شعبان خلال ملتقى البعث الحواري بريف دمشق: سورية استهدفت للنيل من قرارها الوطني
ريف دمشق– بلال ديب:
استضاف ملتقى البحث الحواري، الذي أقامه فرع ريف دمشق للحزب، الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، للحديث عن المقاومة في أدبيات حزب البعث العربي الاشتراكي مع القائدين: القائد المؤسس حافظ الأسد والقائد المفدى بشار الأسد، وذلك في قصر الثقافة في دير عطية بريف دمشق.
وأكدت شعبان أن المقاومة خيار السياسي وضرورة فُرضت على شعوبنا، فلا خيار لنا سواه، ونحن كما قال القائد المؤسس: “لسنا هواة قتل وعدوان، ولكننا ندفع عن أنفسنا القتل والعدوان”، مشيرة إلى أن هذا الخيار كان خياراً صحيحاً، وترسّخت هذه الحقيقة على مدى القرون، خاصة حين نقارن خيارنا بخيارات الآخرين ممن وقّعوا الاتفاقيات الاستسلامية للعدو الصهيوني، فاليوم لو نظرنا نظرة موضوعية وعلمية لنرى ما إذا كانت هذه الاتفاقيات حققت للشعوب كرامتها وحريتها ومصالحها، سنجدها لم تتحقق لها لا كرامة ولا استقلالية ولا مصلحة، بل زادت من إنهاكها واستكانتها. وأضافت د. شعبان: لو راجعنا التاريخ نلاحظ أن كامب ديفيد وسيناء 2 أخرجت مصر من دائرة الصراع العربي الصهيوني، وأضعفت مكانتها وأنهكتها داخلياً، كما أن اتفاقية وادي عربة، واتفاق أوسلو 1993 أدت على مدى 25 عاماً لأن يكون وضع الفلسطينيين أسوأ من وضعهم قبل تلك الاتفاقيات، مشيرة إلى أن اتفاق أوسلو جاء ليخرج العدو من أزمته ويحقق له ما أراد، فأعداد الدول التي اعترفت بـ “إسرائيل” بعده زادت إلى أكثر من 70 دولة، على اعتبار المشكلة بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين حُلّت، واليوم يعتمد العدو ذات الاستراتيجية عندما يعلن علاقاته مع دول الخليج وزياراته إليها، ويُظهر في الإعلام مدى التطبيع في العلاقات معه، ليقول للعالم: إن هذا هو حاله مع دول الخليج، فلماذا أنتم عكس ذلك؟!، ونوّهت بأن واجب البعثيين التمييز بين المطبعين وبين من يدافعون عن الحقوق، فالمطبّعون لا يمثّلون كل الجغرافيا التي ينتمون إليها.
وأكدت شعبان أن أنظمة الخليج لم ترسي إلا ثقافة البترودولار، والتي عممت على العالم صورة نمطية للمواطن العربي على اعتباره: “ذاك الذي يملك المال دون العقل”، وشددت على أن أموال تلك الأنظمة لم تصنع لنا شيئاً، بل أوجدت أقوى محطات إعلامية لترجمة وبث البرامج الغربية لتعميم ثقافة الفساد والكسل، وأضافت: هذه اللحظة المناسبة لنميّز بين أنفسنا وبينهم، ونقول: إننا نحن العرب الحقيقيون، ونحن مصدر العلم والمعرفة، وليس أنظمة الخليج، وذلك لإعادة الاعتبار لأنفسنا.
وفي كلامها عن القائد المؤسس حافظ الأسد، تحدّثت د. شعبان عن شخصيته، التي تميّزت بقدرته على العمل مدى ثلاثين عاماً متمسّكاً بصلابة المبادئ ومرونة السياسة، فهو لم يتخلَ عن ذرة تراب من أرض الجولان ولا عن أي حق من الحقوق العربية المغتصبة، وأضافت: إن كل الاستهدافات لسورية كانت موجّهة نحو استقلالية القرار الوطني، ودعت للتمثّل بالإرث العظيم للقائد المؤسس، وبنهج السيد الرئيس بشار الأسد، خاصة في المرحلة الحالية، ليكون في أدبيات حزب البعث العربي الاشتراكي، وفي أدبيات المناهج التدريسية، فالأمم العظيمة والأحزاب القوية تعتز وتُغنى بإرث قادتها، وأضافت: المؤامرات على سورية متواصلة منذ الثمانينيات وحتى الآن، وعندما لم يفلحوا في كسب شيء بالسياسة لجؤوا إلى هذه الحرب الإرهابية على سورية، وكانت السنوات الثماني الماضية، لكن قيادة الرئيس الأسد، الذي صمد كمواطن وقائد صلب، وتماسك الشعب، وتضحيات الشهداء وبطولات الجرحى، ومساعدة الأصدقاء والحلفاء، كل ذلك كان عاملاً أساسياً في الانتصار في هذه الحرب.
بدوره أكد الرفيق رضوان مصطفى، أمين الفرع، فكرة صلابة المبادئ والمرونة في السياسة التي ميّزت مسيرة القائد المؤسس حافظ الأسد، متابعاً: “القائد المؤسس دعم المقاومة، والتي تمكّنت من دحر العدو في العام 2000″، مشيراً إلى ضرورة توثيق تاريخنا المقاوم، وبطولات جيشنا العقائدي، وانتصاراته في الحرب التي تشن اليوم على سورية.
حضر الملتقى الرفاق محافظ ريف دمشق علاء منير إبراهيم وأعضاء قيادة الفرع والرفاق أعضاء مجلس الشعب وأعضاء مجلس محافظة ريف دمشق وحشد من أهالي مناطق النبك ويبرود ودير عطية والقطيفة.