الصفحة الاولىصحيفة البعث

ليبرمان يستقيل.. وتحالف نتنياهو يتفكك

 

في اعتراف واضح بالهزيمة، رضخ العدو الصهيوني لشروط المقاومة الفلسطينية، ووافق مرغماً على اتفاق “التهدئة”، ووقف العدوان على قطاع غزة المحاصر، الأمر الذي أدى لاستقالة وزير الحرب في كيان الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وانسحاب حزبه من الحكومة، ووصف “اتفاق التهدئة” بأنه خضوع، فيما بدأت الصراعات داخل كيان العدو تتصاعد.
الشعب الفلسطيني ومقاومته أثبت مرّة جديدة جدارته وقدرته، رغم الحصار والتآمر الخليجي ومحدودية الإمكانيات، على مواجهة ترسانة الحرب الإسرائيلية، وإلحاق الهزيمة بالعدو، وإرباك الساحة الأمنية والسياسية في الكيان الإسرائيلي، فبعد استقالة ليبرمان قدّمت وزيرة الهجرة والاندماج الإسرائيلية، العضو في حزب “إسرائيل بيتنا”، صوفا لاندفير استقالتها، فيما قالت رئيسة المعارضة تسيبي ليفني: إن “حكومة الفشل في الأمن يجب أن تذهب”، وأضافت: “يجب إجراء انتخابات تأتي بائتلاف طوارئ برئاسة المعسكر الصهيوني”.
رئيس حزب “هناك مستقبل” يئير لبيد، رأى من جهته أن “حكومة نتنياهو قد أنهت دورها”، فيما أعلن مصدر في حزب “الليكود”: إنه من المتوقّع أن يشغل نتنياهو منصب وزير الأمن بعد استقالة ليبرمان”، ورأى أنه “ليس هناك ضرورة للذهاب إلى انتخابات مبكرة في هذه الفترة الأمنية الحساسة”، حسب تعبيره.
فصائل المقاومة، والتي قصفت مستوطنات الاحتلال في محيط القطاع وفي مدينة عسقلان المحتلة بـ 460 صاروخاً، ما أسفر عن مقتل مستوطنين اثنين وإصابة أكثر من 85 آخرين، أكدت أن “استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية”، وقال الناطق الإعلامي للجان المقاومة أبو مجاهد: إن “استقالة ليبرمان انتصار نوعي للمقاومة، بعد الفشل الأمني والعسكري في غزة”، فيما قال مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد، داوود شهاب: “هذه واحدة من التداعيات السريعة لفشل الاحتلال واعترافه بهزيمته”، مشيراً إلى أن “ليبرمان كان أعجز من أن يقف في وجه المقاومة، ورأى أن “كل إجراءات الاحتلال فشلت أمام صمود غزة وثباتها وصبرها”، مؤكداً: “كنّا نتيقن هذه النتيجة، وسيكون هناك المزيد من التداعيات للهزيمة السياسية التي مني بها العدو”.
وكتب الناطق العسكري باسم سرايا القدس أبو حمزة على حسابه على “توتير”: إن “المقاومة لم تكتفِ بردع العدو عسكرياً، بل أربكت حساباته السياسية”، مضيفاً: “انظروا للمجزرة السياسية بين قادة الاحتلال التي أساسها العجز في مواجهة غزة”، ورأى أن “قَدر المقاومة الانتصار والتطوّر، وقدر العدو الفشل والتراجع”، معتبراً أن “استقالة ليبرمان عبرة لمن أراد أن يختبر المقاومة في غزة”، وشدد: “شعبنا سيظل دوماً على موعد مع الانتصار، وحماة العرين لن يسمحوا للعدو الصهيوني بالاستقرار”، كما أشار إلى أن “المقاومة قادرة على إفقاد المستوى السياسي والعسكري الصهيوني مستقبله في أي جولة قادمة”.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اعتبرت من جهتها أنّ استقالة ليبرمان “نتاجٌ لقدرة المقاومة على الصمود في وجه العدوان وفي عدم تمكّن المؤسسة العسكرية والسياسية الصهيونيّة من هزيمة المقاومة أو فرض شروطها عليها”، وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة، كايد الغول، أن استقالة ليبرمان “تعكس هروباً من المسؤولية التي تحمّلها، سواء في فشل العملية الأمنية المعقدة في خان يونس أو فشل العدوان على غزة”، ورأى أنّ الاستقالة “لها علاقة بأوضاع داخلية تعيشها حكومة العدو الصهيوني، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات”،  كما أشار إلى أنّ “ليبرمان يريد القفز من سفينة الحكومة التي تعاني من أزماتٍ عميقة، ليظهر وكأنه العنصر الأكثر تشدداً في التعامل مع الفلسطينيين”.
وحذّر الغول من “إقدام نتنياهو على عملٍ عنيف ضد قطاع غزّة، ضمن خياراته الحالية في الهروب من الأزمة، أو استغلال أي حدث كمبرر لخوض عدوان أوسع من الأخير على القطاع، حتى يكسب موقفاً أمام جمهور المستوطنين”، فيما قال عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد محمد كناعنة: “يجب أن نؤسّس على انتصار غزة للمرحلة المقبلة”، وأكد أن “المقاومة أثبتت أنها تملك القدرة على إرباك الساحة الأمنية والسياسية في الكيان الإسرائيلي”.
ميدانياً، اقتحم 53 مستوطناً الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما أدانت الخارجية الفلسطينية صمت المجتمع الدولي على جرائم المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، مطالبة بتوفير الحماية الدولية له، واستنكرت تصعيد عصابات المستوطنين المسلحة من اعتداءاتها الإرهابية ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها الاعتداء على أهالي بلدة عوريف جنوب نابلس بالضفة الغربية، حيث أقدموا على إحراق السيارات وتخريب الممتلكات وكتابة شعارات عنصرية معادية للفلسطينيين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولفتت إلى أن هذا الاعتداء ليس الأول ولن يكون الأخير، ما يعكس للمجتمع الدولي حجم الحماية والمساندة التي توفّرها سلطات الاحتلال للمستوطنين، داعية إلى صحوة ضمير وأخلاق دولية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال والاستيطان وعصاباته المنظّمة.