نتنياهو يحاول إنقاذ حكومته وسط الصراعات
في أعقاب انتصار المقاومة الأخير، وغداة استقالة وزير الحرب في كيان الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استقالته احتجاجاً على “اتفاق التهدئة” في غزة، يحاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنقاذ حكومته، حيث بدأ مشاورات مع قادة الأحزاب في محاولة لإنقاذ “ائتلافه الحكومي” وتجنّب انتخابات مبكرة، والتقى وزير مالية كيانه موشي كحلون، أمس، لإقناعه بعدم انسحاب حزبه من الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة، فيما أظهر استطلاع رأي تأييد 53 % من “الإسرائيليين” إجراء انتخابات مبكرة، وقال 59 % من المستطلَعين: “إن استقالة ليبرمان خطوة صائبة”، فيما اعتبر 51 % أن رئيس حزب “البيت اليهودي” نفتالي بينت غير مناسب لهذا المنصب.
وكان رئيس حزب “يش عتيد” يائير لبيد دعا إلى إجراء انتخابات وبأقصى سرعة ممكنة، لكنه يرفض القول: “إنه لن يجلس في حكومة واحدة مع نتنياهو بعد الانتخابات”.
وبعد استقالة ليبرمان، الأربعاء، ترك نتنياهو بغالبية مقعد واحد في “الكنيست”، فيما يطالبه أحد أبرز منافسيه زعيم حزب “البيت اليهودي” اليميني المتطرّف، بحقيبة الحرب مهدّداً أيضاً بالانسحاب من الائتلاف وسحب دعم نوابه الثمانية في حال عدم حصوله على المنصب.
ومن بين الشركاء الرئيسيين الآخرين في الائتلاف وزير مالية الاحتلال موشيه كحلون من حزب “كلنا” من اليمين الوسط، الذي طالب عدة مرات بالدعوة إلى انتخابات مبكرة بأسرع ما يمكن.
ميدانياً، أصيب عشرات المعلمين والطلبة الفلسطينيين بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال مدرسة الخليل الأساسية في مدينة الخليل بالضفة الغربية وإطلاقها قنابل الغاز السامة، فيما شنّت قوات الاحتلال حملة مداهمات طالت منازل الفلسطينيين في مدينة بيت لحم وبلدة سلوان بالقدس المحتلة، واعتقلت خمسة فلسطينيين.
وفي السياق، أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب الاعتداء الغاشم الذي ارتكبته قوات الاحتلال على الصحفيين الفلسطينيين والأجانب المشاركين بالمسيرة السلمية في بلدة قلنديا، وقال في بيان: “هذه الاعتداءات الوحشية من جانب قوات الاحتلال بمثابة عدوان سافر على كل الصحفيين في العالم، واستهتار بكل المواثيق والأعراف الدولية، وانتهاك صارخ لحق الصحفيين في العمل، والتحرك الحر في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف”.
ودعا الاتحاد كل المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى الضغط على حكومة الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين الفلسطينيين وضمان عدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم والاعتداءات والانتهاكات من العقاب.
وأصيب عشرات الصحفيين الفلسطينيين والأجانب بحالات اختناق، أول أمس، جراء قمع قوات الاحتلال مسيرة نظمها الاتحاد الدولي للصحفيين في بلدة قلنديا شمال القدس المحتلة للمطالبة بوقف انتهاكات الاحتلال بحقهم.
يأتي ذلك فيما جدّدت الحكومة الفلسطينية إدانتها اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة تحت حماية قوات الاحتلال. وأكد المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود أن كل من يشارك في اقتحام مقدسات العرب والمسلمين سواء المساجد أو الكنائس في القدس المحتلة وسائر الأراضي الفلسطينية يمثل الفكر الدموي البائد الذي تحظره كل القوانين البشرية وعلى رأسها قوانين المجتمع الدولي والشرعية الدولية. وكان ما يسمى وزير الزراعة في حكومة الاحتلال اقتحم برفقة العشرات من المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال، وذلك في إطار خطط وسياسات سلطات الاحتلال لتغيير الواقع القانوني والتاريخي للمسجد، وتهويد البلدة القديمة بالقدس المحتلة.