الانتظار والحنين في معرض نزلاء السجن المركزي

ما يثير الانتباه في معرض المشغولات اليدوية لنزلاء السجن المركزي لدمشق في عدرا الذي أُقيم في المركز الثقافي العربي في –أبو رمانة- هو معاني الانتظار والترقب والحنين إلى أجواء العائلة، من خلال تشكيلات الخرز التي دمجت بين أسماء وقلوب وعبارات مثل “أحبائي– يا أعز الناس– اشتقت لكم” وفي بعض التشكيلات ذُكرت أسماء.
واهتم آخرون بتشكيلات قطع صغيرة للزينة على شكل أساور وأقواس الشعر وورود وأزهار ووجوه ضاحكة تعكس أمنياتهم، وصور قطط جميلة جاءت على نمط متسلسل وكأنها ترمز إلى سنوات الانتظار والعودة من جديد إلى دائرة الحياة التي توقفت في سنوات السجن.
إضافة إلى مشغولات تراثية مصنوعة من الخشبيات لطاولة الزهر والشطرنج، إضافة إلى أحجام مختلفة من السبحات والمسكات وأشغال الكروشيه والصوف لقبعات وشالات وقفازات، مع حقائب صغيرة وجزادين، والكثير من القشبيات المستخدمة لأغراض منزلية.
ومن أجمل المعروضات الشموع الملونة الملفوفة بألوان العلم السوري ومجموعة خرائط صغيرة لسورية، القاسم المشترك بين معروضات المعرض هو ألوان الحياة والحبّ المتماوجة بين الأحمر والأزرق والأخضر.
يأتي هذا المعرض بعد تعاون جهات متعددة لإشراك السجناء بالحياة الاجتماعية وبالمشهد الثقافي بعد افتتاح المراكز الثقافية في السجن وإلحاقها بالمكتبة، ومعرض المشغولات اليدوية خطوة هامة لعرض منتجاتهم من قبل جهة رسمية والاهتمام بتحسين أوضاعهم والتقارب بينهم وبين الناس، حتى يتمكنوا من انهاء سنوات الحكم عليهم والعودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، ويوحي توقف الزائرين عند منتجاتهم والتدقيق بصناعتها أو باقتنائها بالاهتمام بهم والإشادة بأعمالهم.
ملده شويكاني