عشريتان للشقيقين صايغ
أعمل – بل ربما أحلم – هذه الأيام بتنظيم ندوة عن العلامة الدكتور أنيس صايغ بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله أواخر العام 2009.
وإذ أنني أتابع عملية لا بد منها لمن بلغ من العمر عتيا، ألا وهي عملية إتلاف ما يحسن إتلافه من أوراق قديمة متراكمة، فقد عثرت على صورة رسالة مني إلى د. كلوفيس مقصود تدعوه إلى أن نعمل معا لتنظيم ندوة في الذكرى العاشرة لرحيل د. فايز صايغ شقيق د. أنيس.
تاريخ الرسالة: 18 ك الأول 1989.
مناسبتها: تصريح كويل نائب الرئيس الأمريكي إذ ذاك عن خطة مشتركة مع السوفييت لإلغاء القرار 3379.
ومن المعلوم أن د. فايز كان اختير متكلما وحيدا عن العرب في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي توصلت إلى إقرار أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري.
كان د. مقصود صاحب الصوت العربي الوحيد الذي تصدى لتصريح كويل.
لم أتبين في أوراقي إجابة من د. مقصود.
أذكر أنني تابعت الدعوة، وأن أحد معالم المتابعة كان نشر مقال في جريدة الحياة 1 آب 1990 عنوانه “ذكرى عاشرة صامتة لوفاة فايز صايغ؟”.
في المقال عتب على المثقفين العرب لإهمالهم ذكرى مفكر شغل العالم السياسي أحد إنجازاته.
قلت: نشر المقال في ا آب؟ نعم. ثم حدث ما حدث في 2 أب 1990.
شغل العرب والعالم بما هو أكثر راهنية من فايز صايغ وذكراه. في ذلك اليوم، كان غزو صدام للعراق الذي انتهى بتحرير الكويت الذي انتهى بدوره إلى عملية سلم كان الشرط الإسرائيلي- الأمريكي للبدء بها إلغاء القرار 3379.
تلاشى التفكير في الاهتمام بذكرى 10 سنوات على رحيل د. فايز مع تصاعد الاستعداد لحرب تحرير الكويت.
أجواؤنا مكفهرة، والعمل على الحفاوة بالذكرى العاشرة لرحيل د. أنيس مستمرة. هل سننجح؟ أرجو ذلك.
كلمات أوحى بها اكتشاف نسخة رسالة ضمن مجموعة ضخمة من الرسائل. ربما كان من الأفضل القيام بهجوم استباقي إتلافي يحول دون تذكر خيبات الماضي!
د. جورج جبور