شتوية دافئة!!
بعد أن استقرّ التيار الكهرباء إلى حدّ كبير في دمشق وريفها وباقي المحافظات بفضل انتصارات الجيش العربي السوري التي أمّنت الحماية للعديد من المحطات والمحولات الكهربائية وخطوط التوتر العالي وبعض حقول النفط في البادية السورية، ومناطق أخرى، إضافة إلى الجهود التي بذلتها وزارة الكهرباء واستنفار طاقم الصيانة فيها على مدار الساعة، يأمل المواطن “بشتوية دافئة” بحيث يكون وضع مازوت التدفئة بهذا الشكل من الوفرة، وذلك لجهة تأمينه وتوزيعه بعدالة دون مشكلات كالتي حصلت في العام الماضي وقبله من عمر الحرب.
ما كان يعيب تأمين تلك المادة في الوقت المناسب وما زال، هو الفوضى في التوزيع من قبل الموزعين المعتمدين والمشرفين عليهم، والشكوى الدائمة من التلاعب بالعدادات بطريقة لا يستطيع المواطن كشفها، وخاصة في الليل، وهو الوقت المفضل لأغلب الموزعين الذين يستغلون العتمة وتراخي الرقابة عن ذلك!!.
اليوم ومع اعتماد البطاقة الذكية وتطبيقها نأمل أن يتمّ ضبط “آلية التوزيع ومنع الهدر والفساد من خلال أتمتة كاملة للعملية”، ولكن ليس على طريقة أتمتة الامتحانات الجامعية!.
بالمختصر، نحن هنا لا نشكّك بقدرة وزارة النفط والشركات والمديريات المختصة فيها –رغم وجود ملاحظات- لجهة إيجاد الحلّ المناسب لتأمين هذه المادة خلال فصل الشتاء الذي يبدو قاسياً -فيضاناً وبرودة- قياساً للأيام الحالية وحسب توقعات الأرصاد الجوية، ولكن رغم ذلك لا بدّ من لفت الانتباه لتشديد الرقابة أكثر على محطات الوقود والموزعين سواء أكان التوزيع عادياً أم مؤتمتاً، فعمليات التلاعب والغش كانت ظاهرة، والدليل قيام الجهات المختصة بإغلاق بعض محطات الوقود نتيجة تلاعبها واحتكارها للمادة من أجل بيعها بأسعار مضاعفة، والدليل انتشار باعة “البيدونات” على بعد أمتار من المحطة وعلى الطرقات بين المحافظات، فمن أين حصلوا على هذه الكميات من المازوت؟!.
نؤكد أخيراً على السرعة في اعتماد البطاقة الذكية في كل المحافظات وريفها، فلا نريد لشكوى المواطن من سوء التوزيع والغش والتلاعب أن تعود، فبعد صموده على مدار سنوات الحرب السبع من حقه أن ينعم بالدفء من برد الشتاء، على أمل دفء الجيبة قريباً بزيادة مجزية للرواتب والأجور.
غسان فطوم
ghassanfattoum@gmail.com