غداة العدوان على حلب.. روسيا: التنظيمات التكفيرية تحضر لهجوم كيميائي جديد الخارجية تدعو لاتخاذ إجراءات رادعة بحق داعمي وممولي الإرهاب
أكثر من 107 أشخاص معظمهم نساء وأطفال أصيبوا بحالات اختناق جراء اعتداء التنظيمات التكفيرية بغازات سامة أول أمس على أحياء في مدينة حلب، جاء ذلك بعد أيام من كشف مصادر محلية تسلل خبراء فرنسيين عبر الحدود التركية لإجراء تعديلات على بعض أنواع الصواريخ وتزويد رؤوسها بالمواد الكيميائية السامة.
الاعتداء الإرهابي الجبان قوبل بصمت مطبق من قبل المنظمات الدولية وخاصة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وكذلك الدول التي ما فتئت تحذر من خطر استخدام هذه الأسلحة.
وزارة الخارجية والمغتربين أكدت أن الاعتداء الإرهابي على حلب جاء نتيجة تسهيل بعض الدول وصول المواد الكيميائية للإرهابيين، مطالبة باتخاذ إجراءات رادعة وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب ومنعها من الاستمرار والتمادي في دعم الإرهاب والعبث بالأمن والسلم الدوليين. فيما شددت وزارة الخارجية الروسية على أن قصف الإرهابيين لحلب يهدف لإفشال جهود التسوية وعلى المجتمع الدولي إدانة هذا العمل الإجرامي.
وفيما أكدت وزارة الدفاع الروسية وجود دلائل على تحضير الإرهابيين لتنفيذ هجوم كيميائي جديد انطلاقاً من إدلب، قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي الجنرال فلاديمير شامانوف: إن الاعتداء الكيميائي على حلب يجب أن يصبح محط اهتمام المنظمات الدولية وبالدرجة الأولى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأن تبدي رد فعل مباشر على هذه الأحداث وألا تنشغل في إخراج مسرحيات استعراضية لأصحاب “الخوذ البيضاء”.
وفي التفاصيل، جاء في رسائل وجهتها وزارة الخارجية والمغتربين إلى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن والمدير العام لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية:
قامت المجموعات الارهابية المسلحة بتاريخ 24 تشرين الثاني 2018 بالاعتداء بالغازات السامة على الأحياء السكنية الآمنة في مدينة حلب حيث استهدفت أحياء الخالدية والحمدانية والشهباء وشارع النيل وجمعية الزهراء بمدينة حلب بعشرات قذائف الهاون المحشوة بمادة الكلور ما أدى إلى إصابة 107 من المدنيين بحالات اختناق وتسمم شديدة الخطورة معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ فضلاً عن الأضرار التي ألحقتها بالممتلكات العامة والخاصة في المناطق المستهدفة.
وأضافت وزارة الخارجية والمغتربين: إن هذا العمل الإرهابي يأتي نتيجة لقيام بعض الدول بتسهيل وصول المواد الكيميائية إلى المجموعات الإرهابية المسلحة بغية استخدامها ضد الشعب السوري واتهام الحكومة السورية بذلك عبر مسرحيات وتمثيليات تم إعداد سيناريوهاتها مسبقا في الغرف السوداء لمخابرات بعض الدول الراعية للإرهاب وبتنفيذ من قبل إرهابيي “الخوذ البيضاء” المتورطين أيضاً في هذا العمل الإرهابي حيث تم إطلاق القذائف من مناطق ينشطون فيها وتحديداً من المنطقة الجنوبية الشرقية لقرية البريكيات في ريف حلب.
وختمت وزارة الخارجية والمغتربين رسائلها بالقول: إن حكومة الجمهورية العربية السورية تطالب مجلس الأمن بالإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية وبالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين عبر اتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب ومنعها من الاستمرار والتمادي في دعم الإرهاب والعبث بالأمن والسلم الدوليين وإلزامها بالتنفيذ التام لأحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة 2170-2014 و2178 -2014 و 2199 -2015 و 2253-2015.
المتحدثة الرسمية باسم الوزارة ماريا زاخاروفا قالت للصحفيين: إن قصف مدينة حلب المسالمة الذي نفذه الإرهابيون من المناطق الخاضعة لسيطرتهم هو محاولة لتقويض عملية عودة الحياة الطبيعية في سورية ويتطلب إدانة غير مشروطة من المجتمع الدولي بأسره.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف: إن المعلومات الأولية تؤكد على وجه الخصوص أعراض التسمم عند الإصابات بالقذائف الصاروخية التي أطلقت على المناطق السكنية في حلب محشوة بالكلور، وأضاف إن مجموعات من وحدات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية التابعة للجيش الروسي في سورية بدأت فحص المصابين وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم. ولفت كوناشينكوف إلى أنه وفقاً للمعلومات الواردة من مركز التنسيق الروسي في حميميم أطلقت من الضواحي الجنوبية الشرقية لقرية البريكيات الخاضعة لسيطرة إرهابيي “جيش تحرير الشام” قذائف هاون عيار 120 مم قد تحوي الكلور على حي الخالدية وشارع النيل.
وأعاد المسؤول العسكري الروسي إلى الأذهان بأن بلاده سبق لها أن حذرت من محاولات إرهابيي “الخوذ البيضاء” تنفيذ استفزازات باستخدام المواد الكيميائية في المنطقة منزوعة السلاح حول إدلب لاتهام الجيش السوري بشن هجمات بالأسلحة الكيميائية على السكان هناك. وبين المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أنه من الواضح جداً أن إرهابيي “الخوذ البيضاء” على صلة مباشرة بالتنظيمات الإرهابية في سورية ولا سيما تلك الموجودة في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب مشيراً إلى أن الخبراء الروس يتابعون عن كثب الوضع في منطقة وقف التصعيد في إدلب التي يتحمل الجانب التركي مسؤوليتها عموماً، ولفت إلى أن موسكو تعتزم بحث اعتداء الإرهابيين على مدينة حلب بالغازات السامة مع أنقرة كونها ضامنة التزام “المعارضة المسلحة” بوقف الأعمال القتالية هناك.
وفي سياق متصل أوضح كوناشينكوف أن الاستخبارات التابعة للقوات الروسية الموجودة في سورية رصدت في المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب دلائل على تحضير الإرهابيين لتكرار هجوم كيميائي انطلاقاً من إدلب مؤكداً أن الاستخبارات رصدت مواقع المرابض التي أطلق منها الإرهابيون القذائف المحملة بالمواد الكيميائية ضد المدنيين في مدينة حلب يوم أمس، وأشار إلى أنه استناداً إلى المعلومات الاستخباراتية أغارت الطائرات الحربية الروسية على مواقع الإرهابيين التي قصفوا منها مدينة حلب بالذخائر المحشوة بالمواد الكيميائية ما أسفر عن تدمير الأهداف المحددة كافة.
من جانبه قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي الجنرال فلاديمير شامانوف: يتوجب على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تبدي رد فعل مباشراً على هذه الأحداث في حلب وألا تنشغل في إخراج مسرحيات استعراضية لأصحاب الخوذ البيضاء، وينبغي لها أن تتوجه فوراً إلى مكان هذه الأحداث ولكنها على ما يبدو لا تفعل ذلك.
بدوره أكد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أن الغرب يتحمل مسؤولية إبقاء بؤر إرهابية في سورية داعياً منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى البرهان على فائدة وظيفتها التحكيمية بإبداء موقف فوري على استهداف الإرهابيين بالكلور أحياء سكنية بمدينة حلب.
من جهته أعلن نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي الكسي تشيبا أن اعتداء التنظيمات الإرهابية على الأحياء السكنية في حلب بالغازات السامة يؤكد بما لا يقبل الشك وجود اسلحة كيميائية لدى الإرهابيين ويدل مرة أخرى على أن الاستفزازات من هذا القبيل التي وقعت سابقاً كانت من افتعال وتنظيم المجموعات الإرهابية، وقال: يجب التحقق من ضلوع أصحاب الخوذ البيضاء في تنظيم هذا الهجوم علماً بأنهم متورطون في تنسيق نشاط الإرهابيين ويقدمون لهم استشارات لاستخدام هذه الأسلحة، مؤكداً أن هذا التنظيم تورط سابقاً في أحداث من هذا القبيل في سورية ومن الواضح تورطه في هذه الأحداث اليوم.
ونددت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة بالاعتداء الإرهابي على مدينة حلب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي في بيان نقلته الدائرة العامة للدبلوماسية الإعلامية في وزارة الخارجية الإيرانية: إن السبب في هذا العمل اللاإنساني الذي قامت به الجماعات الإرهابية يعود إلى الدعم الفكري والسياسي والمالي والعسكري اللامحدود من قبل بعض الدول في المنطقة وخارجها لهذه الجماعات الإرهابية” واصفا هذا الاعتداء بأنه خبيث ولا إنساني.