الجزائريون يرفضون زيارة ابن سلمان.. والقضاء التونسي يلاحقه
تدرس الأرجنتين إمكانية توجيه تهم إلى ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان على خلفية جريمة قتل خاشقجي والحرب على اليمن، خلال مشاركته في افتتاح قمّة مجموعة العشرين، حسبما كشفت صحيفتا “الغارديان” البريطانية و”نيويورك تايمز” الأمريكية، فيما أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أنّ القضاء التونسيّ فتح تحقيقاً بحقّ ابن سلمان، الذي أنهى زيارة لتونس استمرّت نحو ساعتين.
وكان لافتاً نفي مصدر من الرئاسة التونسية تقارير إعلامية حول حصول تونس على وديعة بملياري دولار من السعودية، فيما طلب المغرب تأجيل اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية السعودية، التي كانت ستعقد خلال أيام، وفق ما أفاد موقع “لكم” المغربي، والذي أشار إلى أن القرار جاء تزامناً مع رفض الرباط استقبال ولي عهد النظام السعودي في جولته في عدد من الدول العربية.
ويؤكد الأمين العام المساعد لحزب التيار الديمقراطي، محمد الحامدي، في هذا السياق، أن زيارة ابن سلمان بدت كأمر دبّر في ليل، مشيراً إلى أن رفض الزيارة بسبب السياسات السعودية في العدوان على اليمن وجريمة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأوضح أن النظام السعودي أراد من زيارة تونس مدخلاً لتنظيف صورة ابن سلمان، وأنه لو طالت زيارته لربما طاله القضاء التونسي، ما يضع الرئاسة التونسية في حرج. وأضاف: “زيارة ابن سلمان لتونس كانت نصف علنية ونصف سرية في ظل تعتيم إعلامي”، ولفت إلى أن التسريب المُغرض عن وديعة سعودية لتونس بملياري دولار غايتها تمرير الزيارة شعبياً.
وعن موقف نداء تونس وحركة النهضة، أشار الحامدي إلى أنه لم يصدر أي بيان رسمي عنهما، بل كانت تصريحات فردية، مضيفاً: يتم استغلال الخلاف بين النداء والنهضة للإيحاء بأن قوى تونسية من طلب هذه الزيارة، وشدد على أن ابن سلمان هو من طلب زيارة تونس، مؤكداً أنه مهما كانت أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية، فتونس لا تبيع مواقفها، ولا يمكن لتونس أن تبيع الدم اليمني أو الدم الفلسطيني بالدولارات السعودية، مشدداً على أن زيارة ابن سلمان لتونس كانت فاشلة بكل المعايير، وقد يكون أثرها عكسياً في رفض الشعوب لهذا النظام. وتابع الحامدي: إن قيمة النظام السعودي تتدهور مع هذا الجيل من العائلة المالكة القادر على ارتباك أفظع الانتهاكات، وأنه بات خارج العصر، ولا يمكن التطبيع معه، مؤكداً أن الضغط الكبير على النظام السعودي سيؤدي لبعض التعديلات في سياساته، ولو كانت شكلية، وأنه يمر في مرحلة من الانحدار غير المسبوق، مشيراً إلى أن هذا النظام يستخدم قدسية الحرمين لتخريب وتدمير الأمة العربية.
وفي الجزائر، اعتبر رئيس المجموعة البرلمانية للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء لخضر بن خلاف أن هدف الزيارة الخاطفة هو فك العزلة عن ابن سلمان، مضيفاً: إن الجرائم في العدوان على اليمن باتت تلاحق اسم السعودية وولي عهدها، وزيارة ابن سلمان تبريرية لما قامت به السعودية من تخفيض أسعار النفط مما أضر بالجزائر، وأشار إلى أن الحكومة الجزائرية لم تكشف حتى الآن عن تفاصيل البروتوكولية لزيارة ابن سلمان، وأن نواب الشعب الجزائري يعبّرون عن رفضه للزيارة، مضيفاً: “زيارة ابن سلمان استفزاز لمشاعر الشعوب لما قام به من جرائم”، وتابع: “إن الزيارة كانت تهدف لتبييض صفحة ابن سلمان من جرائم في حق الإنسانية وحرية الرأي في بلدان، منها سورية وباكستان، وأن جولة ولي العهد السعودي هي زيارات مدفوعة الثمن لتمرير سياساته”، مضيفاً: “ابن سلمان أصبح رمزاً لهدر الدم وقتل الأطفال”.
وشدّد رئيس المجموعة البرلمانية للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء على رفض زيارة ابن سلمان للجزائر، وتابع: “على السلطات أن تتحمّل مسؤولياتها إن تمّت، وأن الشعب الجزائري يعبّر عن رفضه لزيارة ابن سلمان عبر نوابه والمجتمع المدني”، وأضاف: “ننتظر من السلطات الجزائرية أن تستجيب لمطالب الشعب برفض الزيارة، ومن غير الممكن أن نقبل برشوة تأتينا من أي بلد، وخاصة من بلد كالسعودية الصديقة لإسرائيل”.
وإذ أكد أن السعودية “هي من حجّمت نفسها بتدخلها في شؤون الكثير من الدول كسورية واليمن وباكستان، وهي من حجّمت من موقفها، فمن لا يحترم القدس لا يحترم الحرمين الشريفين”، توّقع “أنه ستكون هناك حشود تعبّر عن رفض الشعب الأرجنتيني لولي العهد خلال قمة الـ20، مشدداً سيواجه ابن سلمان رفضاً من أغلبية الحضور في القمة”، وأضاف: “على السعودية أن تصحّح مواقفها بعد ما واجهته في عدة بلدان، منها مصر وموريتانيا”، مضيفاً: “مشكلتنا ليست مع المملكة العربية السعودية، وإنما مع هذا الشخص الذي يجب تنحيته”.
من جانبها، قالت الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري لويزة حنون: إن الحزب حذّر الحكومة من عقبات زيارة ابن سلمان للبلاد، وأكدت أن الزيارة سياسية، ولا يمكن لها أن تكون اقتصادية، مشيرة إلى أن موقف الجزائر الرسمي جاء متأخّراً حول مقتل خاشقجي.
وتوقّعت حنون احتجاجات عارمة ضد زيارة ابن سلمان للجزائر، معلنة عدم القبول بتبييض صورة ابن سلمان في الجزائر، رافضة تبريرات المسؤولين الجزائريين لزيارة ولي العهد السعودي.
كما طالب حزب العمال الجزائري بالاحتجاج على مجيء “زعيم الرجعية العربية المتحالف مع الصهيونية والامبريالية”، وأكد الاستعداد للمشاركة في استنكار زيارة ابن سلمان والتضامن مع كفاح الشعوب المضطهدة.
حزب العمال الاشتراكي الجزائري علّق أيضاً على زيارة ابن سلمان، وأعلن رفضه للزيارة، داعياً المواطنين إلى الاحتجاج ضدّها.
جاء ذلك بعد أن ذكر موقع بوابة الشروق الالكترونية أن ابن سلمان سيصل يوم الأحد 2 كانون الأول المقبل إلى الجزائر.