الصفحة الاولىصحيفة البعث

بدء فعاليات المؤتمر العلمي التاسع عشر لنقابة أطباء الأسنان الهــــلال: ســــوريـة تنهض.. وإعادة البناء تتكامل مع تحقيق النصر

دمشق – بسام عمار:

افتتح الأمين العام المساعد للحزب الرفيق المهندس هلال الهلال، أمس في قصر المؤتمرات، فعاليات المؤتمر العلمي التاسع عشر لنقابة أطباء الأسنان، والذي يقام تحت شعار “علوم وتقنيات المستقبل”، بمشاركة 4 آلاف طبيب، منهم 500 طبيب عربي. وستلقى في المؤتمر، ولمدة ثلاثة أيام، 100 محاضرة علمية في مجالات طب الأسنان، بالتوازي مع عشرات الدورات وورش العمل التدريبية.

ونقل الرفيق الهلال لأعضاء المؤتمر تحيات ومحبة السيد الرئيس بشار الأسد واهتمامه بهذا الحدث العلمي المرموق وتمنياته له النجاح، مشيراً إلى أن احتضان دمشق لهذا المؤتمر، والذي يضاف إلى معارض دولية ومؤتمرات ولقاءات سابقة عقدت فيها، دليل آخر على نهوض سورية المتجدّد، واعتراف من العالم بأنها ماضية على طريقين متكاملين، طريق النصر وطريق إعادة البناء.

وهو خطوة تسهم في عملية النهوض التي يعمل عليها الشعب العربي السوري، إضافة إلى أنه دليل أيضاً على أن سورية كانت وما زالت عصية على الأعداء، وأن حياتها تتماهى مع جوهر الوجود بما هو مقاومة أعداء الحياة والانتصار عليهم، مبيناً أن شعار المؤتمر يؤكّد على الأخذ بعلوم المستقبل وتقنياته، مشيراً إلى أن الحياة العلمية والأكاديمية لم تتوقف في سورية طيلة سنوات الحرب، ورغم الحصار الذي فرضته دول العدوان، وأن الأطباء السوريين كانوا رديفاً للقوات المسلحة السورية في صناعة الانتصار، فقد التزموا المشافي والمستوصفات التي كانت هدفاً مبكراً للإرهاب، وسهروا على علاج الجرحى المدنيين والعسكريين، ومنهم كثيرون ارتقوا شهداء كرجال علم وكرجال واجب كانوا على رأس عملهم. وقال إن السوريين تعلموا كثيراً من الحرب وهم ماضون الآن في عملية إعادة الإعمار وكلهم ثقة وأمل وعزيمة بأن سورية الجديدة ستكون أقوى بصدارتها الاقتصادية وإشعاعها العلمي وعلمائها وأطبائها ومهندسيها الذين اختبروا طيلة السنوات الماضية معنى أن يكونوا مؤمنين بالوطن وبالعلم ومدافعين عنهما في وقت واحد، مشيراً إلى أن من حقق النصر في الميدان ويحققه في السياسة مصمم على تحقيق الإنجازات الاقتصادية والعلمية والأكاديمية لكي يجعل من سورية المستقبل منارة للعطاء والإبداع في مختلف ميادين المعرفة البشرية.

وأضاف الرفيق الهلال: إن قوتنا الحقيقية في هذا البلد سببها معرفتنا وإيماننا بأن الاستسلام للداء أغلى ثمناً وأسوأ عاقبة من دفع ثمن الدواء، ونحن نرى حولنا كيف يهان التابعون من أسيادهم بالذات، وكيف تدفع شعوبهم ثمن حماقاتهم وقبولهم الهوان، لافتاً إلى أننا في سورية كان لدينا من الجرأة أن نقول: لا للاستعمار الجديد وأحلافه وأتباعه الصغار، ولا للإرهاب والتكفير والقتل والتدمير العشوائي، ولا لانتهاك القانون الدولي انتهاكاً فظاً ممنهجاً، والاستخفاف بحياة الناس ومصائرهم، مشدداً على أن عناصر قوتنا هي وعي الشعب واستماتته في الدفاع عن استقلاله، والجيش المتمسّك بعقيدته الوطنية العروبية، والذي أضحى أول جيش نظامي ينتصر على حرب عصابات لا سابق لها في حجمها عير التاريخ، وقيادة القائد بشار الأسد الذي بقي صامداً مع شعبه في أحلك الظروف، واستطاع بحكمته وشجاعته بلورة إرادة شعبه وصياغتها في سياسات ومواقف أدت إلى صناعة تاريخ جديد لنا وللمنطقة وللبشرية جمعاء.

وقال الرفيق الأمين العام المساعد:  إن هذا التصدي المدهش جعل من سورية مركز التحوّل إلى نظام عالمي جديد، بعد الخلاص من نظام القطب الواحد المعادي بمنطقه لطبيعة الأشياء وطبائع البشر، وكانت النتيجة تداعي أصدقائنا في روسيا وإيران وأشقائنا في المقاومة إلى خوض هذه المعركة، والتي هي معركة جميع الشرفاء في العالم، وسيؤدي الانتصار فيها إلى احترام أفضل لمبادئ القانون الدولي ومقاصده، خاصة مبدأ التساوي في السيادة، وحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها، وكذلك مقاصد حماية السلام والأمن الدوليين.

وأعرب الرفيق الهلال في ختام كلمته أن المؤتمر هو اعتراف علمي بانتصار سورية، لأنه ما دام رجال العلم والمعرفة يعترفون بهذا الانتصار فلا يهمنا أن يعترف به سياسيو الاستعمار الجديد ومنظرو القتل والتدمير لأن رجال العلم أقرب إلى معرفة الحقيقة وأكثر التزاماً بها.

من جانبه أكد وزير الصحة الدكتور نزار يازجي أهمية اللقاءات العلمية في مرحلة إعادة الاعمار، والتي لا تقتصر فقط على المنشآت والمؤسسات بل تمتد لبناء وتأهيل الكوادر الطبية والتمريضية القادرة على تطوير القطاع الصحي، وتقديم خدمات لائقة للمرضى، من خلال برامج وخطط إستراتيجية مدروسة، مشيراً إلى أن القطاع الصحي استطاع الصمود والمضي بتقديم الخدمات الصحية رغم ظروف الحرب الصعبة، التي استهدفت كوادره ومشافيه ومراكزه الطبية، منوّهاً بالتزام الوزارة ببرامج التعليم الطبي المستمر والتطوير المهني للعاملين كأولوية، لأن تلازم العلم والممارسة هو الأساس الناجح للارتقاء بالمهنة.

وأوضح وزير الصحة أن الوزارة وقّعت على الميثاق العالمي المتعلق بالتغطية الصحية الشاملة حتى العام 2030 تأكيداً على التزامها بوضع رؤية وتنفيذ برامج وطنية للمضي نحو تحقيق هذه التغطية، مبيناً أن الوزارة تعمل على دراسة مسح شامل للأطفال في صحة الفم بالتشارك مع وزارات ونقابة أطباء الأسنان، والتوسّع في افتتاح مراكز تخصصية سنية في جميع المحافظات.

من جهتها أكدت نقيب أطباء الأسنان رئيس المؤتمر الدكتورة فادية ديب أن الهدف من المؤتمر وضع المهارات العلمية والمعرفية والعملية على طريق التحوّل بالاتجاه الجديد لتحقيق هدف حقيقي هو تطوير المهنة في سورية، لتصبح مركزاً عالمياً في طب الأسنان، ولتحقيق ذلك الهدف وضعت النقابة خطة علمية تنطلق من التطوير المهني المستمر والتأهيل التخصصي، الذي سيبني أجيالاً من الأطباء القادرين على معالجة أدق وأعقد الحالات المستعصية في طب الأسنان، مشيرة إلى أنه تمّ توقيع اتفاق ومعاهدة مع الأكاديمية السويسرية لطب الأسنان، وأن النقابة ستقوم العام القادم بحملات وطنية نوعية، انطلاقاً من مكافحة العدوى والإنتان في العيادات والمراكز، وصولاً الى رصد النقاط العلمية لكل طبيب ممارس، واعتماد استمارة المساءلة الطبية كوثيقة اتفاق بين الطبيب والمريض ليتحمّل كل منهما المسؤولية العلاجية.

وأوضح رئيس اللجنة العلمية المنظمة للمؤتمر الدكتور رفعت الكبيسي أن الجلسات العلمية ستوزّع على 3 قاعات، وتعقد بالتوازي، ليختار كل طبيب الموضوع الذي يرتبط باختصاصه ومجال اهتمامه.

وقام الرفيق الهلال بافتتاح المعرض الخاص بالتجهيزات الطبية السنية والمواد المستخدمة بالمهنة، وبمشاركة أكثر من 50 شركة طبية.

حضر المؤتمر عدد من الرفاق أعضاء القيادة المركزية للحزب ورئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي وأمناء فروع الحزب بدمشق والجامعة وحمص ونائب رئيس مجلس الشعب وحشد كبير من الحضور.

وكان المؤتمر العلمي الدولي لنقابة أطباء الأسنان عاد لعقد دوراته عام 2016 بعد أن توقّف ست سنوات، بمشاركة نحو 4 آلاف طبيب سوري وعدد من الأطباء العرب، وتمّ حينها اعتماد تقنية البث المباشر لنقل محاضرات خبراء أجانب من خارج البلاد.