ترامب يوسّع دائرة الحرب التجارية مع الصين!
استبق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اللقاء المرتقب مع الزعيم الصيني شي جين بينغ في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، على هامش قمة العشرين، بالتهديد بتوسيع قائمة الرسوم على المنتجات والبضائع الصينية في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال اللقاء، وقال: إنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق يرضي واشنطن، فإنه سيضيف رسوماً على بضائع صينية تقدّر بقيمة 267 مليار دولار، في إشارة إلى الواردات الصينية المتبقية التي لم تشملها الرسوم بعد، والتي تضاف إلى مئات أصناف البضائع التي فرض عليها رسوماً جائرة في وقت سابق هذا العام.
ولم يتأخر الرد الصيني على الموقف المستجد للرئيس الأمريكي، حيث أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية جين شوانغ أن بلاده تعتزم الاستمرار بالدفاع بقوة عن حقوقها ومصالحها، مبدياً استعداد بكين في الوقت ذاته لإجراء حوار نزيه ومتساو مع الولايات المتحدة لحل النزاعات التجارية، وقال: لقد أكدنا مراراً أن التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته، ونحن مستعدون لحل التناقضات القائمة مع الجانب الأمريكي من خلال المفاوضات على أساس المساواة والصدق والأمانة، معرباً عن الأمل في أن تعمل الولايات المتحدة مع الجانب الصيني لتحقيق نتائج إيجابية خلال قمة الرئيسين الصيني والأمريكي في الأرجنتين.
التهديد الأمريكي الجديد يأتي بعد أن شهدت العلاقات التجارية بين الصين وأمريكا خلال الأشهر الماضية توتراً شديداً، بدأت أولى محطاته في تموز الماضي عندما فرض ترامب رسوماً على واردات وبضائع صينية تقدّر قيمتها بـ 34 مليار دولار، ثم اتبعها بعد ذلك بقائمة جديدة من البضائع تبلغ قيمتها 16 مليار دولار، إلى أن أعلن في أيلول الماضي عن فرض رسوم على بضائع وسلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، وذلك في محاولات يائسة للضغط على بكين لتقديم تنازلات تجارية غير قانونية.
الصين، وعلى لسان العديد من مسؤوليها، انتقدت بشدة هذه الخطوات الأمريكية العدائية، معتبرة أنها تهدف إلى فرض الهيمنة والسيطرة على الاقتصاد الصيني والتضييق على الصادرات الصينية إلى أمريكا، فيما ردت وزارة التجارة الصينية على تلك الإجراءات بفرض رسوم مماثلة.
كما دعت بكين الجانب الأمريكي أكثر من مرة إلى العودة إلى السياسة العقلانية في علاقاته التجارية معها، وطالبت بإلغاء تلك الرسوم، إلا أن الأمريكيين رفضوا الانصياع لتلك المطالب، واستمروا في التصعيد التجاري مع بكين.
الصين، التي تعد من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في آسيا، لم تكن الوحيدة المستهدفة بالحرب التجارية التي أشعلها ترامب، فقد كان الكثير من الدول في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى كندا والمكسيك ودول أخرى، ضحية تلك الحرب عندما فرض ترامب في وقت سابق هذا العام رسوماً بنسبة 25 بالمئة و10 بالمئة على واردات بلاده من منتجات تلك الدول من مادتي الصلب والألمنيوم، وهو وما لاقى انتقادات ورفضاً على نطاق واسع في الأوساط التجارية العالمية.
الإجراءات التجارية الأمريكية المجحفة فرضت ظلالها على قمة الدول الصناعية السبع الكبرى التي عقدت في كندا في حزيران الماضي، حيث رفضت الكثير من الدول تلك الرسوم، فيما وصفها رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بأنها إهانة، كما ندد الأوروبيون بها، وقرروا فرض رسوم على بضائع ومنتجات أمريكية.