“الفروج المهرب” يكبد مربي الدواجن خسائر كبيرة!!
حماة- منير الأحمد
يشكو مربو الدواجن في محافظة حماة هذه الأيام من مشكلة انتشار “الفروج المهرّب” في أسواق المحافظة والقادم من دول الجوار، ولاسيما تركيا عبر المناطق الشمالية وإدلب، الأمر الذي كبّد مربي الدواجن خسائر كبيرة تجاوزت عشرات ملايين الليرات، فضلاً عن الديون التي تراكمت على المربين.
ويقول الدكتور ظافر الكوكو رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين بحماة إن لدينا اليوم مشكلة وأزمة حقيقية يعاني منها البلد، ولدينا أسرٌ كانت تستفيد من هذه المهنة وحالياً هي مهدّدة بالتوقف عن العمل، لافتاً إلى أن السوق المحلية شهدت انخفاضاً واضحاً خلال الأشهر الماضية في أسعار الفروج من سعر700 ليرة للكيلو غرام الواحد إلى 575 ليرة للكيلو غرام، مشيراً إلى أن سبب الانخفاض هو غزو الأسواق المحلية بالمهرّب، فما يُباع حالياً في المحلات ليس الفروج المنتج محلياً وإنما المهرّب القادم من تركيا، مؤكداً ضرورة أن يكون هناك دعم من قبل مؤسسات الدولة لهذا القطاع يكون من خلال التعويض علي العاملين به أو من خلال المساعدة في إيجاد أسواق للتصريف إلى الخارج.
وبيّن الدكتور عبد العزيز شومل عضو مجلس فرع نقابة الأطباء البيطريين أن هناك ما يزيد عن 1800 مدجنة في محافظة حماة، ويعمل في هذا القطاع أكثر من 25 بالمئة من سكان المحافظة، ويعاني هذا القطاع من عقبات عدة، أولها موضوع ارتفاع أسعار الأعلاف التي لا يوجد أي دعم لها ولا إعفاء حتى من الضرائب الجمركية، حيث يجب العمل على إلغاء الضرائب الجمركية على استيراد هذه المادة والسماح باستيرادها من أي بلد وعدم حصرها ببلد المنشأ، وخاصة في ظل الحصار الاقتصادي المفروضة على سورية والحرب الإرهابية التي تُشنّ عليها، أضف إلى ذلك موضوع لحوم الفروج المجمّدة وفروج الريش والتي باتت تغزو الأسواق بشكل كبير وهي تركية المنشأ وتدخل حماة من ريفها الشمالي.
وأشار الدكتور شومل إلى أن ما تمّ طرحه بالنسبة للفروج المهرّب ينطبق على بيض المائدة والتفقيس، فهو غير معروف المصدر ويدخل بطرق غير مشروعة ويمكن أن يكون حاملاً للأمراض، إضافة إلى التأثير السلبي في قطاع الدواجن بشكل مقصود، ورغم أن هذا البيض سعره أقل من سعر البيض المنتج محلياً، إلا أن فيه العديد من الأمراض بسبب استغراقه مدة زمنية أثناء دخوله البلد وتعرّضه لدرجات حرارة حتى يتمّ طرحه في السوق المحلية. وأضاف: إن هناك تجربة قامت بها نقابة الأطباء البيطريين بالتعاون مع لجنة مربي الدواجن بحماة وغرفة الزراعة والمحافظة، وأتت نتائجها بشكل إيجابي ولاسيما بالرقابة على مفاقس البيض في حماة حيث تنتج أمات الفروج نحو /250/ ألف بيضة يومياً يتم تفقيسها في المفاقس، وتتمّ متابعة هذه الأعداد باستمرار ومقارنتها مع كمية المنتج محلياً، مؤكداً أهمية تعميم هذه التجربة لتشمل قطاعات أخرى.
ولفت شومل إلى أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أصدر من حوالي شهرين السعر الاسترشادي للفروج الريش 750 ليرة للكيلو الغرام الواحد، أي تكلفة مع هامش ربح قليل، وفي حال هبوطه سيتمّ التدخل لشراء الفائض عن طريق المؤسسة السورية للتجارة، ولكن حتى بعد انخفاض السعر إلى 550 ليرة لم نرَ أي تدخل والوعود لاتزال على الورق.
من جانبه كشف رئيس لجنة دواجن حماة حازم شنان أن هناك الآلاف من أقفاص الفروج الحيّ تدخل يومياً من مناطق المسلحين في إدلب إلى حماة وباقي المحافظات السورية، فالفروج الحيّ المهرّب تتم تربيته بمواد تركية وفي مزارع للإرهابيين ويتم إدخاله إلى حماة بطرق غير نظامية، الأمر الذي أدى إلى كسر أسعار الفروج الحيّ في الأسواق بأقل من سعر التكلفة، الأمر الذي زاد من معاناة المربين، لافتاً إلى أن الجهات الرقابية في حماة قادرة على وضع ضوابط لهذه المشكلة والحدّ منها، وإلا كيف يفسّر أنه وخلال الشهرين الماضيين تم ضبط هذه المسألة ولاسيما بعد إغلاق المعابر في الشمال، مبيناً أن الحال واحدة لدى جميع المربّين وهناك تراجع قسري تشهده المَزارع ويعيش أصحابها حالة من الخوف على المستقبل والمصير، حيث إن بعض هذه المزارع أقفلت وذهب أصحابها إلى التفتيش عن عمل آخر، فيما الباقون ليسوا في حال أحسن والشكوى ورفع الصوت هي الوسيلة الممكنة!.