مشهد درامي
ليس لديّ الكثير من الوقت.. وأنا بحاجة للعديد من الحوائج المنزلية، والمفترض أن يكون المول أفضل حلّ للتسوق السريع بعيداً عن تدخل جاري البقال وإحراجه بفرض تلك الماركات التي لا أرغب بها عادةً وغالباً ما اشتريها حياءً منه.. هكذا كانت تدور الأفكار في رأسي وأنا أرتدي ملابسي وبخطوات متسارعة وصلت للمول في الحيّ، وبدأ المسلسل، إذ لم أستطع التركيز بجمع الأغراض فهذا العامل يلاحقني كظلي ويسألني عمّ أبحث! ورغم تشكري له أصرّ على مرافقتي بل مراقبتي حتى شعرت بالضيق، وما إن تخلصت منه حتى استوقفني حديث موظفةٍ لزميلتها عن حبيبها الذي وعدها بالقدوم ولم يأتِ، فقد تجاوزت كل الأدب والتهذيب وهي تتكلم عنه، إلى ما هنالك من قصصٍ.. أخذني الحال وضاع الوقت وأنا في ضوضاء الأحاديث الدائرة وكأنني في قهوةٍ أو نادٍ استمع للقصص من حولي، ودار في رأسي ألف سؤال وسؤال: لماذا يجب أن نعرف قصص العاملين الشخصية؟ ونتحسس أحوالهم النفسية، وندور في فلك أصوات ضحكاتهم المتعالية والقهقهة في غير مكانها…؟! تخيّلت العكس لو كل زائر للمول يقص بعض همومه ومتاعبه للعاملين، ويتحول المكان من تسوق مفتوح إلى….
أمينة العطوة