/28/ نوعاً برياً مهدداً بالانقراض والعقوبات والرخص لا ترضي المواطن اســـتهلاك النباتــات الطبيــة البريــة يـــزداد خـــلال الحـــرب ومطالـــب بنشـر المشــاتل البريــة
دمشق – فداء شاهين
تحولت شريحة واسعة من المواطنين في علاج العديد من الأمراض إلى النباتات الطبية البرية المنتشرة على الجبال والمناطق الحراجية ليزداد استهلاكها خلال سنوات الحرب، إلا أنها أصبحت تتعرض للخطر والتهديد الذي بدأت آثاره تبدو جلية من خلال فقدان العديد من النباتات الطبية التي كانت منتشرة بكثرة في شتى البيئات السورية.
وعلى الرغم من قيام وزارة الزراعة بإدراجها في الخطة الزراعية للاهتمام والحفاظ على هذه النباتات البرية، إلا أن التطبيق على الواقع يبقى ضعيف ومعدوم، خاصة خلال الحرب التي تعرضت لها البلاد، في وقت يرى أغلب المواطنين ضرورة قيام الوزارة بإقامة المشاتل الخاصة بالنباتات البرية لا أن يتم فرض عقوبات واشتراط منح الرخص لقطافها فمن حقهم الاستفادة من هذه النباتات البرية.
المدرسة في جامعة دمشق أسيل الأزعط حذرت من المهددات العامة المتمثلة بحرائق الغابات والمحميات وقطع الأشجار لاستخدامها في الغذاء والتدفئة، وتجفيف المستنقعات واستصلاح الأراضي، وما يتبع ذلك من مشكلات الزراعة مثل استخدام المبيدات للتخلص من “الأعشاب الضارة” الرعي الجائر، وفقدان الطيور، خاصة المهاجرة والحيوانات التي تسهم في انتشار الأنواع البرية، وكذلك زراعة الأنواع المحورة وراثياً يؤدي إلى اختفاء الأنواع البرية.
أما المهددات المباشرة فهو الجمع الجائر كماً وكيفاً والإتجار غير المشروع بالنباتات الطبية البرية، الأمر الذي يعرضها لخطر الانقراض، علماً أن ما فاقم الجمع الجائر في ظل الأزمة هو توجه شريحة كبيرة من السكان إلى الطب البديل بسبب ارتفاع تكاليف العلاج التقليدي، وعدم وجود مشاتل خاصة بزراعة النباتات الطبية تعتمد عليها جميع شركات الأدوية كمصدر للمادة النباتية، كما تركز كل منطقة في سورية على استهلاك النباتات الطبية الأكثر شعبية وشهرة، ما يؤدي إلى استنزافها.
وأشارت الأزعط إلى أن أهم النباتات الطبية المهددة بالانقراض حوالي 28 نوعاً نباتياً “موسوعة الحياة البرية السورية 2013” الزعتر البري، الزوفا، السوسن الدمشقي، السوسن السنجاري ، الشيح العشبي الأبيض، المزراق الحلبي، الخرنوب، الرمث صفصافي القرون، النيتول، الحاد (الحاذ)، الحرمل، الحنظل، السويد الفلسطيني”، لافتة إلى المبشرات بانضمام سورية إلى 22 اتفاقية بيئية دولية لحماية التنوع الحيوي والحياة البرية، أهمها بروتوكول “ناغويا” لحماية الموارد الوراثية بتاريخ 9/9/2012، الذي يهدف إلى حماية الموارد الوراثية والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدامها، وتنظيم العلاقة المتبادلة بين التنوع الحيوي من جهة والمجتمع الأهلي المستخدم لهذا التنوع وحق الدولة في كنوزها الحيوية، وبذلك تكون سورية الدولة العربية الثانية الموقعة على هذا الاتفاق والدولة الثانية عشرة على مستوى العالم، إضافة إلى إقرار مشاريع زراعة النباتات الطبية وإدخالها في الخطط الزراعية بهدف حمايتها من الانقراض والحصول على عائدات مالية كبيرة، وانطلاق برنامج المنح الإنتاجية للأسر الريفية في اللاذقية “تشرين ثاني 2013” والذي يتم بموجبه التخطيط لزراعة حوالي /96/ ألف هكتار من النباتات الطبية والعطرية سنوياً على رأسها الزعتر، العصفر، إكليل الجبل، اليانسون. الأمر الذي يوفر دخولاً كبيرة للعائلات التي فقدت معيلها في ظروف الحرب، كما تقوم الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بحماة بزراعة النباتات الطبية والعطرية في الأراضي الواقعة تحت إشراف عملها وصلت المساحات المزروعة إلى 1269 هكتاراً موزعة إلى حبة البركة 969 هكتاراً، اليانسون 228 هكتاراً، الشمرة 57 هكتاراً، الكمون 15 هكتاراً.
كما يوجد في سورية 26 محمية طبيعية موزعة على 13 محافظة، وحدائق بيئية تهدف إلى تسليط الضوء على المخزون الطبيعي السوري من النباتات البرية وتعميق الثقافة البيئية منها الحديقة البيئية في دمشق 300 نوع نباتي، تمثل 10% من نباتات سورية، وحديقة السوسن السوري البيئية في حمص (آذار 2017)، حيث جمعت أنواع السوسن المنتشرة في سورية من كافة أنحاء القطر لتكون تحت مراقبة خبراء مختصين.
أما رئيس لجنة منتجي النباتات والزهور المهندس محمد الشبعاني فقد بيّن أنه تم العمل قبل الأزمة على ترميم الغطاء النباتي البري، وحالياً تمت إعادة العمل، حيث يتم ترميم الغطاء النباتي البري بجمع بذورها وإعادة زراعتها في البرية ضمن أنشطة الجمعيات الأهلية بالتعاون مع الأمم المتحدة واتحاد الغرف الزراعية، أما وزارة الزراعة فلم تعمل هذا العمل، علماً أنه يوجد قطاعين تمت الزراعة فيهما في الشيخ بدر وآخر في القدموس مع إجراء الدورات حول التنمية المستدامة للنباتات الطبية العطرية، حيث يوجد بعض المناطق انتهت منها الزعتر البري مثلاً في ريف القرداحة، بسبب الأخطاء في جمع النباتات الطبية، منها جمعها من الجذور.
وبيّن الشبعاني ضرورة تخفيف الرعي الجائر للماعز وجمع النباتات الطبية البرية عن طريق الجمعيات الفلاحية أو لجان المشاتل واتحاد غرف الزراعة، والتعاون في إقامة مدارس مزارعين للتنمية المستدامة بحيث يتم الترميم والقطف المنظم.