ترامب يبحث عن طوق نجاة لـ”ابن سلمان”!
في الوقت الذي بدأت فيه أغلب الدول الغربية مراجعة علاقاتها مع النظام السعودي على خلفية تورّط محمد بن سلمان مباشرة بجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يماطل في توجيه الاتهام إليه محاولاً البحث له عن طوق نجاة، وخاصة أن الإدارة الأمريكية وجدت فيه الشخص المناسب لتنفيذ مخططاتها في المنطقة، فقد أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية أمس، أن حكومة البلاد توقفت بالكامل عن توريدات الأسلحة إلى السعودية على خلفية مقتل خاشقجي، وأشارت في بيان لها، إلى أن قرار مجلس الوزراء ينصّ على وقف تطبيق كل التراخيص التي تمّ تقديمها إلى الشركات والمؤسسات لتوريد الأسلحة الألمانية إلى السعودية، مشدّدة على أن تصدير الأسلحة إلى النظام السعودي لا يجري في الوقت الراهن.
ويواجه النظام السعودي ضغوطاً دولية واسعة على خلفية مقتل خاشقجي، الصحفي السعودي المتعاقد مع صحيفة “واشنطن بوست” الذي تم اغتياله في مقر قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول التركية يوم 2 تشرين الأول، وكان معروفاً بانتقاداته لسياسات النظام في مجالات عدة.
ووجّهت ألمانيا انتقادات حادة للسعودية بسبب مقتل خاشقجي، حيث أعلنت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل أنها لا تقبل رواية المملكة حول الواقعة، معتبرة أن تفسيراتها غير كافية، ووصفت قتل خاشقجي بالعمل الوحشي، مؤكدة أن بلادها لن تصدّر الأسلحة إلى السعودية حتى كشف الحقيقة في هذه القضية.
ويأتي وقف توريدات الأسلحة إلى النظام السعودي بعد أن أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في وقت سابق أمس، أن بلاده فرضت عقوبات على 18 سعودياً شاركوا في عملية قتل الصحفي، مشيراً إلى أن ذلك الإجراء تم بالتنسيق الوثيق مع فرنسا وبريطانيا، وجدّد مطالب بلاده بملاحقة جميع المسؤولين عن مقتل الصحفي، قائلاً: إن التساؤلات بشأن قضية خاشقجي لا تزال أكثر من الإجابات.
وفي واشنطن، لا يزال الرئيس الأمريكي يراوغ بشأن إدانة ولي عهد النظام السعودي بجرم اغتيال خاشقجي، وخاصة بعد أن اتّهم تقرير أعدّته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” ابن سلمان بالتورّط مباشرة في الجريمة، حيث نقلت “واشنطن بوست” عن مساعدين للرئيس الأمريكي، قولهم: إن دونالد ترامب يبحث عن طرق لتجنّب إلقاء اللوم على محمد بن سلمان، حليفه الوثيق الذي يلعب دوراً مركزياً في سياسته بالشرق الأوسط، وتابعت: لذلك أكد ترامب في مقابلة مع “فوكس نيوز صنداي” أن ولي العهد أخبره “ربما بخمس مرات مختلفة” و”في الآونة الأخيرة منذ بضعة أيام” أن لا علاقة له بعملية قتل خاشقجي. واعتبرت الصحيفة أنه جرى تعقيد هدف ترامب إيجاد طوق نجاة لمحمد بن سلمان، من خلال نقل قصص متناقضة من العاصمة السعودية عن مقتل الصحفي المعارض، وظهور أدلة تشير إلى ولي العهد شخصياً، بما في ذلك التسجيل الذي قدّمته تركيا، ويلتقط حشرجات خاشقجي أثناء تعذيبه على يد فريق سعودي بعد لحظات من دخول قنصلية بلاده في اسطنبول بداية الشهر الماضي. وذكرت أن ترامب اعترف بعدم استطاعته سماع تسجيل صوتي سمّاه “شريط المعاناة”، لكنه رفض الاستجابة لطلب المشرّعين فرض عواقب أكثر خطورة على السعودية ومواجهتها بالحقيقة.