رياضةصحيفة البعث

ملاحظات في مدينة تشرين

 

لم يعد خافياً لأي زائر لمدينة تشرين الرياضية في دمشق أنها باتت وجهة رياضية حقيقية لكل محب للرياضة ومتابع لها، فملاعب المدينة تشهد يومياً توافد الآلاف من الرياضيين الهواة والمحترفين للاستفادة من الخدمات التي تقدمها بشكل مجاني، فضلاً عن استضافة البطولات المختلفة، والمباريات في شتى الألعاب، لكن هذا النجاح الشكلي يواجهه فشل من ناحية المضمون، وتحديداً في قضية المرافق وتجهيزها، فعلى سبيل المثال الصالة المغلقة تعاني منذ زمن طويل من قضية قربها من المسبح، وعدم وجود عزل كاف يمنع تشكّل الرطوبة، والمياه التي تتجمع في أرض الصالة مشكّلة خطراً على اللاعبين، وعلى أرضية وسقف الصالة على حد سواء، كما أن المرافق الخدمية (حمامات، مشالح) بحاجة لحملة تنظيف عامة، فالأوساخ منتشرة فيها مع غياب أي نوع من العناية والاهتمام.
وهناك جانب آخر لا يقل خطورة، وهو ضرورة وجود مراقبين متواجدين على مدار الساعة في المدينة للحفاظ عليها، فالبعض لا يقدر قيمة الملعب والصالة والمسبح، وتكاليفها، فتجده يتصرف بقلة مسؤولية، وهو بحاجة لحسيب ورقيب، فيما التصرفات غير اللائقة التي تصدر من بعض المراهقين، وتشكّل أذية بصرية تسيء لحرمة المكان كصرح رياضي، تستدعي مراقبة وملاحقة.
منشأة بحجم مدينة تشرين التي تشكّل رئة رياضة العاصمة يجب أن تكون حضارية شكلاً ومضموناً، لا أن تتم العناية بالمظهر على حساب الجوهر، فالمدن الرياضية وجدت لخدمة الرياضيين، واستقطاب شريحة الشباب إليها، وتقديم الخدمات اللائقة واجب على إدارة المدن، وليس فضلاً أو كرماً.
مؤيد البش