صحيفة البعثمحليات

نقص المياه يؤرق الريفين الشرقي والجنوبي

 

السويداء- رفعت الديك
مازالت مشكلة نقص المياه تحتل المرتبة الأولى في قائمة شكاوى المواطنين في السويداء، وخاصة في الريفين الشرقي والجنوبي اللذين يشتكي سكانهما من نقص الكميات الواردة إليهم سواء عن طريق الشبكة أو الصهاريج، حيث لا تصلهم المياه أكثر من مرة كل 50 يوماً وهي كميات لا تلبي الحدّ الأدنى من الاستهلاك اليومي لأسر تلك المنطقة والتي تعاني أصلاً من مشكلات الجفاف وزحف الصحراء. ويتساءل أبناء المنطقة عن الإجراءات المتخذة من قبل مؤسسة المياه لسد العجز الحاصل وعدم الاستمرار في تزويدهم بالمياه بـــ”القطارة”؟!!.
ورغم ذلك فإن المؤشرات تدلّ على تحسن الواقع المائي في المحافظة بشكل ملموس، حيث انخفضت نسبة العجز هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة والانخفاض نفسه شهدته الأشهر الأخيرة من هذا العام، علماً أن نسبة العجز وصلت في بداية عام 2016 إلى 57 بالمئة لتصل إلى 11 بالمئة في ريف السويداء، بينما كانت نسبة العجز 60 بالمئة في المدينة بداية عام 2016 لتصل في نهاية الشهر الماضي إلى 15 بالمئة.
وعزا مدير مؤسسة المياه المهندس وائل شقير السبب الأساسي للعجز المائي في المحافظة إلى انخفاض مساهمة السدود والتي لا تتجاوز 3،7%، في حين أن المحطات الموجودة حالياً قادرة على إنتاج 22% من حاجة المحافظة بمعدل 96 ألف متر مكعب من المياه يومياً، إلا أن حالة الجفاف وقلة الأمطار أدت إلى خروج معظم السدود عن الخدمة. أما السبب الآخر حسب المهندس شقير فهو انخفاض جهد الشبكة الكهربائية في الريف الشرقي إضافة إلى التقنين، وهذا ينعكس سلباً على عملية استثمار الآبار التي يتمّ وضعها في الخدمة بالشكل الأمثل، حيث يتمّ الاعتماد على التيار الكهربائي في تلك المنطقة بشكل رئيسي، ولا يوجد مجموعات توليد كونها مناطق غير آمنة. وبيّن شقير الإجراءات التي تم اتخاذها خلال الأعوام الماضية من خلال إدخال آبار إضافية في الخدمة وصل عددها إلى 25 بئراً منذ ثلاث سنوات حتى الآن، وربط آبار الموارد المائية مع شبكات مياه الشرب بالتنسيق مع الهيئة العامة للموارد المائية بما لا يقلّ عن 15 بئراً خلال العامين الماضيين خاصة في المناطق التي فيها احتياج للمياه، إضافة إلى رفع كفاءة المشاريع القائمة وتتمثّل بتأمين خطوط محايدة عن التقنين (مثل مشروع خازمة) من المحطة للآبار بشكل مباشر، ما ساهم في تأمين الاستقرار الكهربائي وتحسين نوعية المضخات وتجديدها.