافتاً إلى أن أبناء المخيم عازمون على إعادة تأهيله ونفض غبار الإرهاب عنه.
ولفت صادر الفاعوري وهو أحد سكان المخيم إلى أن الإرهاب إلى زوال من جميع الأراضي السورية بفضل بطولات الجيش العربي السوري مطالباً الجهات الحكومية بالمساعدة في إعادة إعمار المخيم.
من جهة ثانية قال التحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف في مؤتمر صحفي عقده أمس: إن موسكو استكملت إمداد الجيش السوري بمنظومات “إس 300” ومنظومات بوليانا دي 4 الآلية الخاصة بالتحكم مبيناً أن هذه المنظومات تهدف إلى ضمان سلامة التحليقات وحماية المواقع المهمة في الأراضي السورية وتعزيز أمن العسكريين الروس في سورية، وأوضح أن المستشارين الروس يدربون العسكريين السوريين على استخدام منظومات “إس 300” للدفاع الجوي. ودعا المسؤول العسكري الروسي الرؤوس الساخنة في إشارة منه إلى مسؤولي كيان الاحتلال الإسرائيلي لتقييم الوضع القائم في المنطقة بشكل موضوعي والامتناع عن اتخاذ أي تصرفات استفزازية في الأراضي السورية.
وكانت روسيا أعلنت في الـ 24 من أيلول الماضي عزمها تسليم الجيش السوري منظومة “اس300” ومنظومة اتوماتيكية وآلية للإدارة تسمح بالإدارة المركزية لكل قوات الدفاع الجوية السورية ومتابعة الوضع في الأجواء وتحديد الأهداف إضافة إلى إيقاف كل أجهزة الرادار وكل أجهزة الاتصالات للقوات التي تقوم بتوجيه ضربات إلى الأراضي السورية.
من جهة ثانية قال كوناشينكوف: إن أنقرة لم تنجح بعد في تطبيق جميع المسؤوليات والتعهدات التي نص عليها اتفاق إدلب بخصوص إقامة منطقة منزوعة السلاح لكنها تبذل جهوداً ملموسة في هذا الخصوص، وأشار إلى أن تطبيق الاتفاق الروسي التركي بخصوص إدلب أمر مهم لتحقيق مزيد من تهدئة الوضع في سورية ونحن نلاحظ جهود تركيا لتنفيذ اتفاق إدلب حيث انخفض عدد حالات انتهاك نظام وقف إطلاق النار 4 مرات تقريباً.
وجدد كوناشينكوف تمسك بلاده بتطبيق بنود الاتفاق ومنع انهياره مؤكداً أن 29 نقطة مراقبة 10 منها روسية و12 تركية و7 إيرانية تتابع حالياً وقف إطلاق النار عند حدود المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وحذر كوناشينكوف من محاولات الإرهابيين المتواصلة لنسف الاتفاق وخاصة عن طريق فبركة استخدام الأسلحة الكيميائية لتحميل الجيش السوري مسؤوليتها مشيراً إلى أن لدى مركز التنسيق الروسي معلومات موثوقة تفيد بأن إرهابيي “الحزب التركستاني” نقلوا في الـ 27 من الشهر الجاري من مدينة معرة النعمان إلى بلدتي كفرنبل والحوش 20 عبوة سعة كل منها 10 ليترات وتضم مادة الكلور السامة لتنفيذ استفزازات كيميائية، وأوضح أن سكاناً محليين أبلغوا العسكريين الروس بأن مجموعة من إرهابيي منظمة “الخوذ البيضاء” تقترح على المواطنين المشاركة في تصوير مشاهد الهجوم المفبرك مقابل الغذاء، مشيراً إلى امتلاك موسكو معلومات عن التحضيرات الجارية لاستفزازات مماثلة في بلدات اعزاز ومارع وجوبان بك في ريف حلب الشمالي الغربي.
وفي سياق متصل أكد كوناشينكوف أن طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة يشن غارات جوية مكثفة بما في ذلك باستخدام الذخيرة المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية، ولفت إلى أن غارات التحالف تسببت باستشهاد 120 مدنياً على الأقل شرق سورية خلال شهر مؤكداً في الوقت نفسه أنه رغم الغارات المكثفة لا يزال تنظيم داعش الإرهابي يحصل على أسلحة وعتاد متطور حيث تعمل موسكو على كشف مصادره.
وحذر المسؤول العسكري الروسي من مخاطر الوضع الانساني الكارثي في مخيم الركبان نتيجة الأعمال غير المسؤولة للولايات المتحدة المتمثلة بالسيطرة على منطقة المخيم إضافة إلى قيامها بتدريب تشكيلات مسلحة من السكان المحليين بشكل علني في المنطقة، وأوضح أن الوضع الإنساني الكارثي لا يقتصر على مخيم الركبان مبيناً أن الوضع في المنطقة التي تنتشر فيها قوات أمريكية شرق نهر الفرات يتدهور بوتيرة سريعة. وحذر المسؤول العسكري الروسي أيضاً من الوضع الإنساني الكارثي في الرقة حيث تنتشر الفوضى وتزداد المخاطر لعودة الإرهابيين إليها.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمته أمام المؤتمر العالمي السادس للمغتربين الروس: إن روسيا ستواصل مساهمتها في حل الأزمة في سورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 والقرارات الصادرة عن اجتماعات أستانا ومؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وأعرب عن تقديره لحضور مندوبين من سورية في المؤتمر وخاصة الجيل الشاب، لافتاً إلى أن بلاده ستواصل تقديم أقصى قدر من الدعم لجهودهم لتعزيز اللغة الروسية ونشر المعلومات الموضوعية عن روسيا بين جميع شرائح المجتمع السوري وخاصة أن الحياة في سورية أخذت تعود إلى مسارها السليم.