وعود بإنجازات آسيوية ومشاركات أوسع في مؤتمر التايكوندو
كعادة مؤتمرات رياضتنا، حاول اتحاد التايكوندو إبراز كل الإيجابيات والإنجازات خلال العام، معتماً قدر الإمكان على السلبيات التي شابت اللعبة، الرياضة التي تتزايد شعبيتها يوماً بعد يوم، وخصوصاً في الفئات العمرية، لكن مداخلات الحضور أظهرت كل ما حاول البعض دفنه، والبداية كانت من تفعيل تجمعات المنتخبات الوطنية من جديد، حيث لا يمكن لأبطال المحافظات القدوم لدمشق، والمشاركة بالمعسكرات أو المحاضرات التدريبية دائماً، وهذه التجمعات هي الحل الأمثل لمشاكل الإقامة والحجوزات للاعبين المشاركين في المعسكرات الداخلية، كما من شأنها أن تؤهل نخبة اللاعبين في كل منطقة ليكونوا الرافد الأساس للمنتخب الوطني.
واستمرت مشكلة الواقيات، فالذي يعتقد بأن تأمينها بعد طول مشقة قد حقق ما لم يحقق فهو مخطئ كل الخطأ، فهذه هي الخطوة الأولى فقط في سبيل تصحيح المسار، وهنا يجب التمييز بين حالتين: الأولى أن تأمينها رفع سقف مطالبات اللاعبين والمدربين لشراء حسّاس القدم الذي يكلّف 110 دولارات للقطعة الواحدة، إضافة لمطالبات اللجان الفرعية بأن تكون هناك مداورة خلال العام للواقيات فيما بينها، ولكن هذا المطلب أكد رئيس اتحاد التايكوندو استحالة تحقيقه لعدم كفاية الواقيات، ولكثرة الاستحقاقات وبطولات الجمهورية خلال العام، والثانية العمل على الحفاظ على هذه الواقيات من العطب، ذلك أن عدم توفر صالة خاصة للعبة يصعب من عملية حفظها بالشروط المثلى، فالكثير من الواقيات العادية القديمة قد تلفت بسبب سوء التخزين، والبعض منها لم تستخدم بعد، وهنا ننتقل لوجع آخر وهو تخصيص اتحاد اللعبة بصالة خاصة أسوة بباقي اتحادات الرياضات القتالية كالكاراتيه، وإذا تحقق هذا المطلب يمكن عندها إقامة بطولة كل أسبوع، وهنا كان الحل الأمثل، برأي رئيس أعضاء الاتحاد، اقتسام الصالات مع “غير اتحادات” كحل مؤقت.
وبعد كل هذا سلّط الضوء على قانون التحكيم، فهناك معاناة كبرى من قانون التحكيم، وخاصة هذا العام، فالتعديلات الكثيرة أرهقت أذهان اللاعبين في المشاركات الداخلية، وهو أمر أكده رئيس الاتحاد، فقد جرت ثلاثة تعديلات في قانون التحكيم، وهي مشكلة حقاً، ولكنه أمر إلزامي كما قال، حتى لا يكون هناك فارق عند المشاركات الخارجية، أما آخر النقاط التي اشتكى منها المجتمعون فهي إلغاء بطولة الجمهورية “للبومسيه”، وفي كثير من الأحيان لا تجري جدولتها حتى ضمن البطولات، مع العلم أن لدينا لاعبين أكفاء بهذا الاختصاص يمكن لهم حصد ميداليات في المشاركات الخارجية.
وبما أن أغلب الحجج والتبريرات من الاتحاد جاءت مادية بسبب غلاء تكاليف اللعبة، فقد غاب مقترح يمكن أن يساعد على حل أغلب المشاكل المطروحة، وطبعاً ليس حلاً من بنات أفكارنا، وإنما يعمل به في كل دول العالم، وهو تشجيع الدعاية والإعلان، ونظام الرعاية للبطولات الداخلية، فيتقاسم الراعي تكاليف التنظيم كخطوة أولى ليشارك في تحضير البطولة لوجستياً كتأمين الحساسات والواقيات.
يذكر أن لعبة التايكوندو حققت هذا العام 15 ميدالية، وهو أمر لم يتحقق منذ سنوات، وأهم البطولات التي توّج بها لاعبون بمختلف المعادن: بطولة الفجيرة في الإمارات، وبطولة الفجر في إيران، وبطولة روسيا المفتوحة، وبطولة تونس للبومسيه، وأخيراً بطولة بيروت المفتوحة، ووعد رئيس الاتحاد بحصد الذهب في بطولة آسيا العام المقبل، والمعلوم أن سورية خلال الـ 20 سنة الماضية لم تحصد آسيوياً سوى ميداليتين: واحدة فضية، وأخرى برونزية.
سامر الخيّر