مساعدات إغاثية لـ 50 ألف شخص في مخيم الركبان روسيا: الإرهاب لا يزال يشكل خطراً كبيراً على العالم
أوقعت وحدات من قواتنا المسلحة أمس قتلى ومصابين في صفوف مجموعات إرهابية حاولت التسلل إلى نقاط عسكرية في ريف حماة الشمالي.
واحتفالاً بتطهير القنيطرة من الإرهاب أقامت فعاليات أهلية خيمة وطن في قرية نبع الصخر، أكد المشاركون فيها أن مكافحة الإرهاب والدفاع عن الوطن مسؤولية الجميع، وشددوا على أن محافظة القنيطرة كانت وستبقى خط الدفاع الأول عن سورية والعروبة بوجه الاحتلال الإسرائيلي، ولن تكون إلا كما عهدها السوريون أرض البطولات المعمدة بدماء الشهداء. في وقت أنهى الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة عملية تسليم مساعدات إغاثية وطبية تكفي 50 ألف شخص في مخيم الركبان بمنطقة التنف.
في السياسة، يبحث الرئيس فلاديمير بوتين مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي في أستانا اليوم مسألة محاربة الإرهاب والوضع في سورية، في حين أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه رغم تحقيق نجاحات ملموسة في مجال مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن الإرهاب في العالم لا يزال يشكل خطراً كبيراً.
وفيما أكد رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن الأطراف المعادية لسورية تزيّف الوقائع لاتهام الحكومة الشرعية فيها باستخدام الأسلحة الكيميائية، شدد مدير مصلحة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف أن الانتصارات التي حققها الجيش السوري بدعم من القوات الروسية على الإرهاب بددت مخططات تنظيم داعش الإرهابي.
وفي التفاصيل، وبعد رصد ومتابعة وجهت وحدات من الجيش رمايات مركّزة على تحركات لمجموعات إرهابية بعضها تابع لـ “الحزب التركستاني”، حاولت التسلل باتجاه النقاط العسكرية المتمركزة في محيط بلدة المصاصنة بالريف الشمالي، وأسفرت رمايات الجيش عن إحباط محاولات التسلل وإيقاع قتلى ومصابين بين الإرهابيين، وإجبار من تبقى منهم على الفرار باتجاه المناطق التي انطلقوا منها.
إلى ذلك قصفت مدفعية الجيش بضربات مركّزة مرابض صواريخ وهاون للمجموعات الإرهابية في قرية خربة الناقوس رداً على استهدافها مساء أول أمس محور المشاريع في سهل الغاب بعدد من القذائف الصاروخية وصواريخ “التاو”.
من جهة ثانية، أقامت محافظة القنيطرة بالتعاون مع الفعاليات المحلية خيمة وطن في بلدة نبع الصخر التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار قبل عدة أسابيع، ولفت المشاركون إلى أن الحياة الطبيعية والاعتيادية عادت إلى بلدة نبع الصخر كغيرها من باقي القرى والبلدات التي حررها الجيش من رجس الإرهاب، موجهين الشكر والتحية على بطولاته وتضحياته التي قدمها في حربه على الإرهاب على امتداد ساحة الوطن، وأشاروا إلى أن سورية تحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله وأن العلاقات بين المجموعات الإرهابية وكيان الاحتلال الإسرائيلي تفضح طبيعة المؤامرة التي تتعرض لها سورية وأهدافها الخفية المتمثلة بخدمة مصالح أعداء السوريين.
في غضون ذلك، أنهى الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة عملية تسليم مساعدات إغاثية وطبية تكفي 50 ألف شخص في مخيم الركبان بمنطقة التنف في أقصى ريف حمص الجنوبي الشرقي على الحدود السورية الأردنية.
وذكرت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في بيان تلقت سانا نسخة منه أن “فرق الهلال أنهت اليوم عمليات تسليم المساعدات الإنسانية للمهجرين السوريين المقيمين في مخيم الركبان، وتم التوزيع بشكل مباشر عبر اللجان المحلية المعتمدة في المخيم”.
وأشار بيان الهلال الأحمر العربي السوري إلى “استمرار حملة التلقيح التي ينفذها فريق طبي مختص لليوم الخامس منذ بدء الاستجابة، وتشمل لقاحات ضد أمراض شلل الأطفال والحصبة والتهاب الكبد والسل”.
يذكر أنه بتعاون وتسهيل من الحكومة السورية قامت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة السبت الفائت بتسيير قافلة إنسانية إلى المهجرين السوريين المقيمين في مخيم الركبان مؤلفة من 78 شاحنة محملة بمواد إغاثية تضمنت 10475 سلة غذائية ومثلها أكياس طحين و18 ألف سلة ألبسة أطفال و10075 سلة من مواد النظافة الشخصية ومثلها شوادر و1200 سلة لحديثي الولادة، إضافة إلى أدوية ومواد طبية ومتممات غذائية للأطفال والنساء، وذلك برفقة 107 من متطوعيها وفريق مختص لتقديم اللقاحات للأطفال.
وتعمل الحكومة السورية على تقديم التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات إلى المحتاجين والمتضررين من الحرب الإرهابية على سورية في مختلف المناطق بلا استثناء.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال الاجتماع المفتوح لقادة أجهزة الاستخبارات والأمن وإنفاذ القانون في روسيا: بغض النظر عن النجاحات المهمة في مكافحة تنظيم داعش المحظور في روسيا والمجموعات الإرهابية الأخرى لا يزال الإرهابيون، كما في السابق، يشكلون خطراً كبيراً على الدول كافة ومن دون استثناء، وأضاف: هم يتكيفون مع الوقائع المتغيرة ينوعون المصادر وقنوات الحصول على التمويل والدعم التقني والمادي بما في ذلك عن طريق توثيق الروابط مع عالم تهريب المخدرات والجريمة المنظمة.
ودعا لافروف المجتمع الدولي إلى التعاون في مكافحة الإرهاب، قائلاً: مازال الإرهابيون يستغلون سوء التفاهم الموجود داخل المجتمع الدولي، وخصوصاً أن بعض الدول لم تعتمد القوانين اللازمة والإجراءات القانونية على المستوى القومي لمواجهة الإرهاب، داعياً إلى التعاون الدولي النشط والنزيه بما في ذلك في قضايا تبادل المساعدات القانونية، والإبلاغ في الوقت المناسب بتحركات الأشخاص الضالعين في الإرهاب وتسليمهم.
ولفت لافروف إلى أن الإرهابيين في سورية والعراق يواصلون الحصول على دعم خارجي بما في ذلك بالسلاح، وقال بهذا الصدد: إمكانيات العصابات الإجرامية في سورية والعراق بدعم ميزانيتها قوضت بشكل كبير، إلا أن مقاومة الإرهابيين في المنطقة لم تكسر تماماً بعد، وأحد أسباب ذلك استمرار الدعم المالي الخارجي للمتطرفين بما في ذلك بالسلاح، مشيراً إلى أنه كثيراً ما يتعرقل وقف نشاط الإرهابيين الأجانب بسبب عملية تسليم المجرمين الذين تم الكشف عنهم إلى دول أخرى بدلاً عن تسليمهم للدولة التي خرجوا منها.
من جانبه قال رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف في كلمة ألقاها في الجلسة الـ 17 لرؤساء المخابرات وهيئات الأمن الروسية: إن أعداء السلطات السورية الشرعية يتهمون دائماً دمشق باستخدام الكيميائي ضد المدنيين، مضيفاً: ويتم العثور على ما يسمى بالأدلة على ذلك عن طريق تزييف الوقائع، ونشر تسجيلات الفيديو المفبركة من قبل ممثلي الخوذ البيضاء والمنظمات المماثلة الأخرى، وفي الوقت ذاته يعملون ما بوسعهم لإخفاء وقائع استخدام المواد السامة من قبل الجماعات الإرهابية.
وأوضح باتروشيف أن تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول سورية تعتمد على مصادر ما يسمى “المعارضة”، وقال: تستند تقارير البعثة إلى مواد وأدلة تم الحصول عليها عن بعد، ولا سيما من هياكل “المعارضة” وبعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في إطار عملها في سورية تخرق نصوص معاهدة حظر هذه الأسلحة نفسها، وأضاف: عمليات التحقيق نفسها تشهد خروقات كبيرة لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية بعدم توجهها إلى مكان الحادثة، وعدم تأمينها سلامة الأدلة المهمة.
وفي سياق متصل أكد مدير مصلحة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف خلال افتتاح أعمال المؤتمر السابع عشر لقادة الأجهزة الأمنية في موسكو أن نجاحات الجيش السوري المدعوم من الطيران الحربي الروسي ونجاحات الجيش العراقي دفنت خطط تنظيم داعش لإقامة دولته الزائفة في رحاب الشرق الأوسط.
وحذّر بورتنيكوف من المخاطر الناجمة عن احتمال دمج قدرات تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، وقال: إن الحديث يدور عن تنظيمين متشابهين ايديولوجياً، ويعتمدان على موارد بشرية مشتركة لتجنيد مسلحين جدد، وثمة حالات كثيرة من انضمام عناصر أحدهما إلى صفوف الآخر، سواء أكان ذلك بدوافع نفعية أم جراء تغيير الأوضاع الميدانية أم لأسباب أخرى. وأشار إلى أن هزيمة الإرهابيين في ساحات القتال دفعتهم إلى البحث عن إمكانيات جديدة لمواصلة اعتداءاتهم الدموية بما في ذلك توسيع رقعة وجودهم في دول أخرى، مبيناً أنه تم رصد حوادث تنقل مسلحين إلى أوطانهم في دول أوروبا وشمال افريقيا وجنوب شرقي آسيا، وكذلك إلى أفغانستان، معتبراً أن ذلك يزيد من خطورة اختراقهم منطقة آسيا الوسطى.