قطعٌ مُبكر..!؟
أن يقطع طلّاب وطالبات مدارسنا الثّانوية قبل شهر من الامتحان النّصفي، فهذه فاجعة تربويّة، يتحمّل مسؤوليتها الكادر التّربوي بمفاصله كافّة فضلاً عن أولياء أمور هؤلاء الطّلبة..!
أمّا الجديد في الأمر فهو تكرارُ السّقوط في الحُفرة ذاتها، وفي التّوقيت نفسه كلّ عام، وما يعني ذلك من أنّنا لم نتّعظ من أخطائنا، ولم نتعلّم من دروسها! على الرّغم من سيل النّداءات والمناشدات الصّحفية والإعلاميّة بجميع وسائلها، كلّ عام، لوزارة التّربية قُبيل هذه الامتحانات؛ كي تتحمّل مسؤوليّتها تجاه الجيل، وتتصدى بحزم لهذه الظاهرة.!
لا شكّ أنّ الظاهرة تستحقّ إماطة اللّثام عنها، والوقوف على أسبابها تمحيصاً ونقاشاً، لما تستبطن من تفلّتٍ وفوضى، وخللٍ تربويّ مشهود، ألف بائه: التّخفُّف من الواجب؛ إذ إنّ غياب الطّلاب عن مدارسهم قبل نحو شهرٍ من امتحاناتهم، مسألة تستوجب: مُساءلة الوزارة بأنظمتها وقوانينها وكوادرها؛ عن أمانتها للدّور المنوط بها؛ باعتبارها الحارس الرّسمي للجيل وحاضنته! من دون أن ننسى باقي الشّركاء في المسؤوليّة المجتمعيّة؛ بدءًا بالأسرة والمجتمع المحلّي والمدنيّ مروراً بالطّلاب أنفسهم..!
وفي استقصاءٍ بدئيّ، أكّد عددٌ لا بأس به من الطّلبة أنّ تغيّبهم عن الدّوام المدرسي قبل الامتحانات، لا يعدو كونه تقليداً!؟ في حين أجمع جمٌّ غفيرٌ منهم على أن سبب قطعهم قبيل موسم الامتحان يعود إلى كثافة المقرّرات!؟، استغلالاً للوقت في الدّراسة والتّحضير! بينما لم يخش العديد الآخرين القول: إنّ غيابهم كان لمجرّد الغياب، وليس لغرض الدّراسة.!؟
وثمّة من أنحوا باللائمة على دور البيئة المدرسيّة غير الجاذبة، ومسؤوليّة المعلمين عن تلك الظّاهرة!؟ بينما أجمعت الأغلبيّة منهم على أنّ السّبب في التغيّب كان مُسايرةً لزملائهم في المدرسة أو اقتداءً بأقرانهم في مدارس أخرى..!؟
وفي حين لم يُنكر عددٌ كبير من مدرّسي المرحلة الثّانوية الخلل الذي يعتري الجسم التّربويّ، والمنظومة التّعليمية؛ بما هي جزء من هذا المجتمع وتعاني ما يعانيه من أمراض، فإنّهم أعربوا عن سخطهم من المناهج الضّخمة المرهقة للطّالب والمدرّس في آنٍ، وعبّروا صراحةً عن استيائهم من عدم قدرة الإدارات المدرسيّة على الحزم، أو اتّخاذ قرارات رادعة بسبب إحباط هذه القرارات من قبل الإدارات الأعلى تحت ذرائع شتّى!
والحال أنّ وزارة التّربية مدعوّةٌ لاجتراح الحلول لهذه الظاهرة دونما تلكؤٍ، بدءاً بسنّ أنظمةٍ رادعة لكوادرها المفرطة بحقوق الطّلبة، والتّشدّد في تنفيذ الخطّة الدّرسية وفق جدولها الزّمني المقرّر، مروراً بتحصين العمليّة التّعليميّة بسلّة ردعٍ تمنع الطّلبة من التّهاون في التزام الدّوام، وانتهاءً بخلق بيئة مدرسيّة جاذبة، تعزّز ربط المجتمع والأسرة أولاً بالمدرسة..!
أيمن علي
Aymanali66@Hotmail.com