بوتين: إنشاء آليات لردع الإرهابيين ومنع تمويلهم
تتزايد التحذيرات من مخاطر انتشار الإرهاب في العالم، وخاصة بعد تمكّن جماعات إرهابية تابعة لـ “داعش” و”القاعدة” وغيرهما من الحصول على تكنولوجيا اتصالات متطوّرة من الدول التي دعمت هذه التنظيمات في كل من سورية والعراق وسائر دول الشرق الأوسط، وذلك بالتزامن مع استنفار أجهزة الأمن والاستخبارات العالمية طاقاتها في تتبّع عمليات نقل الإرهابيين من مكان إلى آخر. وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه من الضروري تعزيز الثقة المتبادلة بين الدول بهدف إنشاء آليات لردع الإرهابيين ومنع موارد تمويلهم.
وجاء في برقية وجّهها بوتين للمشاركين في جلسة رؤساء المخابرات وهيئات الأمن الروسية أمس: نرى أن المنظمات الإرهابية الدولية تحاول أن تنشط في عملها بما في ذلك في مجال المعلومات الدولية، لذلك نرى مطالب متزايدة أمام عمل المخابرات وهيئات الأمن، كما تزداد ضرورة توحيد الجهود لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية الجديدة، وأشار أيضاً إلى أن إنشاء النظام الفعّال لقمع الإرهابيين والقضاء على متزعميهم وأعضائهم الأكثر خطورة يعدّ من أهم أولويات عمل المخابرات وهيئات الأمن، مؤكداً أهمية تسريع تبادل المعلومات وإنشاء آليات لمنع تمويل المنظمات الإرهابية.
وأضاف بوتين: لحل مثل هذه المهام الجدية من الضروري تعزيز الثقة بين الدول ورفع مسؤولية أعمالها وشفافية نيّاتها، الأمر الذي سيسمح بتعزيز قدرة التعاون الدولي المناهض للإرهاب بشكل جدي ومنع ظهور خطر انعدام التفاهم في عمل الدول في هذا الاتجاه، وخصوصاً أثناء استخدام تكنولوجيات الاتصالات الحديثة.
من جهته، أعلن مدير مصلحة الأمن الفيدرالية الروسية، ألكسندر بورتنيكوف، أن هناك بوادر لبدء التقارب بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش” الإرهابيين، محذراً من المخاطر الناجمة عن احتمال دمج قدراتهما، ولفت إلى أن هزيمة الإرهابيين على ساحات القتال دفعتهم إلى البحث عن إمكانيات جديدة لمواصلة نشاطاتهم الدموية، بما في ذلك توسيع رقعة وجودهم في دول “آمنة” سابقاً، إضافة إلى رصد حوادث تنقّل إرهابيين إلى أوطانهم في دول أوروبا وشمال افريقيا وجنوب شرقي آسيا، وكذلك إلى أفغانستان، ما يزيد من خطورة “اختراقهم” منطقة آسيا الوسطى.
ولفت رئيس مصلحة الأمن الفيدرالية الروسية، الذي تحدّث أمام 125 وفداً من 80 بلداً و5 منظمات دولية وإقليمية (الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، منظمة شنغهاي للتعاون، رابطة الدول المستقلة، الجمعية البرلمانية المتوسطية)، إلى أن التقارب بين “القاعدة” و”داعش” يجري أيضاً في المجال الإعلامي، حيث يعمل كلا التنظيمين، رغم الاختلافات الإيديولوجية المعلنة، “على استخدام أساليب وسبل متشابهة للتأثير الإيديولوجي، وإنشاء مجال إعلامي موحّد، وظيفته التعامل مع القاعدة المشتركة من مستخدمي الانترنت”.
وفي سياق منفصل، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن المؤشرات الإيجابية لتطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة غير متوافرة حالياً، مشيراً إلى وجود العديد من المسائل العالقة بين البلدين التي تحتاج إلى حلول، وقال: “يمكننا أن نرجّح عدم وجود آفاق مشرقة لتطبيع العلاقات الروسية الأمريكية، لكن هذا لا يعني أننا لا نسعى إلى الحوار أو أننا لا نريد الحوار”، مبيناً وجود العديد من القضايا التي تتطلب اتصالات بين البلدين مثل قضايا الاستقرار ورقابة الأسلحة، ومضيفاً: “هذه المسائل لا تُحلّ بنفسها دون محادثات”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية، أكدت في وقت سابق سعي بعض السياسيين في واشنطن إلى تدمير العلاقات مع موسكو عبر العقوبات، وهو أمر اعتبرته “لعباً بالنار” وتقويضاً للاستقرار العالمي.