ثقافةصحيفة البعث

هكذا نحن.. في بلادنا والشرق كله!

 

أكرم شريم
من المعروف وكما هو شائع أن قيمة الدولار الأمريكي أغلى من الليرة السورية، ولكن أقول وبعد إذن الجميع، أنك حين تشتري (ربطة الخبز) عندنا بخمسين ليرة سورية لاغير، وهي تتألف من سبعة أرغفة كبيرة، وإذا كان سعر الدولار بالليرة السورية أربعئمة ليرة سورية وأكثر بقليل، فهذا يعني أنك بالأربعمئة ليرة سورية تستطيع شراء ثماني ربطات من الخبز، وفي كل ربطة سبعة أرغفة كبيرة وأكثر من ذلك بقليل، لأن الدولار وكما ذكرنا أكثر من أربعئمة ليرة سورية بقليل، إذن تستطيع شراء ستين رغيفاً كبيراً بالدولار الواحد، فهل تستطيع أن تشتري مثل هذه الأرغفة الستين الكبيرة بدولار واحد في أمريكا؟! طبعاً لا تستطيع.. إذن الليرة السورية أغلى من الدولار وأعلى وأحلى!.
ونحن في بلادنا لا يوجد عندنا لا فيضانات ولا زلازل ولا أعاصير، فحين حدوث الفيضان وكلنا يعرف ذلك تكون هناك ضحايا وحزن وألم كبيرين، ويستمر هذا الحزن والألم عند ذوي الضحايا مدى الحياة!. وكذلك الزلازل وضحاياها، فمتى حدث عندنا زلزال وشعرنا أن الأرض تهتز تحتنا وتوقع ضحايا هنا وهناك وتصبح المنطقة مشبوهة بوجود الخطر القاتل فيها مدى الحياة!.
أما عن الأعاصير، فنحن أيضاً لا نعرفها هذه الأعاصير والتي قد تبلغ سرعة الرياح فيها أكثر من مئتي كيلو متر في الساعة !. انظروا إلى هذه السرعة في الرياح والتي قد تقتلع الأشجار وتهدم البيوت، ولا تستطيع حتى الهرب منها لأنك إذا خرجت إلى الشوارع فقد تطير أنت ومن معك ولا يعود يعرف أحد لكم أثراً!. وانظروا كم يكون لهذه الأعاصير من ضحايا، في كل مرة تحدث فيها!.
ونحن في بلادنا كلها نحافظ على الأسرة والنظام الأسري الإلهي وكما خلقه الله وأراد في الأسرة: أب وأم وأبناء وبنات، ثم عائلة متماسكة تتألف من الأسر المتقاربة وكلهم أقرباء ومتفاهمون ومتعاونون: العم والخال والجد والعمة والخالة والجدة، وتماماً كما يكون النظام الأسري الإلهي الذي خلقه الله وأراده لكل البشر والشعوب. ولكننا نحن نحافظ عليه، بينما غيرنا يعاني من تفتيت الأسرة، فالمرأة تحمل وتضع وترمي، بحيث يوجد عندهم، وكما نعرف جميعاً وكما ذكرنا سابقاً ملايين الشباب بدون آباء ! فالطفل عندنا له أب وأم وأخوة، وعم وخال وجد، وعمة وخالة وجدة، وكلهم يحبونه ويحبهم، ويزورونه حين يتبادلون الزيارات مع أسرته ويزورهم، ويجلسونه في أحضانهم، ويلعب ويمرح معهم وبينهم وفي أحضانهم، فينمو بشكل سليم اجتماعياً، ونفسياً وعقلياً وجسدياً!.
وبلادنا والشرق عموماً انطلقت منه الأديان السماوية إلى الغرب، والحج الإلهي الذي فرضه الله علينا جميعاً كله في القدس. لكل المسحيين وكل المسلمين وكما نعرف جميعاً، كذلك هو مهم أيضاً فنحن ليس عندنا أبيض وأسود، ولا أحمر وأصفر، كلنا بشر ومتساوون في كل شيء، وهكذا تكون النصيحة اليوم وللغرب كله هذه المرة، أن يعود إلى الشرق ويتعلم، تماماً كما تعلمنا منه وأخذنا من عنده معظم الاختراعات والعلوم والصناعات!.