مطبات الموت؟!
تصطف التساؤلات على اتوستراد درعا كاشفة عن العديد من المنغصات التي ترافق مستخدمي هذا الطريق الدولي سواء لجهة الازدحام وغياب التنظيم المروري والوقوف المخالف على جانبي الاتوستراد وإهمال الأنفاق الموجودة وخروجها عن الخدمة، لتصبح مكبات للقمامة ومأوى لكافة الإساءات التي تتم بحق المجتمع، إلى جانب التصرفات الخارجة عن القانون والطاعنة بحضور الجهات المختلفة التي لن يجدي البحث عن وجودها سواء في القسم المدرج تحت تصرف محافظة دمشق أو في القسم الآخر التابع لمحافظة ريف دمشق.
والحالة الأهم الموجودة على الاتوستراد وتدين محافظة ريف دمشق وجهات أخرى بشكل مباشر تلك المطبات التي تم وضعها من قبل جهات خاصة استثمرت الاتوتستراد على هواها وكيفما تريد وبشكل يعرض مستخدمي الطريق للخطر، وهناك الكثير من الحوادث التي وقعت بسبب هذه المطبات المخالفة لكل القوانين المرورية ومعايير السلامة العالمية، وكان آخرها حادثاً مؤلماً راح ضحيته شاب (وحيد لأهله) ولم تكتفِ هذه الجهات بذلك بل قامت إضافة إلى المطبات بفتح ممرات مخالفة خاصة بها لمرور السيارات والميكروباصات التابعة لها وهذا سابقة لم تحدث على أي طريق دولي، ومايثير الغرابة أكثر أن هذه الفتحات موجودة أمام مركز لشرطة المرور حيث يتعامى عناصره عن هذه المخالفة وينشغلون بملاحقة أمور أكثر جذباً لصفاراتهم وعصيهم التي تعمل كالمراوح أمام السيارات الشاحنة..
فما قصة مطبات الموت؟ وماهي مبررات وأهداف وجودها ؟ وكيف تمت الموافقة على إقامتها لتحقيق مصالح خاصة في حين كان الأسلم والأصح أن تتوجه آليات هذه المؤسسة كما هو حال كافة مستخدمي هذا الطريق إلى جسر أشرفية صحنايا ومن ثم الالتفاف والعودة إلى دمشق؟!
وطبعاً هذه التساؤلات الجامعة لهواجس الناس ومخاوفهم من تهديداتها على حياتهم وماتلحقه من خسائر مادية وأضرار بآلياتهم ترقى إلى مستوى الإدانة الواضحة لوزارة الداخلية ومحافظة ريف دمشق لاستهتارهما بأرواح المواطنين من خلال تلك التسهيلات والموافقات الممنوحة للبعض للتصرف بالأملاك العامة كما يحلو لهم وبمايحقق مصالحهم فقط.. وبغض النظر عن الجهة التي نجحت في استثمار جزء من الاتوستراد بما تمثله من نفوذ أو وسائل أخرى تتعالى صرخات أهالي الضحايا في وجه مانح الموافقة وسلطة ذلك القانون القاضي بأن إنشاء أي مطب يعتمد على نوعية الشارع والسرعات المحددة له أي لايمكن وضعه على طريق دولي مخصص للسرعات العالية، فالأساس العلمي والهندسي لوضعه يتطلب وجود شارع مزدحم ويشكل خطراً على السلامة العامة ويحتاج إلى تخفيف السرعة بما يحقق الأمانة للمارة وسائقي السيارات.
بشير فرزان