مسيرات مليونية في إيران: إدارة ترامب لن تحصد إلا الهزيمة سورية: واشنطن مستمرة في سياساتها لتقويض أمن واستقرار المنطقة
أدانت الجمهورية العربية السورية قرار الإدارة الأمريكية فرض حزمة ثانية من العقوبات الأمريكية على جمهورية إيران الإسلامية، فيما شهدت أكثر من ألف مدينة ومنطقة بإيران مسيرات مليونية إحياء ليوم “مقارعة الاستكبار العالمي”، الذي يصادف ذكرى استيلاء الطلبة الإيرانيين على السفارة الامريكية في طهران عام 1979.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن سورية ترى بهذه الخطوة استمراراً لسياسة الولايات المتحدة الهادفة لتقويض أمن واستقرار المنطقة، وأشار إلى أن القرار يعكس مجدداً إخفاق الولايات المتحدة بالالتزام بتنفيذ تعهداتها بموجب (خطة العمل الشاملة المشتركة) التي اتفقت عليها إيران مع دول (خمسة زائد واحد) وأقرها مجلس الأمن بقراره رقم 2231 للعام 2015.
وعبّر المصدر عن احتجاج سورية بقوة على انتهاج الولايات المتحدة الأمريكية سياسة فرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب ضد الدول التي ترفض الانصياع لإملاءاتها، وبشكل ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والنظام التجاري متعدّد الأطراف، ويزيد من المعاناة الإنسانية للشعوب التي تستهدفها هذه الإجراءات، حيث شملت الإجراءات الأمريكية القسرية أحادية الجانب مؤخراً الكثير من الدول في العالم بشكل تعسفي لا يخضع لأي قيم أخلاقية.
وقال المصدر: “انطلاقاً من ذلك تقف الجمهورية العربية السورية إلى جانب جمهورية إيران الإسلامية حكومة وشعباً في مواجهة هذه السياسات الأمريكية، وهي على قناعة بأن هذه العقوبات الجديدة لن تزيد الشعب والحكومة الإيرانيين إلا تصميماً على مقاومة وإفشال سياسات الولايات المتحدة اللاأخلاقية المعادية لمصالح شعوب المنطقة والعالم”.
وبدأت ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس تطبيق حزمة ثانية من الحظر الذي أعادت فرضه ضد ايران، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الايراني في أيار الماضي، ويستهدف الحظر القطاعين النفطي والمالي، بعد أن فرضت في السابع من آب الماضي الحزمة الأولى من الحظر، وشملت قطاع إنتاج السيارات والذهب والمعادن الثمينة الأخرى.
وبالتوازي، شهدت أكثر من ألف مدينة ومنطقة بإيران مسيرات مليونية إحياء ليوم “مقارعة الاستكبار العالمي”، الذي يصادف ذكرى استيلاء الطلبة الإيرانيين على السفارة الامريكية في طهران عام 1979.
وبدأ المشاركون في المسيرة المليونية في طهران بالتجمع أمام مبنى السفارة الأمريكية السابق، تزامناً مع مسيرات للتلاميذ وطلاب الجامعات في عموم المحافظات الإيرانية.
وتتزامن المسيرات الجماهيرية الحاشدة في مختلف المدن الإيرانية مع بدء فرض الولايات المتحدة دفعة أخرى من اجراءات الحظر الأحادية الظالمة ضد ايران.
وتؤكّد الشعارات التي يحملها المشاركون في المسيرات على ثبات وصمود الشعب الإيراني وقدرته على مواجهة هذه الضغوط ورفضها.
وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة بعيد الثورة الإسلامية التي شهدتها ايران عام 1979، والتي قام خلالها طلاب ايرانيون بالاستيلاء على مبنى السفارة الأمريكية في طهران.
هذا وأكد قائد قوات حرس الثورة الإسلامية في إيران، اللواء محمد علي جعفري، أن العالم برمته يشهد هزائم أميركا المتكرّرة في مواجهة ايران، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام الاميركية تقرّ بقوة القدرات العسكرية الإيرانية، وتؤكد أن الولايات المتحدة تخشى هذه القدرات، وبيّن أن الولايات المتحدة تركز على الحرب الاقتصادية والنفسية ضد إيران وذلك بعد هزائمها في المنطقة، مؤكداً أن طهران ستتجاوز الحظر الأميركي ضدها، وأن العقوبات الاقتصادية الأميركية على ايران لن تنجح.
من جهته أكد نائب القائد العام للحرس الثوري، العميد حسين سلامي، أن الولايات المتحدة لم تعد تهيمن على المنطقة كما كانت في السابق، وقال: “إن العالم بات في مواجهة مع البيت الأبيض بسبب سياسات الرئيس الاميركي دونالد ترامب”، لافتاً إلى أن الدول الأوروبية “لم تعد تتبع سياسات واشنطن كما كانت في السابق.. وروسيا بدورها تعارض هذه السياسات”.
وأكد سلامي أن الولايات المتحدة لا تستطيع تقويض دور ايران وفرض عقوبات عليها من الجانبين العسكري والسياسي، مشيراً إلى أن لدى ايران القدرة العسكرية على تهديد المصالح الأساسية العسكرية الأميركية في المنطقة.
كما ندّد رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني بسياسات الولايات المتحدة وتدخلاتها بشؤون إيران وغيرها من دول العالم، مشدداً على أن الشعوب سئمت هذه التدخلات وتسعى للخلاص منها، وأكد، في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الشورى، أن الشعب الإيراني أقوى من أن تستطيع إدارة ترامب إرغامه على الانصياع لهيمنتها، مضيفاً: إن حكام البيت الأبيض سيحصدون الندم والهزيمة في مواجهتهم لهذا الشعب.
ولفت لاريجاني إلى أن اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي تحوّل إلى رمز في مقاومة الشعب الإيراني أمام الاستكبار، مشيراً إلى أن واشنطن استمرت بتدخلاتها في شؤون إيران ما يقارب 80 عاماً، وارتكبت تجاهها جميع أنواع الجرائم والضغوط.
إلى ذلك، أدان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي العقوبات الأمريكية على إيران، مؤكداً أن هدفها إنهاك شعوب المنطقة لتسهل السيطرة عليها وعلى مواردها.
وقال باقر جبر الزبيدي عضو الأمانة العامة للمجلس في بيان: “نستنكر وندين العقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب على الشعب الإيراني، والتي اتخذتها الإدارة الأمريكية بقرار فردي رغم الاعتراض الدولي عليها”، مضيفاً: “إن السياسة الأمريكية في تجويع الشعوب لم يكن هدفها في يوم ما تحقيق العدالة كما تزعم واشنطن وإنما إنهاك شعوب المنطقة ليسهل إسقاطها والسيطرة عليها وعلى مواردها”.
وشدد الزبيدي على أن “إيران الدولة الكبرى في المنطقة قادرة على مواجهة سياسة الحصار والتجويع، وأن الشعب الإيراني يملك من الوعي والثبات ما يجعله قادراً على الصمود في وجه الظلم، كما تمتلك القيادة الإيرانية الحكمة والحنكة والقدرة على الوقوف في وجه المخطط الذي تنوي إدارة ترامب تنفيذه في المنطقة”، ولفت إلى أن “الشعب العراقي بدوره عانى لسنوات طويلة من مثل هذه العقوبات وأثبت التاريخ أن العقوبات الاقتصادية لم تحقق أهدافها يوماً وأن ضحيتها الكبرى كانت دوماً الشعوب”.