14 شهيداً من عائلة واحدة في عدوان جديد لـ “تحالف واشنطن” على الشعفة
غداة قصف التنظيمات التكفيرية مدينة حلب بغازات سامة، واصل تحالف واشنطن المجرم ولليوم الثالث على التوالي مجازره في ريف دير الزور الشرقي حيث استشهد 14 مدنياً من عائلة واحدة في غارات جديدة لطائراته الحربية على بلدة الشعفة، في وقت تصدت وحدات من الجيش لمحاولات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به التسلل إلى نقاط عسكرية في ريف حماة الشمالي.
فقد ذكرت مصادر أهلية أن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي قصف أمس منازل الأهالي في بلدة الشعفة ما تسبب باستشهاد 14مدنياً من عائلة واحدة جلهم من الأطفال والنساء. ولفتت المصادر إلى أن غارات طيران “التحالف الدولي” المتواصلة دمرت الكثير من منازل الأهالي والبنى التحتية نتيجة قوة تأثير الصواريخ التي تطلقها الطائرات المعتدية.
واستشهد خلال اليومين الماضيين 31 مدنياً جلهم نساء وأطفال نتيجة غارات مماثلة على مدينة هجين وبلدة الشعفة بالريف الشرقي للمحافظة بحجة استهداف إرهابيي داعش.
وطالبت سورية مراراً عبر عشرات الرسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها طيران “التحالف الدولي” غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة واتخاذ ما يلزم لإنشاء آلية دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها.
ميدانياً، نفذت وحدات من الجيش رمايات مركزة على تحركات لمجموعات إرهابية أغلبها تابع لتنظيم جبهة النصرة وما يسمى “كتائب العزة” أثناء محاولتها التسلل مستغلة الحراج الزراعية من محوري الأطراف الجنوبية لمدينتي مورك واللطامنة باتجاه النقاط العسكرية المتمركزة في محيط مدينة صوران وقرية المصاصنة بريف حماة الشمالي. وأجبرت الرمايات النارية الإرهابيين على الفرار بعد تكبدهم خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.
واعتدت التنظيمات الإرهابية في وقت سابق أمس بقذيفتين على محطة توليد الطاقة الكهربائية في محردة بريف حماة الشمالي الغربي في خرق جديد لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وأفاد مدير المحطة المهندس على هيفا بأن قذيفتي مدفعية أطلقتهما التنظيمات الإرهابية سقطت الأولى في أحد المستودعات والثانية على طريق اسفلتي داخل حرم المحطة ما تسبب بأضرار مادية في المستودع.
إلى ذلك ردت وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي على مصادر إطلاق القذائف بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى تدمير دشم ونقاط محصنة للإرهابيين.
وبعد التسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية للمهجرين خارج الوطن يقوم المهجرون والعائدون إلى الوطن في معبر نصيب-جابر الحدودي مع الأردن بإجراءات لا تعادل لحظة عاشوها في ظروف التهجير القسري هرباً من التنظيمات الإرهابية التي أجبرتهم بقوة السلاح والإجرام على مغادرة منازلهم وبلداتهم فهاموا في الأرض واجتازوا عشوائياً الحدود بين البلدين.
محمد خير غنيم من أبناء بلدة الغارية الشرقية بريف درعا الشرقي جثا على ركبتيه فور دخوله الأراضي السورية وقبل تراب الوطن ودموعه تفيض عبرات الشوق والمحبة والفرح بعودة الكرامة إليه بعد تهجير دام 6 سنوات ويوجه عبر كاميرا سانا دعوة لأبناء وطنه للعودة سريعاً، مؤكداً أن الإجراءات بسيطة وميسرة والاستقبال في أحسن صوره.
وبابتسامة تنضح فرحاً تنهي هند السلامات إجراءات الدخول مجدداً إلى وطنها بعد أن هجرها منه إرهاب وحشي وظلامي وتقول لمراسل سانا سأتوجه مع أطفالي إلى منزلي في مدينة الحراك بعد 7 سنوات من التهجير والغربة الخانقة هرباً من إرهابيين أرادوا قتل الحياة الكريمة التي كنا نحياها في بلدنا.. لكن الابتسامة لم تفارق وجهها فهي ستتوجه إلى مدينتها عائدة مع أطفالها شاكرة كل من أسهم في إعادة الأمن إلى مدينتها ووطنها مناشدة كل أبناء سورية العودة سريعاً حفاظاً على ما تبقى لهم من كرامة وشعور إنساني.
السوريون المهجرون العائدون حملوا ما تيسر لهم من أمتعة وتركوا خلفهم ذكريات الغربة والتهجير وتوجهوا فرادى وجماعات إلى معبر نصيب قاصدين وطناً لم يجدوا فيه إلا العزة والكبرياء وهو ما تؤكده فداء الشحمة التي كانت تقيم في الأردن مع أطفالها متوجهة إلى دمشق لتسكن قرب أهلها مشيرة إلى أن ما يزيد فرحتها بالعودة هو أن أطفالها سيعودون إلى المدرسة كخطوة أساسية لإعادة الحياة الطبيعية إليهم وهذا ما عبر عنه ابنها قصي قائلاً: عائدون إلى بلدنا إلى مدارسنا إلى حياتنا التي افتقدناها سبع سنوات.
وعاد خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 400 مهجر بفعل الإرهاب إلى قراهم ليصل عدد العائدين من الأردن منذ افتتاح معبر نصيب قبل نحو 6 أسابيع إلى نحو 3 آلاف مواطن فروا في أوقات سابقة من المعابر غير الشرعية إلى الأردن هرباً من إجرام المجموعات الإرهابية.