الخطوة القادمة في مجلس النواب
ترجمة: سلام بدور
عن شيكاغو تريبيون 7/11/2018
بحسب النائب الأمريكي الديمقراطي رجا كريشنامورثي الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية ورداً على سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب فإنه هناك العديد من المجالات التي يمكن التعاون فيها بين الحزبين على مدى العامين المقبلين بعدما اتخذ الناخبون في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية قراراً جماعياً بوضع الديمقراطيين بموضوع السلطة لمجلس النواب الأمريكي للمرة الأولى منذ عام ٢٠١٠، والسؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا يجب على الديمقراطيين فعله في ظل هذه المسؤولية الجديدة؟
بالنسبة للنائب الديمقراطي كريشنامورثي فإن الشيء الذي لا ينبغي على الديمقراطيين فعله هو ما فعله زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مانويل على أعتاب الموجة الجمهورية لعام ٢٠١٠ عندما أعلن بأن أولى أولوياته هي ضمان فشل الرئيس باراك أوباما؛ مما يدل على نوع من التطرف وهو الشيء الذي يجب على الديمقراطيين ألا يفعلوه لبلدهم، فالحزب الجمهوري سيبقى مسيطراً على كل من مجلس الشيوخ الأمريكي و البيت الأبيض على مدى العامين المقبلين مما يعني أنه على الديمقراطيين أن يجدوا مجالات ممكنة للاتفاق مع الجمهوريين والرئيس دونالد ترامب الذين ركزوا خلال سيطرتهم الكاملة على الحكومة الفيدرالية في العامين الماضيين على أجندة حزبية للغاية لإلغاء الرعاية الميسرة، وتجاوز التخفيض الضريبي الهائل الذي تدفقت فوائده بشكل كبير على المصالح الخاصة ومصالح الأثرياء.
ولم يسعَ الجمهوريون في الكونغرس إلى الحصول على أصوات ديمقراطية لأي من هذه المعايير؛ لأنهم لم يكونوا بحاجة إلى تلك الأصوات وعلى الرغم من ذلك فقد فشل إلغاء “أوباماكير” بسبب معارضة مجموعة من أعضاء الجمهوريين بما في ذلك جون كيري. فالسباق بين الديمقراطيين و الجمهوريين بقيادة ترامب مستمر حتى عام ٢٠٢٠ على حد تعبير رجا كريشنامورثي.
في العام الماضي تركزت جهود الحزبين على إعادة كتابة القانون الفيدرالي الذي يحكم التعليم القائم على المهارات، والمعروف أيضاً باسم التعليم المهني و التقني الذي تتم مراجعته منذ عام ٢٠٠٦، وقد مرر كلا المجلسين مشروع القانون في الكونغرس بالإجماع وتم التوقيع عليه من قبل الرئيس في قانون الحزبين، مما يعني أن الملايين من الأمريكيين الذين لا يحضرون الكلية التي تدوم لأربع سنوات ستظل لديهم الفرصة للحصول على المهارات و المعرفة لبناء مستقبل مهني وعيش حياة الطبقة المتوسطة.
بالإضافة إلى وجود العديد من المجالات التي يكون فيها التعاون بين الحزبين ممكناً خلال العامين المقبلين، وعلى رأس تلك القائمة إعادة بناء البنية التحتية المتداعية في أمريكا، فبعدما قام الرئيس ترامب بحملة حول هذه القضية في عام ٢٠١٦ عاد وتخلى عنها إلى حد كبير سعياً وراء جدول أعمال أكثر حزبية، لذاك يجب على الأغلبية الديمقراطية الجديدة في مجلس النواب أن تشجع الرئيس على إعادة النظر فيها فالاستثمار الذي طال انتظاره في الطرق والجسور والمطارات واحتياجات الرأسمالية الأخرى من شأنه أن ينتج الملايين من فرص العمل بالإضافة لكونها تعزز الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.
من جهة ثانية فإن جهود الجمهوريين لإلغاء “أوباماكير” محكوم عليها بالفشل وذلك بوجود أغلبية ديمقراطية في مجلس النواب، وبدلاً من ذلك فإنه يجب على الكونغرس الجديد أن يركز على تحسين الرعاية الصحية وخفض تكاليفها وضمان وصولها إلى المزيد من الأمريكيين بما في ذلك خفض تكاليف العقاقير الطبية والتي حددها الرئيس ترامب كأولوية شخصية، حيث من الممكن الجمع بين ذلك وبين الجهود المبذولة لتعزيز الرعاية الصحية في المناطق التي تعاني من إغلاق المستشفيات في السنوات الأخيرة.
يقول كريشنامورثي: “بأنه وبينما يتم البحث عن فرص للتعاون بين الحزبين يجب أن يكون البيت الديمقراطي الجديد على استعداد للقيام بواجبه بموجب الدستور حتى في مواجهة الرئيس ترامب والمعارضة الجمهورية”، معبراً عن إحباطه بصفته عضواً في لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب في العامين الماضيين وذلك بسبب رفض الحزب الجمهوري المركزي لأداء الدور الدستوري للكونغرس حول الموازنة في السلطة التنفيذية، من التخفيض الأمني العالي السرية الذي تم تبنيه من قبل جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب و مستشار البيت الأبيض إلى الهفوات الأخلاقية في مختلف الوكالات التنفيذية، لذلك وبعد فوز الديمقراطيين في الانتخابات أصبح من الممكن أن ينضم بعض الزملاء الجمهوريين إلى جهود جادة ومسؤولة للرقابة في العام الجديد للكونغرس المنقسم حسب كريشنامورثي، الذي أضاف أن أي تحرك فوري من قبل المجلس الجديد لإقالة الرئيس سيكون خاطئاً، وإنما يجب السماح للمحامي الخاص روبيرت مولر استكمال تحقيقاته ومراجعة النتائج والتوصيات لاتخاذ الإجراء المناسب، وأن هناك شيئاً واحداً على الكونغرس الجديد بقيادة الديمقراطيين فعله منذ اليوم الأول وهو حماية التحقيق وإنهاء الجهود الحزبية لتقويضه أو تشويه سمعته، وتابع كريشنامورثي قائلاً إنه وبينما يتم انتظار الانتهاء من تحقيقات مولر يجب أن تمضي أعمال البلد إلى الأمام، فنتائج الانتخابات النصفية تعطي واشنطن الفرصة لإعادة تعيين نفسها. فإذا كان ترامب هو صانع الصفقات كما يدعي فقد حان الوقت للبحث عن تلك المناطق التي يمكننا من خلالها التوصل لاتفاق. واختتم كريشنامورثي قائلا: “دعونا نبرهن بأن واشنطن تستطيع أن تنحي الحزبية جانباً وتحقق بعض الانتصارات للأمريكيين”.