مديرية المسرح المدرسي تستعد لإطلاق الحفل الأول للفرقة الشرقية
بخطوات متسارعة قامت مديرية المسرح المدرسي والأنشطة الفنية وبرعاية وزارة التربية بتأسيس الفرقة الشرقية مؤخراً وهي حالياً تستعد لتقديم حفلتها الأولى في باكورة أعمالها بعنوان “ياسمين” في دار الأسد للثقافة والفنون يوم الثلاثاء القادم.
ويبين الموسيقي كمال سكيكر رئيس قسم الموسيقى في المديرية أن الحفل الأول للفرقة سيكون دافعاً قوياً للمشاركين فيه للاستمرار والتقدم، مشيراً إلى أن وجود الفرقة الشرقية له أهمية بشكل عام كأهمية فرقة الاوركسترا وهي تختص بالموسيقا الشرقية والقوالب الشرقية، غنائية كانت أم آلية.. هذا من جهة ومن جهة أخرى ينوه سكيكر إلى أن هناك آلات كالعود والقانون والناي يكون تواجدهم بالاوركسترا بشكل منفرد أي أن كل فرقة اوركسترا تحتاج لعود واحد وقانون واحد وناي واحد، أما الفرقة الشرقية فسنجد فيها أكثر من عود وقانون وناي يعزفون سوياً عبر كتابة موسيقية دقيقة لكل آلة، وبالتالي فإن جميع الآلات الموجودة في الفرقة الشرقية هي آلات عربية كالعود والقانون والناي وآلات الإيقاع الشرقي وحول الصعوبات التي واجهت تأسيس الفرقة يوضح سكيكر أن لا صعوبات كانت سوى الوقت، خاصة وأن العازفين هم طلاب صغار في المراحل الإعدادية والثانوية، أي أن خبرتهم الموسيقية محدودة، لذلك كانت الحاجة لوقت طويل لإنتاج حفل واحد وهذا تطلّب جهداً كبيراً وإضافياً من الكادر التدريبي من ناحية إعداد الطالب وتطويره من حالة التعلم إلى حالة الوقوف على المسرح وعزف ما تعلمه بشكل شبه احترافي، مبيناً أن المسرح المدرسي يعتمد على طلاب المدارس وتأهيلهم موسيقياً، مؤكداً أن المصدر البشري للفرقة موجود وبشكل وافر، وهذا برأيه ضامن لآلية استمرار الفرقة كونها من الطلاب بشكل كامل. وشكر سكيكر وزير التربية د. هزوان الوز على الدعم الدائم لفرق المديرية كافة، ومدير المسرح المدرسي والأنشطة الفنية موسى أسود على تعبه الكبير وتواجده الدائم مع الطلاب العازفين في مراكز التدريب، موضحاً أن الطموح هو إنشاء فرقة من مدربي وأساتذة المسرح المدرسي تكون احترافية العزف وببرنامج دائم وعروض دائمة.
بين القديم والحديث
ويشير الموسيقي ربيع عزام قائد الفرقة إلى أن وجود فرقة شرقية تخص الآلات العربية فكرة مهمة جدا، وبصفته عازف على آلة الناي وخريج المعهد العالي للموسيقا أسندت إليه هذه المهمة ووافق على تنفيذها وذلك لعدم وجود فرقة شرقية ولأهمية وجودها، وكان لا بد من البدء بتأسيسها بشكل جدي لترى النور، ولا يخفي عزام أن صعوبات كثيرة واجهت تنفيذ هذا المشروع الهام وأهمها ما يتعلق بآلة الكمان لأنه ليس من السهل على الطالب أن يعزف الربع تون/علامات شرقية/وبشكل موحد لذلك كانت الخطوة الأولى محاولة فهم الطلاب للمقامات الشرقية وعزف كل مقام قبل البدء بفك النوط، مؤكداً أن المطلوب اليوم بالنسبة للفرقة الدعم المعنوي والمادي للطلاب الذين تعبوا والتزموا معه لمدة تزيد عن الثمانية أشهر فهذا الأمر مهم لتستمر الفرقة وتتطور إلى جانب تخصيص مكان للتدريب، خاصة وأن المكان الحالي هو لتدريب الفرقة الشرقية وغيرها وللتدريس أيضاً، موضحاً عزام أن قائد الفرقة هو المسؤول عن كل تفصيل في العمل وأن العازف يستمد القوة منه وهو الذي يضبط إيقاع الفرقة، ولذلك يجب أن يكون حافظاً لكل أدوار الآلات.
وعن الحفل الأول للفرقة والذي سيقام يوم الثلاثاء القادم يشير عزام إلى أنه تعمد فيه أن يمزج بين القديم والحديث فاختار مثلاً أغانٍ حديثة للفنان سمير كويفاتي “ياغالي” وقديمة متل “يا فجر لما تطل” لمصطفى كريدية وبعضاً من الفلكلور السوري والمصري، كما اختار بعض المقطوعات التي لا غناء فيها وسماعي جوكسيل ومقطوعات سريعة تشبه قالب اللونغا إلى حد ما ومقطوعة المنارة من تأليف الموسيقي اللبناني شربل روحانا كما قام عزام بتدوين وتوزيع هذه المقطوعات وتدريب الطلاب عليها.
يذكر أن كمال سكيكر 1976م من خريجي صف العود في المعهد العالي للموسيقى 2004 وهو مؤلف و موزع و ملحن موسيقي ألف العديد من الأعمال الموسيقية في القوالب العربية المعروفة كالسماعي واللونغة والبشرف والتحميل، وعدد من القطع الموسيقية الإبداعية كمقطوعة (سحر الشرق) و(تحية إلى الشهيد) ولحن عدداً من قصائد كبار الشعراء العرب كالشاعر السوري الكبير بدوي الجبل كقصيدة (الحب والله) وقصيدة (شقراء) وقصيدة (يا قمر) كما لحن قصيدة (المبعدون) للشاعر العربي الكبير نظمي جمال ووزع العديد من الأعمال الموسيقية كباليه (ديك الجن) للمؤلف السوري الراحل مطيع المصري والعديد من الأعمال الغنائية لكبار الملحنين والمؤلفين العرب وله عدة مشاركات مع الفرقة الوطنية السيمفونية كمؤلف وعازف على العود الصولو منها عملين للعود والأوركسترا وهما مقطوعة (ورد) وحوارية العود والأوركسترا (كلام) وهو مؤسس فرقة قصيد التي أقامت العديد من الحفلات الموسيقية وقاد فرق موسيقية للعديد من المغنيين السوريين كما شارك في عدة مهرجانات سورية وعربية وأوربية كعازف على العود وكمؤلف وموزع وكقائد أوركسترا منها مهرجان الأغنية السورية وهو عازف العود في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية، وأستاذ الغناء العربي في المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي وهو حالياً رئيس قسم الموسيقا في الإدارة المركزية للمسرح المدرسي.
أمينة عباس