أسبوع دمشق لموسيقا الأورغن
حمل أسبوع دمشق لموسيقا الأورغن الذي أقيم ضمن فعاليات يوم وزارة الثقافة ومهرجان الأرض المقدسة الدولي للأورغن بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقا في كنيسة اللاتين في الشعلان والدير الكبير في باب توما الكثير من المفاجآت السارة لعشاق الأورغن الذين ينتظرون المهرجان بعد أن أصبح تقليداً موسيقياً، عبْر ثلاث أمسيات باستضافة العازف الكرواتي أتم إدموند بوريك الحائز على جوائز عدة وصاحب أفضل مشروع للأورغن في كرواتيا، وحضور العازف الإيطالي العالمي يوجين ماريا فاجين.
في الأمسية الأولى عزف بوريك في كنيسة اللاتين مقطوعات للأورغن من عصور مختلفة على آلة الأورغن القديمة والكبيرة جداً ذات المواصفات العالمية النادرة التي تحافظ عليها سورية لقيمتها التاريخية والفنية، وتألقت الأمسية الثانية بجمهور الأورغن في الدير الكبير في باب توما بمشاركة كورال الحجرة بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان. والمفاجأة أنه تم تصنيع أورغن صغير بخبرات محلية للأمسية بمشاركة الموسيقي فادي جبيلي بالعزف عليه لعدم وجود آلة أورغن بالدير.
وزاد من جمالية الأمسية البرنامج الذي اختاره باغبودريان هيمنت على مواضع كثيرة منه الموسيقا الساحرة برقتها وفلسفتها التأملية والروحية مما جعل الجمهور بحالة تواصل وإنصات للمعاني الروحية، لاسيما أنها امتزجت بالصلوات مع التوزيع الهارموني لأصوات الكورال وفق تقنية تعدد الأصوات وتوظيف تقنيات الغناء الكلاسيكي فبدا أشبه بأوركسترا صوتية تتناغم مع ألحان الأورغن.
ومزج باغبودريان عبر بمقطوعة للمؤلف أرفو بارت بين الموسيقا الكلاسيكية والدينية بمقطوعة “سيلف ريجينا” وهيمنت عليه روحانية السكون والتأمل، بمشاركة الكورال مع الأورغن، وكما ذكر باغبودريان فإنه لحن حديث ألّفه المؤلف عام 2001 إلا أنه يحمل الطابع التقليدي وكتبه بأساليب قديمة لموسيقا الأورغن، بدأ بلحن هادئ وتميّز بفواصل الأورغن بأبعاد مختلفة بين الأصوات وبالانتقال بمستويات صوت الكورال من الخافت إلى القوي، لينتهي بقفلة متدرجة حتى السكون.
واختُتمت الأمسية بمقطوعة عزفتها سابقاً الفرقة السيمفونية وبمهرجان الأورغن تعزف على الأورغن بمرافقة الكورال” فولفغانغ أماديوس” لموزارت.
ملده شويكاني