الجزائر تحتفل اليوم بالذكرى الرابعة والستين لانطلاق ثورتها
ارتبطت سورية والجزائر بعلاقات أخوة وتعاون وثيق على مدى سنوات طويلة انعكست في العديد من المناسبات، منها المواقف التي تبنتها الجزائر من الأزمة في سورية، ومساندتها لها في حربها بمواجهة الإرهاب.
الجزائر التي تحتفل اليوم بالذكرى الرابعة والستين لانطلاق ثورتها ضد الاستعمار الفرنسي استطاعت بفضل إرادة شعبها أن تعيد بناء هويتها الثقافية والاجتماعية واقتصادها، وتبنت مواقف سليمة تجاه مختلف القضايا العربية والعالمية.
وفي حديث لـ “سانا” أكد السفير الجزائري بدمشق صالح بوشة وجود رغبة صادقة ومشتركة بين البلدين في تقوية العلاقات الثنائية والبحث عن فرص الشراكة المتاحة، مبيناً أن وجود الإرادة السياسية القوية يساعد في تجاوز الصعاب، سواء المتعلقة بالموارد المالية أو النقل أو التكامل الاقتصادي.
وأعرب بوشة عن أمله في أن تستعيد سورية عافيتها بسرعة، معتبراً أنه بفضل اقتصادها وعدم وجود مديونية خارجية لها استطاعت أن تقاوم ما تعرضت له من ضغوط خلال السنوات الماضية، وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين سورية والجزائر تجاوز قبل الأزمة ما قيمته نصف مليار دولار، إلى جانب التبادل الطلابي والثقافي والفني والاجتماعي والاقتصادي، موضحاً أن آليات عمل مشتركة حكمت تلك العلاقات ونظمتها، وأن التواصل مع الشقيقة سورية لم ينقطع، واستمرت سفارتا البلدين بالعمل، كما استمر التواصل المجتمعي بين الشعبين.
وأشار بوشة إلى وجود جالية سورية في الجزائر يتجاوز عددها خمسين ألف نسمة، فيما يبلغ تعداد الجالية الجزائرية في سورية نحو 3000 نسمة، وهاتان الجاليتان تعدان صلة وصل إيجابية لتعزيز العلاقات الثنائية، ولفت إلى أن بلاده تعرضت خلال تسعينيات القرن الماضي لمؤامرة تجلت بإرهاب دخيل على المجتمع الجزائري، مبيناً أن الأزمة التي مرت بها الجزائر مكنتها من امتلاك نظرة أكثر دقة وحكمة تجاه ما تتعرّض له سورية من أحداث، إضافة لمعرفتها بالواقع في المنطقة العربية وتطوراته.
وأكد السفير بوشة أن استقلال قرار الجزائر وتمثيله لإرادة الشعب كان الأساس في تبني موقفها من الأزمة في سوري، وهو موقف ثبت الآن أنه سليم وصحيح وإيجابي، مشيراً إلى أن بلاده عارضت في المحافل العربية والدولية كل ما من شأنه فرض عقوبات على سورية كمقاطعتها أو تعليق عضويتها في الجامعة العربية.
وعن المناسبة التي تحتفل بها الجزائر اليوم، لفت السفير الجزائري إلى أن ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي لها قدسية في وجدان الجزائريين، والانتصار شكّل قاعدة لإعادة بناء هويتهم وثقافتهم من جديد.
وتبلغ مساحة الجزائر، بلد المليون والنصف مليون شهيد، أكثر من 2.3 مليون كم مربع، وعدد سكانها نحو 40 مليون نسمة، بينهم نحو عشرة ملايين طالب في مختلف مراحل التعليم ما قبل الجامعي، ونحو مليوني طالب جامعي، ويوجد فيها أكثر من 50 جامعة، فيما لم يكن عدد خريجي الجامعات غداة إعلان الاستقلال يتجاوز بضع عشرات.