حكايات العم حمدان عبر صندوق الدنيا
في أول تجربة إخراجية له للطفل يستمر المخرج التلفزيوني خالد الخالد بتصوير مسلسل “ممتاز يا بطل” (عنوان مؤقت) عن نص كتبه أكرم شريم، وبيَّن الخالد أنه من المفترض أن يقدَّم المسلسل تحت عنوان “حكايا العم حمدان” وهو العم الذي يروي حكايات وقصصاً مفيدة للأطفال، مؤكداً أنه عمل يحمل الكثير من الأفكار الهادفة وهو عمل اجتماعي تربوي، فيه عِبر مهمة للطفل، مشيراً إلى أهمية الأعمال التي تتوجه للطفل، خاصة وأن واقعنا السوري يتطلب إعادة تأهيل لطفلنا بعد أن مررنا بسنوات صعبة غيَّرت من سلوك وطريقة تفكير طفلنا.. من هنا تأتي أهمية ما نقدمه من أعمال للأطفال من خلال الدعوة إلى المحبة ونزع بذور الشر التي عششت في داخله.
أعمال لا تشبهنا
وأكد الفنان داوود شامي الذي اعتدنا على مشاهدته في العديد من الأعمال الموجهة لطفلنا أن أي عمل جيد للأطفال يسعده المشاركة فيه لأنه يحيي الطفل الذي بداخله، لذلك وافق على المشاركة في “ممتاز يا بطل” عبر تجسيده لشخصية العم حمدان، خاصة وأنه شعر بقربه إلى قلبه وأن أكثر ما أغراه هو توليفة النص القائمة على شخصية العم حمدان الذي يروي قصصه من خلال صندوق الدنيا الذي ما زال في ذاكرة العديد منا، وبالتالي من الجميل برأيه تقديمه في عصر النت ليتذكره الكبار منا وليتعرف عليه الجيل الجديد من أطفالنا، منوهاً إلى أن القصة قد تكون مطروقة سابقاً في الوقت الذي غابت فيه الأعمال الدرامية الموجهة للطفل لسنوات طويلة، موضحاً أن ما أعجبه في العمل علاقة العم حمدان بالصندوق الذي يخاف عليه كثيراً، فيهتم به حرصاً على راحة شخصياته، منوهاً إلى أنه كممثل حاول أن يتبع أسلوباً قريباً من شخصية الطفل على صعيد الكلام وأسلوب التمثيل ومراعاة المستويات المختلفة لأطفالنا، إلى جانب تقديم ما هو ممتع لإدخال الفرح والبهجة إلى قلوب أطفالنا، مشيراً إلى أن الأساس في أي عمل ناجح هو السيناريو الجيد الذي يمكن أن تبنى عليه أشكال فنية يقوم المخرج بإضافتها لجعل هذا السيناريو أكتر حيوية، وهذا برأيه لا يتحقق إلا إذا كان المخرج يتمتع بروح جميلة محبة للطفل، وبالتالي إذا توفرت فيه هذا الصفات لا بد وأن ينتج عملاً ناجحاً، معبِّراً شامي عن سعادته بالتعاون مع المخرج خالد الخالد وإعجابه بطريقة عمله التي هيأت راحة نفسية للممثلين وله، وقد جعلته يقدم أفضل ما عنده، خاصة وأن المخرج ترك له مساحة كبيرة لاقتراحاته حتى لا يكون مجرد منفذ لما كتب، متمنياً شامي كصاحب خبرة وكمشاهد عادي تقديم المزيد من الأعمال التربوية الموجهة للطفل، شريطة تقديم ذلك بعيداً عن المباشرة وبمتعة، ولكن دون السقوط في مطب التهريج، آسفا شامي لأننا مقصرون بحق أطفالنا درامياً بسبب إهمالنا لهم وللإمكانيات الكبيرة التي تحتاجها هذه البرامج، داعياً المخرجين للبحث والتقصي عن نصوص تخاطب أطفالنا، وهي برأيه موجودة إلا أنها تحتاج إلى البحث، جازماً أن غياب هذه الأعمال هو ما جعل أطفالنا يلجأون إلى مشاهدة أعمال لا تشبهنا.
طريقة صحيحة
ليست هي المرة الأولى التي تشارك فيها الفنانة فاتن شاهين بعمل للأطفال وهي التي سبق وأن شاركت في مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية الموجهة للطفل وتأتي في مقدمتها مسرحية “القطة التي تنزهت على هواها” للمخرج مانويل جيجي والمسلسل الشهير “كان ياما كان” الذي تعتبره من أجمل الأعمال التي قدِّمت للأطفال والذي ما يزال يقدم على شاشاتنا ويتابعه الكبار والصغار وحقق شهرة كبيرة، مشيرة إلى أن هذه الشهرة حققها المسلسل بفضل الخدع التلفزيونية الناجحة، إلى جانب القصص المفيدة والهادفة التي كان يقدمها بشكل مترابط ومتماسك، مبينة أنه حتى الآن لم ينافسه عمل أخر للأطفال بهذا النجاح الذي حققه وأسفت لأن مثل هذه الأعمال غابت في فترة من الفترات إلى أن عادت مديرية الإنتاج في التلفزيون السوري إلى إنتاج أعمال موجهة للأطفال، ولذلك هي اليوم سعيدة بعودتها من خلال بعض البرامج والأعمال، ومنها “ممتاز يا بطل” إخراج خالد الخالد من خلال شخصية أم صالح والذي يحاكي طفلنا بطريقة صحيحة في ظل الغزو التقني الذي يتعرض له ويبعده عن طفولته من خلال الحكايات والقصص التي يقدمها والتي فيها الكثير من العبر والدروس التي تقدم بطريقة مشوقة.
طفلنا يستحق الاهتمام
ولأنها تميل إلى الأعمال الموجهة للطفل شاركت الفنانة ريم عبد العزيز منذ بداية دخولها الوسط الفني في مسلسل للأطفال بعنوان “تنورة للعصفورة” إخراج نبيل شمس، وها هي اليوم تشارك في مسلسل “ممتاز يا بطل” بعدة حكايات من حكايات العم حمدان، مؤكدة أن ما شجعها على هذه المشاركة قيادة المخرج خالد الخالد له وكونه من إنتاج مديرية الإنتاج في التلفزيون السوري وقد سعدت بوجود أطفال ممثلين موهوبين فيه، مبينة أن العمل يقوم على نص جيد، ومع هذا رأت أن الطموح دائماً في وجود نصوص تخاطب طفلنا بشكل صحيح وتحترم عقليته، داعية إلى عدم الاستسهال في تقديم دراما للأطفال، خاصة في ظل الأزمات التي عاشها طفلنا السوري خلال سنوات الحرب والذي يحتاج اليوم لإعادة إعمار نفسي، مؤكدة أن طفلنا يستحق الاهتمام.
أفضل أداء
المشاركة في أي عمل موجه للأطفال يعني الكثير للفنانة مي مرهج على الرغم من قناعتها بأن التوجه للطفل أمر غاية في الصعوبة لإيمانها بأن الطفل ذكي ودقيق الملاحظة وشديد الانتباه، وهو اليوم مختلف عن طفل الأمس وقد واكب عصر التقنيات والتكنولوجيا، وبالتالي فمن الضروري برأيها مواكبته لتنميته بطريقة صحيحة تشابه تفكيره من خلال تقديم أعمال تلبي رغباته وحاجاته بدلاً من إشباعها ببرامج وأعمال لا تناسبه، مؤكدة مرهج أننا نفتقد للأعمال الموجهة للأطفال وأن مهمتنا اليوم هي أن نتوجه إليهم بعد أن عانوا ويلات الحرب، مبينة أن أعمالاً مثل “ممتاز يا بطل” الذي تشارك فيه محاولة لتذكير أطفالنا ببعض القيم التي خربتها الحرب من خلال الدعوة إلى التعاون والإيثار والمحبة والعمل، مشيرة إلى أن ما لفت انتباهها في نص “ممتاز يا بطل” قصصه المتنوعة والأهم أنها موجهة للطفل بطريقة تربوية وفنية ممتعة، منوهة إلى الدور الكبير الذي يلعبه المخرج خالد الخالد في توفير جو مناسب أثناء التصوير، خاصة وأن العمل تشارك فيه مجموعة كبيرة من الأطفال الممثلين وقد استطاع أن يتعامل معهم إلى جانب مساعده سليم شامية بصبر وروية وبكل ود واحترام وتشجيع، وهذا كله كان غاية في الأهمية لرفع معنوياتهم لتقديم أفضل أداء لديهم.
أما مدير الإضاءة متري نصراوي فينوه إلى أن التصوير الخارجي الذي شكل حيزاً كبيراً من المسلسل تطلَّب جهداً كبيراً في سبيل تقديم صورة جيدة، مؤكداً أن الإضاءة تلعب دوراً مهماً وأساسياً في تقديم صورة صحيحة، وهو يشكر التلفزيون الذي استقدم مؤخراً أفضل وأحدث أجهزة الإضاءة سهلة الحمل والاقتصادية التي توفر كهرباء وهي أجهزة ليست متوفرة في القطاع الخاص.
يشارك في “ممتاز يا بطل” عدد كبير من الممثلين منهم: اسكندر عزيز، هاني شاهين، فايز صبوح- ريم نبيعة- لميس محمد، محمد فلفلة، لؤي شانا وغيرهم.
أمينة عباس