الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مايكل مور المشاكس يلاحق ترامب هذه المرة

 

 

بعد فيلمه التسجيلي الشهير 9/11 فهرنهايت والذي يدور حول سياسات جورج بوش الابن وحزبه وحروبه الملتبسة، حيث استطاع أن يشغل الرأي العام المحلي والعالمي ويفتح النقاشات حول الأمر على مداها الأوسع، يعيد المخرج مايكل مور الكرّة الآن في فيلمه الجديد الذي اختار تاريخ تسمية ترامب رئيساً للولايات المتحدة عنواناً له، ويوجه دعوته للجمهور “للمقاومة” والوقوف في وجه السياسة الأمريكية الجديدة، متوقفاً عند اللحظات والأحداث التي أتت برجل الأعمال رئيساً لأمريكا، مروراً بالمجريات على جبهتي السباق الرئاسي بين ترامب وهيلاري كلينتون، وفي سبيل تقديم صورة متكاملة وتغطية شاملة يلجأ مور إلى استخدام الكثير مما وثقته الصحف والعديد من البرامج التلفزيونية والنشرات الإخبارية والتغطيات الحية للمظاهرات والاعتصامات الطلابية وتحليلات المعلقين السياسيين والمفارقة التي تبدت في فوز ترامب رغم ترجيحاتهم التي رجحت تفوق كلينتون في حملتها الانتخابية. يعلق مور على خطاب ترامب في أنصاره وهو يقطب جبينه “لم يكن أحد يشعر بالسعادة، ولا حتى ترامب نفسه”. في الفيلم يفضح مور الكثير من الأسرار، ويتساءل بشكل مباشر عن كيفية حدوث هذا الفوز ويبحث في أسباب نجاح ترامب الذي عمل على تشويه سمعة منافسيه والسخرية منهم، وهو في عمله الجديد وإن أقدم على وصف ترامب بالعنصري المفضوح إلا أنه لم يظهر انحيازاً إلى الطرف الآخر، ولكنه تقصد الإشارة إلى التهم التي وصمت بالعار عدداً من أنصار ترامب ومساعديه، ولم يستثنِ حتى ترامب نفسه فأشار غامزاً من العلاقة الغريبة بين الرجل وابنته الجميلة.
ثم يصوره في جزء من الفيلم كأي ديكتاتور كبير يحلم كثيراً بالزعامة الأبدية والحكم الدائم، وعلى طريقة الدوبلاج يقدم مشهداً للزعيم النازي هتلر وهو يخطب في أنصاره بصوت الرئيس الأمريكي ترامب.
وكنوع من التوعية يضيء المخرج المبدئي على عدد من الأحداث التي اجتاحت الولايات المتحدة ومن بينها حالات إطلاق النار في المدارس تلك التي أدت إلى الاحتجاجات والإضرابات والتي نجحت في الضغط على المؤسسات الرسمية بالحصول على المطالب، وكأنه يشير إلى الأمل الذي على الأمريكيين التمسك به لإحداث التغيير المنشود ليضفي على عمله إضافة إلى تصنيفه كفيلم تسجيلي وتوثيقي، صفة الفيلم التوعوي لا بل التحريضي، ولم يتوانَ عن التصريح خلال عرض الفيلم الافتتاحي قائلاً: “لا نحتاج الآن إلى وعود هائمة بل نحتاج إلى تحرك…. نحن في حرب لاستعادة بلادنا”.
بشرى الحكيم