بعد الصافرة طروحات ريفية هامة
لم يكن الحضور الكبير لكوادر رياضة الريف في المؤتمر السنوي للجنة التنفيذية الذي عقد أمس إلا برهاناً على أنها مازالت بخير، فالنقاشات التي دارت حول واقع الحال وسبل التطور أعطت بارقة أمل بأن القادم سيكون أفضل لمنبع المواهب، ولخزان المنتخبات الوطنية الذي لا ينضب.
رياضة الريف التي استطاعت الصمود والحفاظ على تواجدها وتفوقها، رغم كل الصعوبات التي أفرزتها الأزمة، تحولت من حالة فنية ومباريات إلى حالة وطنية ساهمت بشكل أو بآخر في دفع عجلة المصالحات، وأثبتت أن إرادة الحياة قادرة على قهر الإرهاب وأدواته.
وبالأمس شهدت المحافظة التجمع الأول لهذا العدد الكبير من الكوادر بعد تحرير كامل مساحة المحافظة من رجس الإرهاب، وعودة بعض الأندية للخارطة الرياضية، ولأن البحث عن العودة إلى الواجهة هو الهدف كانت الطروحات غزيرة، ولامست في مجملها قضايا ومطالب محقة.
ولعل الموضوع المالي والمعاناة في موضوع أذونات السفر كان هو الحديث الأكثر شجوناً في النقاشات، وقدم المعنيون حلولاً يمكن أن تسهم في تخفيف العبء المالي كتشجيع الاستثمارات، وتقديم التسهيلات اللازمة بما يتناسب مع الأعمال التي ستنفذ.
كما تمت مناقشة ترميم منشآت أندية الغوطة الشرقية والقلمون التي تعرّضت للتخريب الممنهج من العصابات الإرهابية، واستكمال استملاك الأراضي المخصصة للأندية لتخفيف المعاناة، دون نسيان موضوع التجهيزات التي يجب أن تتوفر بشكل أكبر، وبما يناسب حجم محافظة الريف، وبذلك رمى المجتمعون الكرة في ملعب المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، مطالبين بمزيد من الدعم في كافة المجالات، ولكن تبقى السلبية الوحيدة في المؤتمر هي عدم الحديث عن النادي النموذجي الذي يفترض أن يكون بوصلة النشاط الرياضي للريف، وقبلة رياضييها.
ختاماً نتمنى أن يكون التفاؤل الذي لمسناه من القيادة الرياضية والحزبية التي حضرت المؤتمر بشارة خير للأيام المقبلة، فرياضة الريف تستحق الدعم والعناية.
مؤيد البش