الناشطات يتعرّضن لتعذيب ممنهج في السعودية
في دليل آخر على أن النظام السعودي يستخدم المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية غطاء يتستّر به على ممارساته الوحشية بحق معارضيه، ويطرح في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مشاريع قرارات لصرف النظر عن انتهاكاته المتكرّرة لحقوق الناشطين السعوديين، أكدت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، أن هذا النظام قام بإخضاع عدد من النشطاء، منهم بعض المدافعات عن حقوق الإنسان المعتقلات منذ أيار الماضي، للتعذيب والتحرّش الجنسي، وغيره من أشكال سوء المعاملة أثناء الاستجواب.
وقالت “العفو الدولية” في بيان أمس: إن شهادات ثلاثة أفراد جمعتها المنظمة تشير إلى أن بعض النشطاء المعتقلين تعرّضوا للتعذيب مراراً بالصعق الكهربائي والجلد، ما جعل بعضهم غير قادر على السير أو الوقوف بشكل سليم، ودعت إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن المدافعين عن حقوق الإنسان، وإجراء تحقيق سريع وفعّال في تقارير التعذيب وغيرها، ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.
وفي بيان مماثل قالت “هيومن رايتس ووتش” نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة: “إن المحققين السعوديين عذّبوا ما لا يقل عن ثلاث ناشطات سعوديات”، مضيفة: “بعد أسابيع قليلة فقط من قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بطريقة وحشية تكشف هذه التقارير الصادمة عن التعذيب والتحرش الجنسي وغيره من أشكال إساءة المعاملة، ما يضيف مزيداً من انتهاكات السلطات السعودية الشائنة لحقوق الإنسان”.
وأضافت: “يتمّ تعذيب ناشطات محتجزات منذ بداية أيار 2018 على يد محققين سعوديين ملثمين خلال مراحل الاستجواب الأولى”، مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا التعذيب لإجبارهن على توقيع اعترافات، أو فقط لمعاقبتهن على نشاطهن السلمي، وتابعت: “إن المعتقلات يتعرّضن للصعق بالكهرباء وللجلد على الفخذين، إضافة للتحرش الجنسي”، وطالبت بتحقيق شفاف وفوري في سوء المعاملة في السجن.
وطالب خبراء في منظمة الأمم المتحدة الشهر الماضي النظام السعودي بالإفراج فوراً ودون شروط عن جميع الناشطات الحقوقيات اللاتي يحتجزهن بسبب الدفاع عن حقوق الإنسان.
يذكر أن النظام السعودي وفق العديد من المنظمات الحقوقية يحمل سجلاً أسود في مجال حقوق الإنسان، حيث يستمر بحملات الاعتقال التعسفية والمحاكمات والإدانات للمعارضين.