أدب النصيحة هذا السحر الذي اسمه التعاون
أكرم شريم
إن التعاون بين الأفراد والجماعات والشعوب، يقدم الفائدة للجميع دائماً، وكأنه مثل السحر، أو هو بحد ذاته سحر إيجابي ولمصلحة الجميع وفي كل الأحيان ومهما كانت الموضوعات وفي كل المجالات ودائماً!.
والأهم من ذلك أن التعاون وفي معظم الأحيان وخاصة إذا تم بصدق وإخلاص، وعن ثقة مطلقة ومفتوحة، يمكن أن يوصلنا إلى أفضل النتائج المرجوة، وربما أيضاً، إلى النتيجة الإعجازية في هذه الحياة.
والتعاون يمكن أن يكون بين الأقرباء، وبين الأصدقاء، وبين الجيران، وبدءاً من السنوات الأولى في الأعمار عند الأطفال، وكذلك الأمهات، والجارات وبين الزملاء أيضاً، وبدءاً من سن الطفولة، وإلى آخر العمر!. وربما يكون الأهم هنا: هذا التعاون بين الحكومات صغيرها وكبيرها، بعيدها وقريبها، وخاصة إذا كان إيجابياً وطبيعياً.. هذا السحر العجيب يا خالق الأكوان والإنسان خلقت لنا العقل ومعرفة الحقائق، وهذه هي أهم حقيقة: السحر في التعاون!.
والتعاون يفيد في كشف الأعداء واكتشاف كل ما يفعلونه سراً وعلناً، وكل ما يقومون بالتخطيط له والتنفيذ السري له أيضاً، بحيث نصير نعرف كل ما فعلوه ويريدون فعله، أنظروا إلى زيارة نائب الرئيس الصيني إلى إسرائيل وزيارة نتنياهو!. وانظروا زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان، وماذا وراءها وكيف حدثت؟!. وكذلك هذه الفرقة الرياضية الإسرائيلية (كرة الحذاء) التي ستزور الإمارات العربية وغيرها، الأمر الذي يذكرنا بهذا الاسم (لورنس العرب) وهو كولونيل انكليزي يهودي، زار دول الخليج العربي حين ظهر البترول عندهم، وماذا فعل!.
إذن فمن فوائد التعاون وكما نرى، هذا التعاون الإعلامي، عند الإعلام الشريف وحسب، والذي يكشف كل الخداعات، والتصرفات المشبوهة، والتي تبدأ عادة بالتعاون الذي يظهر طبيعياً، ووراءه ما وراءه، ولكن التعاون بين الأفراد أو وسائل الإعلام الشريفة أو الشعوب والحكومات يكشف هذه العلاقات المشبوهة ويدينها ويدين كل أصحابها، والأهم أن يجمع الأيدي والعقول والحكومات والشعوب ضدها، وغالباً ما يستطيع الخير والحق الانتصار على الشر والاعتداء والحقارة التي لا حدود لها وأضرب مثلاً هنا، هاماً وعاماً، وله كل الأهمية عند الجميع وعند كل الشعوب، وهو هذا التعاون الذي يحدث أحياناً، ويمكن أن يحدث دائماً، بين القانون والدين!. وذلك لأن العلاقة بين الدين والقانون وفي كل مكان في العالم وعند كل شعوب العالم، إنما هي علاقة وثيقة، فكل شيء مسموح هنا، مسموح هناك، وكل شيء ممنوع هنا ممنوع هناك وكأن القانون ديني، وكأن الدين قانوني. وذلك لأن كل أشكال الاعتداء معروفة وكل أنواع الجرائم ، وكذلك الظلم بكل أنواعه وأشكاله، وكل ذلك ممنوع ومحرم قانوناً وديناً. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نتفق ونقتنع ونتعاون في مواجهة أصحاب الشرور والاعتداءات الظاهر منها والمستتر، كي نبقى شعوباً وحكومات متعاونة ودائماً وباستمرار، وعلى عكس ما يخطط وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.