موت “أمل” برسم الحضارة الغربية
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع انفورميشن كليرنك هاوس 2/11/2018
رحلت، أمل حسين، الطفلة اليمنية الهزيلة ذات السبعة أعوام، والتي كانت ترقد بصمت على سرير في مستشفى في شمال اليمن، عن الحياة بعد أن لخّصت نظرتها المسكونة بكابوس الظروف المأساوية التي يعيشها الأطفال في وطنها الذي مزقته الحرب.
الصورة المؤثرة التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي أثارت استجابة لدى القرّاء الذين أعربوا عن حزنهم وحسرتهم، كما قدموا المال لعائلتها، وكتبوا ليسألوا عن حالتها الصحية إذا كانت تتحسّن. لكن أمل فارقت الحياة في مخيم للاجئين على بعد أربعة أميال من المستشفى، هذه الوفاة التي حوّلت أنظار العالم نحو المجاعة التي تعصف باليمن.
قالت “مريم علي” والدة الطفلة وهي تبكي خلال مقابلة هاتفية: “قلبي مكسور… كانت أمل تبتسم دائماً، الآن أنا قلقة على أطفالي الآخرين”.
إن صور اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية، مثل أمل، وهي واحدة من 1.8 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد في اليمن، تضع الإنسانية أمام مخاوف من مجاعة كارثية من صنع الإنسان قد تُغرق البلاد في الأشهر المقبلة.
وقد حذّرت الأمم المتحدة من أن عدد اليمنيين الذين يعتمدون على الحصص الغذائية الطارئة وصل إلى ثمانية ملايين، وقد يرتفع إلى 14 مليون نسمة أي نصف سكان اليمن تقريباً.
كما يدعو عمال الإغاثة والقادة السياسيون الآن إلى وقف الأعمال العدائية، فضلاً عن اتخاذ تدابير طارئة لإنعاش الاقتصاد اليمني المتدهور، حيث دفعت أسعار الغذاء المرتفعة الملايين إلى حافة الهاوية.
وفي رحلة إلى اليمن لمعرفة الخسائر التي خلّفتها الحرب، وجدنا أمل في مركز صحي في أسلم الواقعة على بعد 90 ميلاً شمال غرب العاصمة صنعاء، كانت مستلقية على سرير مع والدتها. وكانت الممرضات يغذينها بالحليب كل ساعتين، ولكنها كانت تتقيّأ بانتظام وتعاني من الإسهال.
وقد جلست الطبيبة المسؤولة عن الطفلة “مكية مهدي” على سريرها، تمسح شعرها وجلدها الرخو الذي يشبة عصا، وقالت بحسرة: “انظر لم يعد هناك لحم فقط عظام!”.
والدة أم أمل كانت أيضاً مريضة وتستلقي إلى جوار ابنتها وتتلقى علاجاً من نوبة حُمّى الضنك التي أصابتها بسبب البعوض الذي يتكاثر في المياه الراكدة في مخيمهم.
مقابل ذلك، كانت الضربات الجوية السعودية مستمرة، وهي نفسها التي أجبرت أسرة أمل على الفرار من منزلها في الجبال منذ ثلاثة أعوام، فالأسرة في الأصل من محافظة صعدة، وهي محافظة تقع على الحدود مع السعودية، وقد تعرضت لـ 18000 غارة جوية على الأقل منذ عام 2015.
أمل هو الاسم المرادف لـ”hope”، وقد أعرب بعض القرّاء عن أملهم في أن تساعد الصورة الحيّة المحزنة في إثارة الانتباه لقساوة الحرب على اليمن التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين بسبب العنف أو الجوع أو المرض. في العام الماضي عانى اليمن من أكبر وباء للكوليرا في التاريخ الحديث، حيث تم اكتشاف أكثر من مليون حالة مصابة، بحسب تقرير الأمم المتحدة!.