“أركان الحرب المفتوحة على المنطقة وأهدافها” في ندوة للجنة دعم الانتفاضة
دمشق- سنان حسن:
أقامت اللجنة الشعبية العليا العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، أمس، ندوة حوارية بعنوان “أركان الحرب المفتوحة على المنطقة وأهدافها تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً” في مقر اللجنة بدمشق، ناقش فيها المحاضران خالد عبد المجيد أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية، والمهندس كمال الحصان عضو قيادة منظمة طلائع التحرير “الصاعقة” أبعاد هذا النوع الجديد من الحرب الغربية على المنطقة ومقدراتها.
وأكد عبد المجيد أن الحرب المفتوحة على المنطقة، هي حرب من نوع جديد تحت اسم وتوظيف “الربيع العربي”، وكان المحرّك والموظّف لها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية والكيان الصهيوني، وبدور عسكري مركزي من قبلهم لحماية الدول والقوى المموّلة والأدوات المنفذة من التنظيمات والمجموعات الإرهابية المسلحة والكيانات المختلفة، سواء كانت “داعش” أو “جبهة النصرة” أو المسميات الأخرى، والتي استخدمت واستغلت الدين الإسلامي غطاءً وستاراً لمشروعها الجهنمي الذي استهدف المنطقة والأمة العربية وحاضرها ومستقبلها في إطار رؤيا أمريكية غربية صهيونية تعتمد فيها على التقسيم والتجزئة والتدمير، وهو مشروع قديم جديد ألا وهو “مشروع الشرق أوسط الجديد”، مبيناً أن الهدف كان تقسيم المنطقة والدول إلى دويلات تحمل صبغة مذهبية وطائفية وإثنية عبر إثارة النعرات بين الطوائف الإسلامية, والإثنية مثل الأكراد والقوميات الأخرى، تمهيداً للاعتراف والإقرار بيهودية الدولة في الكيان الصهيوني، وإضعاف الدول الوطنية أو تغييرها، وإغراق المنطقة في حروب طويلة وشاملة مع استنزاف مستمر، يتمّ فيها تدمير الدول الوطنية وتخريب المجتمعات العربية، والقضاء أو إضعاف قدراتها العسكرية والسياسية والفكرية والثقافية.
وتحدّث المهندس كمال الحصان عن مفهوم الحرب المفتوحة، وهو الجيل الرابع من الحروب التي تشهدها المنطقة، الحرب على سورية مثالاً، موضحاً أنها حرب عن بعد، تحارب فيها أمريكا وحلفاؤها من الخارج بأدوات محلية من البلدان التي تشن عليها الحرب، حيث كان أول استخدام لمصطلح الحروب المفتوحة 1989 من قبل محللين أمريكان، وأضاف: إن من أهم ميزات هذه الحرب أنها تجري على أرض الآخرين وعلى جبهات متعددة وبدون تكاليف بشرية عبر العملاء مدفوعي الثمن ، والأهم أنها حرب غير محدّدة المدة، وتشتد وتضعف حسب المصالح الآنية أو الاستراتيجية، والأخطر أنها تقوم على شعارات ونصوص دينية مزوّرة وتاريخ مفبرك، مبيناً أن القائد المؤسس حافظ الأسد كان الوحيد من بين الرؤساء والقادة العرب الذي استشرف هذا الخطر وطالب مراراً بعدم الخلط بين المفاهيم، ولاسيما المقاومة، حيث طالب المجتمع الدولي بتعريف واضح لمفهوم المقاومة لكي يقطع الطريق على الغرب الاستعماري الذي حاول ومازال الإطاحة بمفهوم المقاومة لحساب أجنداته الإرهابية.
بعد ذلك دار نقاش حول وسائل هذه الحرب المفتوحة، حيث أكدت المداخلات على أن وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أوجدها الغرب، كانت الذراع المؤثّر خلال أحداث “الربيع العربي” المزعومـ واستخدمتها القوى المعتدية لبث الفتة وتقسيم المجتمعات وطرح الأفكار المسمومة.