رياضةصحيفة البعث

التعلّق بالأمل

 

 

مازلنا في أيام المؤتمرات السنوية للمؤسسات الرياضية: (أندية- لجان فنية- لجان تنفيذية- اتحادات ألعاب) التي سبق وتكلمنا الكثير عنها، وأشبعنا هذه المؤتمرات اقتراحات وحلولاً، ولكن لم نجد أية فائدة تذكر من عقدها منذ سنوات طويلة، فعلى ما يبدو أن المطلوب تنفيذ هذه البرامج بغض النظر عن المضمون والشكل والنتيجة المرجوة، لأن الاقتراحات والمداخلات وحتى جداول الأعمال هي نفسها تتكرر كل عام، وأغلبها كانت ومازالت عبارة عن اجتماع رسمي لم يتعد حضور العديد منها عدد أصابع اليد الواحدة.
فالهموم الرياضية واحدة، والعقبات والعثرات لم تنته، وتتكرر في كل عام المداخلات والمقترحات والتوصيات نفسها، ومازالت على ما هي عليه رغم توالي السنوات، ومرور الأيام والأشهر.
والعقبة الأكبر تتمثّل بالموضوع المالي، فقد يتم نسف كل النشاطات إن لم تحظ بالموازنة المالية، والدعم والتشجيع والمباركة من القيادة الرياضية!.
ورغم أن أغلب الطروحات التي سمعناها سابقاً هي جيدة ومناسبة، ولكن بشرط أن يتم تنفيذها كاملاً، ولكنها مازالت حبراً على ورق، ويتم تكرارها في كل عام، فإذا لم يتم تطبيق التوصيات على أرض الواقع، ولم توضع الخطط المطلوبة لكل مؤسسة رياضية، لن تكون المؤتمرات لهذا العام إلا صورة سابقة عن سابقة، عن سابقة!.
والمشكلة حالياً أن الكل يبرر التقصير بالأزمة، رغم أن ما يطالب به أعضاء المؤتمر كان بزمن أبعد من الأزمة وقبلها بكثير!.
وفي البحث عن أحوال الأندية وأوضاعها نجد أن الكثير منها يعاني من متاعب وهموم وغيوم، حتى بتنا لا نحسد القائمين على الأندية بمناصبهم التي صارت مملوءة بالتعب، والشقاء، والبحث عن المال، وتأمين الموارد والنفقات، فضلاً عن الأمور الفنية التطويرية الواجب فعلها في النادي، والمشاكل لا تعد ولا تحصى بين اللجان الفنية واتحادات ألعابها، وبينها وبين قيادات اللجان التنفيذية. أما اللجان التنفيذية القائمة بمقراتها، والغائبة عن لعب أي دور في بناء الرياضة محلياً، فيعكس شح ما تفرزه لصالح منتخباتنا الوطنية في مختلف الألعاب، وخاصة أنها غرقت في كثير من الأحيان في مشاكل الاستثمارات والأندية واللجان الفنية. أما اتحادات الألعاب ركيزة العمل الرياضي فلا يوحي وضعها بأنها قادرة على الارتقاء بألعابها، لاسيما بواقعها المؤسف من حيث التجهيزات، والإمكانيات، والمقرات، وحتى حرية العمل الفني والصلاحيات، فهي كما وصفها البعض بأنها دكاكين وليست اتحادات ألعاب، رغم أنه مازال بين هذه الاتحادات من يعمل بجد وإخلاص، يلملم ما تبقى لنا من إشراقات على مستوى الرياضة العربية والقارية.
وأمام هذا الواقع لم نجد تغييراً في واقع هذه المؤسسات الرياضية، ومازالت المؤتمرات السنوية تكرر همومها دون أن تجد آذاناً صاغية. وللأسف، هذا هو واقعنا الرياضي، نأمل أن تلقى مؤسساتنا الرياضية الاهتمام المطلوب لتكون بوضع أفضل على كل الصعد!. مازلنا نتعلّق بالأمل، هذا حالنا منذ سنوات طويلة، ودوماً نقول: لعل وعسى!.
محمد عمران