إيران تفتتح خط إنتاج المقاتلة “كوثر”
رغم العقوبات الأميركية، وقبل يوم على بدء مرحلتها الثانية، افتتحت إيران خطّ إنتاج طائرة “كوثر” الحربية المصنّعة محلياً بنحو كامل، حيث دشنت وزارة الدفاع الإيرانية، أمس، خط إنتاج المقاتلة المحلية وإدخالها الخدمة، وذلك بحضور عدد من القادة العسكريين.
وكانت إيران كشفت عن طائرة “كوثر” في آب 2018 في اليوم الوطني للصناعات الدفاعية، بعد 15 يوماً على إعادة فرض العقوبات على إيران من قبل الولايات المتحدة.
في الأثناء أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أن الولايات المتحدة الأمريكية هزمت في تحديها مع إيران طيلة 40 عاماً، لافتاً إلى أن واشنطن استخدمت كل الإجراءات ضد طهران لكنها فشلت، وقال، خلال استقباله الآلاف من تلامذة المدارس وطلاب الجامعات، عشية اليوم الوطني لمكافحة الاستكبار العالمي ويوم التلميذ، “إن الحقيقة المهمة في هذا التحدي هي أن أمريكا كانت طوال الـ 40 عاماً الماضية هي المنهزمة وإيران المنتصرة”، مشيراً إلى أن التوتر بين البلدين لا يزال قائماً.
وبيّن الخامنئي، مستبقاً سريان العقوبات الأمريكية على بلاده، أن الولايات المتحدة تسعى عبر إجراءاتها إلى استعادة الهيمنة التي كانت تتمتع بها في إيران قبل الثورة الإسلامية ولكنها فشلت، لافتاً إلى أن انهزام أمريكا يعود إلى أنها تبدأ دائماً بالهجوم ضد إيران لكنها لا تحقق أياً من أهدافها، وأكد أن قدرة أمريكا إلى زوال وهي اليوم أضعف بكثير مما كانت عليه قبل 40 عاماً، مبيناً في ذات الوقت أن الكثير من شعوب المنطقة مستاءة من سياسات الغطرسة التي تتبعها واشنطن فيما ألحق الرئيس دونالد ترامب العار ببلاده.
بدوره أكد كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية في إيران اللواء يحيي صفوي أن لأمريكا سجلاً أسود في التعامل مع إيران ولكن قدراتها بدأت بالتلاشي ولن تستطيع العودة إلى هيمنتها على مصير ومستقبل الشعب الإيراني، وأضاف: إن شعوب المنطقة، بعد تشكيل محور المقاومة، ستقرر مصيرها بنفسها.. وبالتالي باتت أمريكا مرغمة على الخضوع لشروط شعوب منطقة غرب آسيا.
من جهته قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي: إن القدرات الإيرانية العسكرية المتطوّرة ذات طابع دفاعي وردعي، مشيراً إلى أن تجارب الحرب المفروضة على طهران خلال ثماني سنوات أثبتت ضرورة تعزيز هذه القدرات إلى أقصى درجة لمواجهة المعتدين، وأشار إلى أن الكيان الصهيوني الإرهابي الذي يتلقى الدعم من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وبعض أنظمة الخليج لم يدخر أي جهد للنيل من إيران، وأن استهداف النخب العلمية والعلماء النوويين الإيرانيين على يد الموساد مثال سافر على هذه الممارسات.
في سياق متصل أكدت وزارة الخارجية الإيرانية قدرة إيران على تخطي العقوبات الأمريكية الجديدة من خلال تعاونها مع الدول الصديقة والاعتماد على طاقاتها الداخلية، مشددة على أن إعادة الحظر الأمريكي مجدداً تعد انتهاكاً للمبادئ الإنسانية والقانونية والأخلاقية، وقالت في بيان: إن إعادة فرض الحظر غير القانوني من قبل أمريكا على إيران تعتبر انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، التي تؤكد على لزوم إنهاء جميع أشكال الحظر على إيران وفق بنود الاتفاق النووي، كما تعد انتهاكاً للحكم الصادر من قبل محكمة العدل الدولية قبل فترة، وتتناقض مع الإرادة الصريحة لمعظم دول العالم، وأوضحت أن إعادة الحظر الأمريكي على إيران تدل على أن أمريكا لا تحترم القوانين الدولية بل تعاقب تلك الدول التي تراعي القانون وتلتزم بتعهداتها، مؤكدة أن إيران لن تسمح لنظام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يصل إلى أهدافه اللامشروعة.
في السياق ذاته بحث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هاتفياً مع فيدريكا موغيريني منسّقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية ألمانيا هايكو ماس والسويد مارغو إليزابيث والستروم والدنمارك هانتر سامويلسون الحظر الأميركي الجديد على ايران والجهود الأوروبية لمواجهته.
وكانت موغيريني ووزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أعربوا في بيان مشترك عن تنديدهم وأسفهم الشديدين للعقوبات الأميركية الجديدة.
وأكد المسؤولون الأوروبيون التزامهم بالحفاظ على القنوات المالية مع إيران واستمرار صادرات النفط والغاز الإيراني، مشددين على أهمية التزام وزراء المالية، بالإضافة إلى وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، وأعضاء آخرين، لتنفيذ الآلية المالية الخاصة، وأعلنوا أن الآلية سيتمّ تسجيلها وتشغيلها رسمياً في الأيام القادمة.
وخلال المحادثات مع وزير الخارجية الدنماركي رفض ظريف الادعاءات الأخيرة للشرطة الدنماركية بخصوص تنفيذ عمليات إرهابية في الدنمارك، واصفاً هذه الادعاءات بـالخاوية، ونبّه بهذا الشأن إلى محاولات الكيان الصهيوني الواضحة لتقويض علاقات إيران مع الدول الأوروبية، والقضاء على المبادرات الأوروبية للحفاظ على الاتفاق النووي، معلناً استعداد إيران للتعاون مع السلطات الأمنية الدنماركية من أجل توضيح الأبعاد المختلفة لهذه المؤامرة واكتشاف الحقيقة.
كما أدانت روسيا حزمة العقوبات الأميركية الجديدة على إيران، واصفة إياها بالأعمال المدمّرة، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: إن تصريحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكّد التزام إيران بخطة العمل الشاملة المشتركة وهذا دليل موثوق على طبيعة البرنامج النووي الإيراني السلمي، مشيرة إلى أن إعلان الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات على إيران يهدف إلى تقويض الجهود الجارية للحفاظ على هذه الخطة.
وشدد البيان على أن روسيا ستقوم بكل ما يلزم للحفاظ على توسيع التعاون التجاري والاقتصادي مع إيران على الرغم من العقوبات الأميركية، لافتاً إلى ضرورة مراجعة واشنطن لقراراتها المحبطة والتي تبعث للقلق في ضوء تدهور الوضع الأمني العالمي، واعتبر أن الولايات المتحدة تقوم بضربة قوية أخرى لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، موضحاً أن موسكو ترفض أي عقوبات أحادية الجانب تتجاوز قرارات مجلس الأمن الدولي، وخصوصاً أنها تؤثّر على مصالح بلدان ثالثة.
واليوم الأحد 4 تشرين الثاني الجاري هو موعد بدء المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران.