“المؤسسة النسيجية” نحو إعادة استثمار الكوادر الخبيرة في الشركات المتوقفة
دمشق – محمد زكريا
اعتمدت المؤسسة العاملة للصناعات النسيجية خطة جديدة لتنظيم عمالتها، بهدف الاستفادة من الكوادر الخبيرة العاملة في الشركات المتوقفة عن الإنتاج والبالغ عددهم نحو 5 آلاف عامل تم توزيعهم على الشركات المنتجة.
مدير عام المؤسسة الدكتور نضال عبد الفتاح بين أن عدد عمال المؤسسة يصل إلى 15 ألف عامل بنسبة 35% من عمالة وزارة الصناعة، وأنه تم اعتماد آليات جديدة في سبيل تحفيز العمال على زيادة الإنتاجية من خلال منحهم حوافز إنتاجية شهرية مرتبطة مباشرة بالإنتاج الفعلي المحقق من قبلهم وفق نظام الشرائح، الأمر الذي شجع العمال على زيادة الإنتاج من خلال زيادة عدد ساعات الإنتاج للعامل، ما انعكس بشكل إيجابي على الإنتاج لدى شركات الغزل والنسيج، مع الإشارة إلى أن وزارة الصناعة تعمل حالياً على إيجاد نظام حوافز جديد للمؤسسة مستند على ربط الأجر بالإنتاج الفعلي.
وبحسب التقرير الصادر عن المؤسسة فإن أغلب الشركات شهدت تحسناً ملحوظاً تصاعدياً في الإنتاج، إذ وصل مستوى التحسن في شركات الغزل إلى 28% فيما لم تتجاوز في شركات النسيج أكثر من 5%، وأشار التقرير إلى أن نسب الإنتاج في شركة الوليد للغزل وصل لنحو 69% وفي شركة جبلة للغزل 22% فيما وصلت نسب الإنتاج في شركة الساحل للغزل نحو 26%، و25% في شركة الصوف والسجاد بدمشق، و32% في شركة وسيم، 35% وفي شركة الدبس.
وأشار عبد الفتاح إلى أن المؤسسة عملت على إدخال عمالة جديدة وصل عددها إلى أكثر من ألفي عامل خلال العام الحالي توزعوا على شركات المؤسسة، مضيفاً أن المؤسسة وضعت خطة تدريبية مهنية وإدارية على مستوى المؤسسة والشركات التابعة لها تأخذ بعين الاعتبار تأمين صف ثانٍ من الكوادر والعمالة، موضحاً أن جوانب الدعم للحفاظ على استمرارية وإنتاجية عمل المؤسسة لا تزال تعمل عليها الحكومة من خلال تأمين الأقطان المحلولة كمادة أولية لاستمرار شركات الغزل، إضافة إلى تأمين المستلزمات الأخرى المتعلقة بالكهرباء والمازوت وإلى غير ذلك، مبيناً أن المؤسسة وضعت خطة تطويرية تهدف إلى الانتقال إلى التصدير لمنتجات المؤسسة بعد اكتفاء السوق المحلية، مع الإشارة إلى أن قيمة المبيعات للأسواق الخارجية وصلت خلال العام الفائت إلى نحو 7 ملايين دولار، لافتاً إلى ضرورة إعادة دراسة التكاليف التي تعتمد عليها المادة الأولية بأسعار معقولة وقريبة من الأسعار العالمية، منوهاً إلى أن المؤسسة وضعت خارطتين صناعية وأخرى استثمارية تشملان أماكن تموضع صناعة الغزل والنسيج بما فيها المجمعات المقترحة بالإضافة للمواقع التي يمكن طرحها للاستثمار.
يذكر أن المؤسسة تسعى لتبني مشاريع جديدة إذ تعمل على الإعداد الجيد لها، منها نول سجاد حديث مع متمماته عدد 2 في السويداء ودمشق، إضافة إلى إنشاء معمل متكامل لإنتاج أقمشة الجينز مع متمماته في شركة نسيج اللاذقية، وخط لإنتاج البشكير في شركة الدبس وإحداث مستودع مركزي كبير في شركة الساحل لتخزين الأقطان المحلوجة، فضلاً عن إنشاء خط لإنتاج الكرتون لتلبية حاجة شركات الغزل التابعة للمؤسسة مع ضرورة شراء آلات حياكة لمصلحة شركة الشرق للألبسة الداخلية وإعادة معمل الغزل في اللاذقية الذي تعرّض للحريق، مع الإشارة إلى أن إنشاء جميع هذه المعامل يحتاج إلى مدة زمنية تراوح بين سنة إلى سنتين فقط.