مركزان ثقافيان في سجن عدرا
بيّن بسام ديوب مدير المراكز الثقافية في وزارة الثقافة أنه وانطلاقاً من أن الثقافة بمفهومها الشمولي هي أفق غني وواسع وتشمل في غناها وسعتها جميع نواحي الحياة الفكرية والاجتماعية والفنية، وهي بالتالي عنصر اتزان في شخصية الإنسان لبناء وطنه بناءً صحيحاً سيما بعد الأحداث الدامية التي تعرض لها بلدنا من قتل وتخريب ودمار للبشر والحجر، وتنفيذاً لأحكام مذكرة التفاهم بين وزارتي الثقافة والداخلية قامت مديرية المراكز الثقافية مؤخراً بالتعاون مع مديريتي ثقافة دمشق وريف دمشق وبالتنسيق مع إدارة السجن المركزي وسجن عدرا بافتتاح مركزين ثقافيين في سجني عدرا للرجال والنساء وكذلك افتتاح معهدي ثقافة شعبية في كلا السجنين وتضمن حفل الافتتاح مشاركة من قِبل المديريات التابعة لوزارة الثقافة وهي الهيئة العامة السورية للكتاب التي أهدت لمكتبتي السجن 1550 إصداراً من إصداراتها، كما قامت مديرية ثقافة الطفل بتنفيذ ورشة تفاعلية للأطفال تضمنت مسرح عرائس ورسماً على وجوه الأطفال ومشاركة الأطفال في الرسم، أما مديرية تعليم الكبار فقد خرّجت دورة محو أمية لنزيلات السجن مع توزيع الشهادات، في حين شاركت مديرية المعاهد الموسيقية من خلال عزف مباشر مع أطفال السجن ونزيلاته وعُرِض فيلم “رد القضاء” للمخرج نجدة أنزور من خلال مشاركة المؤسسة العامة للسينما في هذه الأنشطة، في حين عرضت مديرية الفنون الجميلة لوحات فنية لبعض الفنانين السوريين بمشاركة الفنانين رائد خليل وموفق مخول، منوهاً ديوب إلى أنه تم التنسيق بين مديرية المراكز الثقافية وجمعية رعاية السجناء بعرض لوحات ومشغولات للنزلاء والنزيلات في سجن عدرا في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة لإتاحة الفرصة لعرض منتجاتهم، وأكد أن المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الداخلية تحمل أهدافاً إنسانية واجتماعية، فهي تراهن على تحويل الفكر والإبداع الثقافي إلى آلية عمل للإصلاح وإعادة تأهيل لنزلاء السجن، على أمل إحداث التغيير المأمول في البنية المعرفية وإعادة دمجهم ضمن النسيج المجتمعي الوطني حال خروجهم .
أمينة عباس