الصفحة الاولىصحيفة البعث

اليمين يحذر: ماكرون يقود فرنسا نحو العزلة الدولية

 

 

تصاعدت الانتقادات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية طرحه فكرة إنشاء جيش أوروبي، حيث سخر الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه وخيّره بين دفع الأموال لحلف شمال الأطلسي وعدمه، ورأى، في سلسلة تغريدات على “تويتر”، “أن ماكرون يحاول الحديث عن موضوع آخر لحرف الأنظار عن شعبيّته المتدنّية، وعن نسبة البطالة التي تصل إلى عشرة في المئة”.
وجاء كلام ترامب بعد زيارته باريس لحضور مراسم الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث استمع إلى حديث ماكرون عن موضوع الشعبوية والتعريفة الجمركية الفرنسية على واردات النبيذ الأميركي، بالإضافة إلى شعبية الرئيس الفرنسي.
وحثّ ماكرون في وقت سابق زعماء العالم على رفض الشعبوية، معتبراً أنها “خيانة للوطنية”. وقال في خطابه بمناسبة الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى: “عندما تقول (مصالحنا أولاً ولا يهمّنا الآخرون) فإنك تضحي بأغلى شيء في أي أمة وهو قيمها الأخلاقية”، الأمر الذي اعتُبر انتقاداً لترامب، حيث يشوب التوتر منذ فترة، علاقة ترامب بحلفائه الأوروبيين وفي حلف شمال الأطلسي “ناتو”.
وغداة تلك التصريحات، انتقدت زعيمة حزب “التجمع الوطني” الفرنسي اليميني، ماري لوبان، السياسة الخارجية لماكرون، معتبرة أنها طريق تؤدّي بفرنسا نحو العزلة الدولية، وقالت في حديث لوكالة “نوفوستي”: إن ماكرون ينتقد الجميع، هو ينتهج سياسة خارجية تقتصر على التهديد وإهانة زملائه الأوروبيين، وأضافت: “إنه يخلق حالة من النزاع مع الدول التي يهمّنا إجراء الحوار معها. والحقيقة هي أن عالم السيد ماكرون ينهار وسيصبح معزولاً للغاية في الساحة الدولية”. وقالت بصدد دعوة ماكرون الأخيرة لتشكيل جيش أوروبي: إن الجيش يعتبر من عناصر السيادة الوطنية للدولة، وليس تجمعاً متعدّد الجنسيات، وأضافت: إن خطاب الرئيس ماكرون حول وجود تهديدات سيبرانية من روسيا والصين يبدو عدائياً وخاطئاً، والتهديد الوحيد لفرنسا في الوقت الحالي يكمن فقط في “الأصولية الإسلامية”. ودعت لوبان رئيس بلادها إلى الامتناع عن توقيع الاتفاقية الدولية للهجرة، لأنها ستؤدّي إلى “فقدان جزء من سيادة الأمة”.
ولم تستبعد لوبان احتمال زيارتها روسيا في القريب، ولكنها أشارت من ناحية أخرى إلى أن جدول أعمالها الحالي لم يشمل بعد زيارة روسيا.