عبد الكريم فرج.. اللوحة المفتوحة للاحتمالات التقنية
المعرض الذي افتتح مؤخراً للفنان عبد الكريم فرج في صالة كامل للفنون ويستمر لغاية الثاني من كانون الأول هو عودة إلى تأكيد التجربة التي قدمها الفنان فرج من سنوات, والقائمة على استخدام القماش الملون في إنتاج اللوحة التشكيلية التي تميزت بغلبة الحس الغرافيكي الذي يحاكي المشهد الطبيعي والبيئة في بعض جوانبها، فيما قاربت بعض الأعمال الأخرى الفضاء التجريدي المفتوح، لكن تبقى لهذه الأعمال نكهة خاصة تنتمي للمكان والبيئة الريفية السورية الغنية بتلك المشغولات النسيجية، إلا أن الفنان الحفار الذي خبر تقنية الغرافيك ودرّسها لطلابه في كلية الفنون الجميلة ولازال شغوفاً بهذه العوالم الغنية استمر في بحثه التقني عن مواد أخرى تحقق الفكرة وتمنحها قوة التعبير واللطافة، هذا البحث الذي لم ولن ينتهي إذا اعتبرنا الفن عملية بحث دائمة في كنه الجمال واستكشاف تجلياته، وقد استطاع الفنان فرج تحقيق هذه القيمة من الإمتاع والتثقيف، كما استطاع الوصول بالمتلقي إلى الدهشة الممكنة بترتيب قطع القماش الملون، وصولا إلى مساحة بصرية جديدة تتآلف خلالها الألوان والخطوط من حذاقة الحائك لحكاية لا تنتهي من العاطفة والحواس الجميلة.
أكسم طلاع