أهلنا في حوران يؤكدون تمسكهم بالوطن وبقاءهم على العهد الهلال : إطلاق عجلة الإنتاج مسؤولية الجميع والكل مدعو للمشاركة
دمشق-بسام عمار:
التقى الرفيقان المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب والدكتور مهدي دخل الله رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام المركزي، أمس في مقر القيادة المركزية، وفداً يمثّل الفعاليات الأهلية والمجتمعية والمنظمات والنقابات في محافظة درعا.
ونقل الرفيق الهلال لأعضاء الوفد تحيات ومحبة الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد ومن خلالهم لأبناء المحافظة الشرفاء وتمنياته الطيبة لهم بالخير والسعادة.
وأعرب عن سعادته بلقاء الوفد في مقر قيادة حزب البعث، هذا الحزب العريق بتاريخه النضالي وجماهيره، وتقدير قيادة الحزب للمواقف الوطنية المشرّفة والمميزة لأهلنا في درعا، ولأهلنا في كل المحافظات، خلال الأعوام الماضية من الحرب الظالمة على سورية، وهي مواقف ليست بجديدة على شعبنا الذي امتاز طيلة العقود الماضية بتاريخه النضالي وحبه لوطنه والتضحية في سبيله، حيث واجه كل أشكال الاستعمار وانتصر عليها، وأضحى اليوم مدرسة في النضال والمقاومة الوطنية وظاهرة استقلالية قل نظيرها في المنطقة، بل العالم، مشيراً إلى أن محافظة درعا كانت على الدوام أرض الخير والجمال وصخرة الجنوب، التي أسقطت كل رهانات أعداء الوطن، وكانت الشوكة في حلق العدو الإسرائيلي وأعوانه، والذين أرادوا حرفها عن بوصلتها الوطنية، إلا أنهم لم ولن يستطيعوا لأنها كانت على الدوام الأنموذج الذي يحتذى به في الوطنية، وخزان البعث والمورد الحقيقي له، وحاضنة للجيش العربي السوري، كغيرها من أبناء الوطن، في مواجهة الإرهاب.
وأضاف الرفيق الهلال: يجب علينا العمل لتحصين المحافظة مستقبلاً، والعمل لإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الحرب، محافظة زراعية واقتصادية وسياحية وثقافية، وهذا الأمر مسؤولية الجميع. وهناك دور كبير يقع على عاتق الفعاليات الأهلية والاجتماعية، من خلال تكريس وتعزّيز المبادرات الوطنية والتنموية التي تساعد في إعادة الحياة وعجلة التنمية، ومساعدة الجهات المعنية في تنفيذ مشاريعها وخدماتها، لأن عملية تنمية المجتمع عملية تشاركية، والكل مدعو للمساهمة فيها، منوّهاً إلى ضرورة أن تقوم الوحدات والمجالس المحلية بالدور المناط فيها، وإعادة التنمية لكافة المناطق، بالتعاون مع مجلس المحافظة، وأن تتحمّل الفعاليات الاقتصادية مسؤولياتها، إلى جانب المنظمات والنقابات، وإطلاق مبادرات اجتماعية تخفف من أعباء الحرب وظروفها على المواطنين وأسر الشهداء والجرحى وتقدّم خدمات لأعضائها، والإشارة إلى مواقع الخل لمعالجتها، والتخلص من الظواهر الغريبة عن المجتمع، والاستفادة من إمكانيات المحافظة في مختلف المجالات في ظل الدعم الذي تقدمه القيادة وبتوجيهات دائمة من السيد الرئيس بشار الأسد، مبيناً أن الدعم الذي يقدّم لإعادة التنمية للمحافظة كبير جداً، حيث وصلت المبالغ المرصودة خلال الزيارة الأخيرة للحكومة إلى عشرين مليار ليرة، وتناولت مشاريع حيوية، منوّهاً إلى ضرورة أن تكون المطالب متناسبة مع الإمكانيات والمواد الاقتصادية للدولة، لاسيما وأن الأولوية اليوم هي تعزيز مقوّمات الصمود الوطني وتعزيز السيادة الوطنية، مؤكداً أنه ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي خلفتها الحرب إلا أن الدولة لم ولن تتخلى عن مسؤولياتها الاجتماعية، حيث بقيت الرواتب تصرف في مواعيدها، والصحة والتعليم وغيرها من الخدمات تقدّم بشكل مجاني، إضافة إلى دعم الخبر والكهرباء والماء وغيرها، وهذا ما تعجز عنه أعظم الدول.
وأشار الرفيق الأمين العام المساعد إلى أنه على الرغم من محاولة أعداء الوطن ضرب مقومات الصمود الوطني من خلال استهداف منشآت القطاعين العام والخاص والمشافي والمنظومة التعليمية والتلاعب بأسعار الصرف إلا أن الحياة لم تتوقّف بسبب قوة وتنوّع الاقتصاد الوطني، والدعم الذي يقدّم من قبل القيادة والخطط والبرامج الحكومية التي وضعت لمعالجة آثار هذا الاستهداف، وقد نجحنا إلى حد كبير في مواجهته، واليوم مسؤولياتنا كبيرة لتعزيز عملية التنمية وإطلاق عجلة الإنتاج وتعزيز حالة الاستقرار وسيادة القانون، من خلال مساعدة الأجهزة المختصة، ورفد الجيش العربي السوري بالعناصر اللازمة لتأدية خدمة العلم، وهذا الأمر أمانة ومسؤولية وطنية، ونوّه إلى موضوع المصالحات الوطنية والتسويات ومراسيم العفو، التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد، والتي استفاد منها عشرات الآلاف من أبناء الوطن الذين غرّر بهم وعادوا ليمارسوا حياتهم الطبيعية ويساهموا في تنمية الوطن، داعياً إلى ضرورة أن تلعب الفعاليات المجتمعية بمختلف مسمياتها دوراً كبيراً في إنجاح هذه المصالحات وتعزيز اللحمة الوطنية، مؤكداً أن أبواب الوطن مفتوحة لكل أبنائه، وكل يوم هناك المئات الذين يعودون إلى مناطقهم بمساعدة أجهزة الدولة، مبيناً أن القيادة تولي أهمية كبيرة لإعادة الأهالي إلى المناطق التي حرّرت، من خلال تسهيل إجراءات العودة وتأمين مقومات الحياة، مشدداً على أن موضوع المخطوفين والمفقودين هو موضع اهتمام من قبل القيادة، وهذا الأمر يعالج بشكل دقيق من قبل المعنيين حفاظاً على حياتهم.
وفيما يتعلّق بالواقع الزراعي في المحافظة، بيّن الأمين العام المساعد أن القطاع الزراعي يلقى كل الدعم من القيادة، وهناك جهود تبذل لتطويره وتأمين مستلزماته، وكل الصعوبات التي تواجهه سيتمّ العمل على تذليلها مستقبلاً، وقريباً سيصدر مرسوم بخصوص جدولة ديون الفلاحين، لافتاً إلى أن موضوع إعادة تأهيل المشافي والمراكز الصحية يسير بشكل جيد، والخدمات الصحية المجانية التي تقدّم تحمّل الخزينة العامة مئات الملايين يومياً، داعياً إلى ضرورة أن تلعب الفعاليات الأهلية دوراً كبيراً في الحفاظ على الدعم المقدّم لمختلف المواد ومنع التلاعب والاتجار بها، مشدداً على أن المنظمات الدولية لا تقدّم إلا الجزء البسيط من المساعدات للأهالي ووفق أجندتها، والدعم الكبير يأتي من الدولة.
أعضاء الوفد أعربوا عن سعادتهم بزيارة مقر قيادة الحزب، الذي بنى سورية الحديثة، وعن شكرهم للجيش العربي السوري الذي خلّص المحافظة من الإرهاب، معاهدين السيد الرئيس بشار الأسد أن تبقى محافظتهم وفية للوطن والصخرة التي تتحطّم عليها كل المؤامرات، وأنهم على العهد باقون وأنهم أكثر تشبثاً بأرضهم ووطنهم، وطالبوا بتحسين الواقع الخدمي ودعم القطاع الزراعي، وإزالة الألغام من الحقول والمناطق، وزيادة المخصصات من مادتي المازوت والدقيق، وفتح جامعة في المحافظة، وإجراء مسابقة لمعلمي الصف، والإسراع بصرف تعويضات المتضررين من الأحداث.
حضر اللقاء أمين فرع الحزب في درعا.