ترامب لا يريد تعطيل حركة المرور في باريس
ترجمة: سلام بدور
عن الغارديان 12/11/2018
لم يحضر دونالد ترامب حدث تكريم قتلى الجيش الأمريكي، لأنه لم يكن يريد تعطيل حركة المرور في باريس، الأمر الذي أثار تداعيات في الأوساط الأمريكية، حيث كان من المقرر أن يضع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اكليلاً من الورد في مقبرة القتلى الأمريكيين في الحرب العالمية الأولى، ويحضر لحظة الصمت في مقبرة،
ونصب “آيسن مارن” الأمريكي في بيلو على بعد ٦٠ ميلا أو ما يقارب ١٠٠ كيلو متر شمال شرق باريس. وأدعى البيت الأبيض بأن المطر قد أوقف طائرة الهليكوبتر للرئيس ما أدى إلى إلغاء حضوره لمراسم التكريم.
أثارت هذه الخطوة مشاعر من عدم الرضا بين منتقدي الرئيس ترامب حيث غرد نيكولاس سواميس عضو البرلمان المحافظ وحفيد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل على تويتر قائلاً :”لقد ماتوا وهم ينظرون للعدو وجهاً لوجه بينما لم يتمكن ذلك المثير للشفقة دونالد ترامب من تحدي الطقس و التعبير عن احترامه لتضحياتهم”. كما وصف نيكولاس بيرنز وهو دبلوماسي أمريكي خدم رؤساء أمريكيين من كلا الحزبين الجمهوري و الديمقراطي خيار الرئيس ترامب بعدم الحضور بأنه مثير للدهشة.
وفي أعقاب الانتقادات التي واجهها ترامب بسبب عدم استقلاله للسيارة بدلاً من الهليكوبتر أصدرت الصحفية سارة هوكابي ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض بياناً أشارت فيه إلى الطقس قائلة بأن الرؤية كانت شبه صفراوية، بالإضافة إلى وجود مخاوف من أن الموكب قد يسبب بإغلاق الطرق وحركة المرور في تلك الرؤية السيئة، مضيفة بأن الرئيس لم يكن يريد أن يسبب هذا النوع من الاضطرابات غير المتوقعة للمدينة وشعبها وخاصة أن الرحلة إلى “آيسن مارن” كانت ساعتين ونصف في السيارة.
وعلى الرغم من أن قدوم ترامب إلى باريس كان لإحياء فعاليات الاحتفال بالذكرى المئوية لإنهاء الحرب العالمية الأولى إلا إنه وبدلاً من ذلك أمضى معظم وقته في منزل السفير الأمريكي حيث اجتمع بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتناول غداءه معه في حين حضر مراسم المقبرة مكان ترامب رئيس أركان البيت الأبيض الجنرال المتقاعد جون كيلي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال البحري جون دونفور، بالإضافة إلى العديد من الموظفين، حيث وقعت معركة “بيلو وود” بالقرب من الموقع وكانت نزاعاً حاسماً في الحرب ومواجهة محورية في تاريخ قوات المارينز.
وبحسب فيلق مشاة البحرية، ومكتب البيت الأبيض العسكري بالتعاون مع جهاز الخدمة السرية جاء قرار تأجيل إقلاع مروحية الرئيس المتوجهة إلى “مارين وان” بسبب سوء الأحوال، حيث كانت باريس مغطاة بالغيوم مع الأمطار الغزيرة.