بتوجيـــه مـــن الرئيس الأســد.. الوفـــد الحكومــي يــزور ريــف حلــــب الشـــرقــي ويتفقّـــد واقـــع العمـــل فــي عـــدد مـــن المشـــاريع الزراعيـــة والحيويــــة والتنمويــــة
حلب-معن الغادري:
بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، وفي إطار الدعم الحكومي لمحافظة حلب للنهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي والتنموي، جال الوفد الحكومي، برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء، على عدة مناطق في ريف المحافظة الشرقي، للوقوف على واقع المشاريع المنفذة فيها، والتي من شأنها أن تساهم في تنمية هذه المناطق، وخاصة في قطاع الزراعة، وتأمين متطلباتها من الري والنقل والتخزين والتسويق والإنتاج.
واستهل الوفد جولته بالاطلاع على أعمال تأهيل وصيانة مركز جبرين لاستلام وتخزين الحبوب، الذي يعد المركز الرئيسي لتخزين الحبوب في المحافظة، بطاقة تخزينية تصل إلى 185 الف طن، وبتكلفة وصلت إلى 800 مليون ليرة، وتمّت أتمتة المركز، الذي يضم 22 مستودعاً، مساحة كل منها 3 آلاف متر مربع.
وأوضح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبدالله الغربي أنه تمّ الانتهاء من أعمال الترميم، وستتمّ عمليات التخزين للموسم القادم فيه، مبيناً أن الوزارة تعمل على تأهيل عدد من المراكز والصوامع والمطاحن لاستقبال كامل المحصول من الأخوة الفلاحين، لافتاً إلى أن صومعة تل بلاط تتسع لمائة ألف طن، وبلغت قيم الأعمال المنفذة 600 مليون ليرة، وهناك ملياران قيم تجهيزات ميكانيكية وكهربائية ستنفذ قبل بدء موسم التسويق القادم.
كما تفقّد الوفد الحكومي معمل الأعلاف، واطّلع على نسب التنفيذ والإنجاز، وبيّن مدير فرع الأعلاف المهندس حسين مستاوي أنه تمّ رصد مليار و400 مليون لإعادة تأهيله وتطويره وسينتج المادة العلفية الكبسول التي ستغطي حاجة السوق وتؤمّن الغذاء للثروة الحيوانية.
كما زار الوفد الحكومي مشروع مركز الغربلة في تل بلاط التابع للمؤسسة العامة لإكثار البذار، الذي يتضمّن أربع مراحل وبتكلفة 1.8 مليار ليرة وسيتمّ وضعه بالخدمة منتصف العام القادم، واطلع على أعمال تأهيل مطحنة تل بلاط بطاقة إنتاجية 450 طناً يومياً، إضافة إلى أعمال تأهيل صومعة تل بلاط، التي تستوعب ألف طن من القمح الدوكما، وستكون جاهزة في الأول من أيار القادم.
وبيّن وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري أن شروع تل بلاط يحتوي على وحدة تبريد ووحدة تخزين لبذار البطاطا ومركز غربلة ثابت لإكثار البذار بتكلفة مليار و700 مليون ليرة، مشيراً إلى أن هذا المشروع حيوي وهام للقطاع الزراعي لتأمين بذار القمح المغربل والمعقم عالي الإنتاج للفلاحين، إضافة الى تأمين بذار البطاطا للأخوة الفلاحين للتقليل من الاستيراد قدر الإمكان.
وأوضح أن رؤية الوزارة تتثّمل بالوصول إلى الاكتفاء الذاتي خلال خمس سنوات من استيراد بذار البطاطا الأجنبي وتوفير العملة الصعبة للقطر، وهناك مشروع لإقامة معمل للأعلاف بتكلفة مليار و400 مليون ليرة، والذي ستنعكس مخرجاته على تنشيط قطاع الثروة الحيوانية.
كما زار المهندس خميس والوفد الحكومي محطة تل علم للري، واطلع على أعمال إعادة التأهيل، التي تقوم بها كوادر وزارة الموارد المائية، لتطوير المحطة التي تحتوي 4 محطات رفع، 3 منها باتت جاهزة والرابعة قيد الإطلاق، ومن المفترض أن تروي المحطة ألفي هكتار بعد الانتهاء من إعادة تأهيلها.
ثم التقى الوفد الحكومي الفلاحين في الحقول المجاورة للمحطة، حيث بينوا أهمية الجهود الكبيرة التي قامت بها الحكومة لتأمين متطلبات عودة المزارعين إلى أراضيهم، واستمع إلى مطالبهم المتعلّقة بإطلاق مجفف الذرة في دير حافل، واستلام محصول الذرة من الفلاحين، واستلام محصول القطن بغض النظر عن الترخيص، وإعادة تفعيل المصرف الزراعي التعاوني بالسفيرة ومنح الفلاحين القروض الزراعية، ووجّه رئيس الحكومة وزارة الزراعة بتقديم دراسة متكاملة حول إمكانية استلام محصول الذرة من المزارعين ليتمّ دراستها في رئاسة مجلس الوزراء.
وبيّن وزير الموارد المائية المهندس نبيل حسن أن محطة ري تل علم هي استكمال لمشروع ري 34107 هكتارات، التي أطلقت بعد تحرير المنطقة من الإرهاب على أيادي قواتنا المسلحة، وبقي ألفي هكتار من هذا المشروع، وتمّ تجهيز أربع محطات رفع من أجل رفع المياه إليها وإروائها للاستفادة منها بشكل كامل، مشيراً إلى أنه بإتمام هذا المشروع تكون مشاريع مسكنة غرب قد تمّت بشكل كامل، وأوضح أن المخطط الزمني لمجمل المشاريع التي يتمّ إنجازها تهدف إلى زراعة كل شبر من سورية، وبما فيها هذه المنطقة التي تشكّل الخزان الزراعي لحلب.
كما تفقّد الوفد الحكومي محطة الكهرباء، واطّلع على آليات التأهيل والاستبدال والمدة الزمنية لوضعها بالخدمة، وأعلن المهندس خميس بدء العمل في مخرج 20 (ك ف أ) الذي يغذي 9 قرى في ريف حلب الشرقي بالطاقة الكهربائية وبتكلفة 500 مليون ليرة سورية.
وأكد وزير الكهرباء المهندس زهير خربطلي أن محطة حلب إف 400 يتمّ العمل حالياً على اعادة تأهيلها من قبل ورشات وزارة الكهرباء، وتشكّل هذه المحطة واحدة من أكبر محطات التحويل على صعيد المنظومة الكهربائية في سورية، وبلغت كلفة إنشاء المحطة حوالي 30 مليار، قبل أن تتعرّض إلى أضرار كبيرة جراء الإرهاب قدرت بحوالي 3 مليارات ليرة سورية، وأشار إلى أن الأضرار التي لحقت بالشبكة الكهربائية في حلب بلغت قيمتها ألف مليار ليرة، وتعمل ورشات الكهرباء على مدار الساعة على إعادة تأهيلها، ويوجد 845 مركز تحويل في الخدمة.
كما تفقّد الوفد الحكومي العمل بتأهيل جسر جب غبشة، الذي يقع على طريق عام حلب-الرقة بتكلفة 325 مليون ليرة.
وبين وزير النقل المهندس علي حمود أن الوزارة تعمل على إعادة تأهيل الشبكة الطرقية والسكك الحديدية، وما تقوم به شركة المواصلات الطرقية من أعمال اليوم يندرج في إطار إعادة تأهيل المنظومة الطرقية لتعود أفضل مما كانت عليه قبل أن تطالها يد الارهاب، وقد تمّ إصلاح 14 قاطرة سككية و55 عربة وصيانة سكة الحديد بين حلب وحماة.
كما اطلع رئيس مجلس الوزراء على عمليات الانتاج في معمل اسمنت المسلمية التابع لمؤسسة الاسكان العسكري، وبيّن المدير الفني في المعمل أن الشركة تعمل بالطاقة القصوى، 1200 طن يومياً، وقد تمّ إعادة تأهيله بالخبرات الفنية الوطنية وينتج حالياً مادة الاسمنت بأفضل المواصفات العالمية.
وختم الوفد الحكومي جولته بزيارة المدينة الصناعية بالشيخ نجار، واستمع الى شرح مفصل عن واقع العمل في النافذة الواحدة وعن مجمل المشاريع الخدمية المنجزة والتي ما زالت قيد الانجاز.
كما عقد اجتماعاً موسعاً مع مجلس إدارة المدينة، بحضور عدد من الصناعيين، جرى خلاله مناقشة الصعوبات التي تعيق العملية الانتاجية وزيادة عدد المنشآت الصناعية العاملة والمنتجة في المدينة.
ووجّه رئيس مجلس الوزراء بتذليل الصعوبات والاقلاع بالعملية الانتاجية وتوفير البيئة المناسبة لتفعيل المزيد من المنشآت والمعامل وتقديم التسهيلات والمحفزات لتسهيل عودة الصناعيين الى منشآتهم ومعاملهم.
وتخلل الاجتماع مجموعة من المداخلات تركزت حول تمكين الصناعيين من معاودة نشاطهم وعملهم، كضرورة إعفاء أصحاب المنشآت المتهدّمة من فوائد وغرامات التأخير على فواتير الكهرباء وتخفيض أسعار الفيول.
من جانبه اوضح مدير المدينة الصناعية المهندس حازم عجان أن عدد المنشآت العاملة لتاريخه بلغ 520 منشأة و450 مقسماً، مشيراً إلى أن أعمال التأهيل مستمرة على مختلف المستويات وخاصة تحسين البنية التحتية وتأهيل محطات المعالجة.
وقام وزير الإعلام عماد سارة بزيارة فروع المؤسسات الإعلامية في حلب واطلع على آلية العمل والصعوبات التي تعترض العمل الإعلامي.
شارك في الجولة وزراء الداخلية والأشغال العامة والإسكان والسياحة والإدارة المحلية والبيئة والرفاق أمين فرع حلب للحزب فاضل نجار ومحافظ حلب حسين دياب وقائد شرطة المحافظة اللواء عصام الشلي وعدد من أعضاء قيادة الفرع وأعضاء مجلس الشعب.
وكان الوفد الحكومي استهل زيارته الى حلب بجولة تفقدية على مطار حلب الدولي، اطلع خلالها على أعمال التأهيل والصيانة المنجزة والتجهيزات الفنية والتقنية، وقدّم وزير النقل شرحاً حول مراحل إعادة تأهيل المطار، ووضع بالخدمة الكثير من التجهيزات والمعدات والمباني والصالات والأنظمة والساحات والمهابط، وذلك عن طريق العقود التي تمّ ابرامها مع الشركات العامة أو عن طريق الصيانة الدورية، كتأهيل المهبط مع الشركة العامة للطرق والجسور بقيمة 65 مليون ليرة وصيانة الواجهات والأرصفة والأرضيات والغرانيت بقيمة 54 مليون ليرة إضافة الى منظومات الإنارة العامة وإنارة الأبراج وتجهيزات صالة الركاب والبوابات الرادارية ونظام الكاميرات الأمنية والشاشات ومصعد البرج بقيمة 92 مليون ليرة.
اجتماع مع فعاليات رسمية وأهلية
وأكد المهندس خميس أن محافظة حلب بعد عامين على تحريرها من الإرهاب حققت قفزات متسارعة ونوعية على مستوى إنجاز المشاريع ذات الصبغة الخدمية والاقتصادية ، وهي الآن تنتقل إلى مرحلة جديدة من البناء التنموي والاستراتيجي، وأشار خلال ترؤسه اجتماعاً موسعاً مساء أمس في مجلس المحافظة ضم فعاليات رسمية وحزبية وأهلية إلى أن المرحلة الراهنة والمستقبلية تتطلب زج الطاقات واستنهاض الهمم وإطلاق الرؤى والأفكار والمبادرات التي من شأنها تدعيم ركائز هذه المحافظة لتستعيد رونقها ونضارتها وموقعها وريادتها على كافة المستويات لتكون داعمة ورافعة للاقتصاد الوطني.
ونوه رئيس الحكومة بما أنجز من مشاريع خدمية وزراعية واقتصادية خلال العامين الماضين والتي تجاوزت ( 800 ) مشروعاً بلغت قيمتها أكثر من ( 58 ) مليار من خارج الموازنة الاستثمارية، ولفت إلى أن هذه المشاريع أسهمت في تحسين الواقع الخدمي والبنية التحتية وفي تحقيق الاستقرار المجتمعي والتنموي، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة سيكون عنوانها الأبرز إطلاق مشاريع استراتيجية وحيوية لتدعيم ركائز هذه المحافظة.
وبين المهندس خميس أن الحكومة خلال اجتماعها الأسبوعي والذي سيعقد اليوم الأحد في حلب ، يعطي دلالة كبيرة وعميقة بأهمية هذه المحافظة والتي يوليها السيد الرئيس بشار الأسد كل المحبة والدعم والاهتمام، وهو ما يحتم علينا العمل بروح عالية من المسؤولية الوطنية لإعادة بناء المحافظة استراتيجياً وبما يحقق الرؤية الشاملة والمستنيرة للسيد الرئيس بشار الأسد لمستقبل هذه المحافظة التي صمدت وتحدت الإرهاب وانتصرت عليه وكانت في مقدمة الصفوف إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري في معركة الكرامة والشرف ضد الإرهاب وداعميه.
وتخلل الاجتماع مداخلات غنية ونوعية تناولت العديد من القضايا الخدمية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، طالبت بتحسين الواقع الخدمي في الريف وتوفير وتأمين مستلزمات الإنتاج الصناعي والزراعي، وتحسين الوقع المعيشي في المدينة والريف.
حضر الاجتماع الوفد الحكومي المرافق لرئيس مجلس الوزراء والرفيق أمين فرع حلب للحزب ومحافظ حلب وأعضاء فرع حلب للحزب وأعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة وأعضاء مجلس الشعب وفعاليات رسمية وحزبية وأهلية.
تصوير-يوسف نو