الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

منى وليد الصوفي: الأدوات لا تصنع فناناً

 

قامت مجنّدات الاحتلال الصهيوني بتشويه وجه “إسراء” الفتاة الفلسطينية، ووضعوا أمامها مرآة وجعلوها تنظر إلى وجهها لتتألم من المنظر المشوه. “إسراء” لديها طفل عمره عشر سنوات ومحكوم عليها بإحدى عشرة سنة بتهمة قتل مجند إسرائيلي. هذا الخبر يمكن أن نراه في النشرة الإخبارية ويثير العواطف والمشاعر ويُعمل التفكير في كمية الظلم الذي يصيب العالم العربي بشكل عام وخاصة في هذه الأيام وأحداث غزة مشتعلة، إلا أن القضية يمكن أن تتطور وأن تشاهد بمنظور آخر، مثل الفتاة الشابة منى وليد الصوفي التي رأت في حديثها مع “البعث” أن كمية الدمار النفسي هو الذي يدمر الإنسان وليس الدمار الجسدي الذي ينهيه، وقالت: هذه المرأة الفلسطينية حالها مثل الكثير من النساء في اليمن وفلسطين وفي أي بلد فيها إرهاب صهيوني، وللألم النفسي آثار أقوى بكثير من الألم الجسدي.
هواية منى هو المكياج السينمائي والخدع البصرية وصناعة الأعضاء مع أنها بعيدة كل البعد عن دراستها فهي طالبة الهندسة المدنية وعن هوايتها قالت:
أنا أول فتاة عربية عملت العين الثالثة في الشرق الأوسط بواسطة المكياج، وأول عربية تصور القضايا الإنسانية الاجتماعية بتقنية الماكيير السينمائي، عندما رأيت صورة الأسيرة الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي تأثرت بها كثيراً، وعملت على صور القضية بالمكياج السينمائي.
تدرس منى التنمية البشرية وهدفها تحفيز المراهقين ونشر الطاقة الإيجابية في مجتمعها إلا أنها عملت على موهبتها إذ قالت:
عملت كثيراً لتطوير مهاراتي في مجال الخدع البصرية وخاصة أن المواد المخصصة للجلد غير موجودة، فعملت على التشريح الطبي وصناعة الأعضاء من المواد المتوفرة في المنزل، وهذا أكبر دليل أن المواد لا تصنع فناناً وإنما الفنان يخلق من لا شيء فنا يؤثر في الناس بحيث يكون أقرب للواقع قدر الإمكان، إلا أنه لغاية هذه اللحظة لم أحظ بفرصة للمشاركة في أي عمل سينمائي أو درامي، لكن كان لدي فرصة تعليم هذه المهنة من مراكز معتمدة ولكنني رفضت لأنني أريد الحصول على شهادة. وعن مشاركتها ضمن هوايتها قالت الصوفي: شاركت بحملة “عنف ضد المرأة” لجمعية تنظيم الأسرة الشبابية في محافظة اللاذقية.
جمان بركات