الصفحة الاولىصحيفة البعث

بوتين: حادثة كيرتش استفزاز منظّم لخدمة أهداف انتخابية

 

ركّزت التصريحات الروسية حول حادثة مضيق كيرتش على أنها استفزاز منظّم جاء خدمة لأغراض الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الانتخابية في الالتفاف على الانتخابات الرئاسية المقرّرة في آذار المقبل، التي لا فرصة له بالفوز فيها، حيث وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتهاك ثلاث سفن عسكرية أوكرانية الحدود البحرية الروسية واتجاهها إلى المضيق بالاستفزاز المنظم المسبق قبل الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا.
وقال بوتين، في كلمة له أمس خلال منتدى نداء روسيا الاستثماري: بالنسبة للحادث في البحر الأسود هو استفزاز منظّم من الحكومة الأوكرانية والرئيس بوروشينكو قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في آذار المقبل، لافتاً إلى أن شعبية بوروشينكو تصنّف في المركز الخامس ومن غير المضمون انتقاله إلى الجولة الثانية من الانتخابات، لذلك لا بد من فعل شيء ما لتفاقم الوضع وخلق عقبات لا يتمكّن منافسوه من تخطّيها وخاصة المعارضة.
ووصف بوتين سياسة كييف بيع المشاعر المعادية لروسيا بـ”السياسة القصيرة النظر”، قائلاً: أستغرب في بعض الأحيان مع أنني اعتدت على الكثير من الأشياء كيف تقوم سلطات كييف اليوم ببيع المشاعر المعادية لروسيا بنجاح، حيث لم يبقَ لديها شيء آخر لتبيعه.
وأكد بوتين أن حرس الحدود الروسي أدّوا واجبهم العسكري ومهامهم المشروعة في حماية السلامة الإقليمية لروسيا عندما احتجزوا السفن الأوكرانية في مضيق كيرتش لأنها دخلت المياه الإقليمية الروسية ولم توضح ماذا تنوي أن تفعل.
من جهته، أكد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، أن موسكو عازمة على بذل كل الجهود لمنع نشوب نزاع عسكري مع كييف بأي شكل من الأشكال، وأوضح أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها للحيلولة دون نشوب صراع عسكري مع أوكرانيا، لكن على الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “ناتو” عدم تشجيع أوكرانيا على شنّ حرب أخرى في أوروبا.
وأشار كوساتشوف إلى أنه في ظل الوضع الحالي المثير للقلق ومع الأخذ بالحسبان الولاء الاستعراضي للرئيس الأوكراني بوروشينكو للمثل الأعلى فيما يسمّى “الفكرة عبر الأطلسي”، فإنه على الاتحاد الأوروبي بالذات وحلف الناتو تأكيد التمسك بالأهداف المطروحة في دستور الناتو الأصلية، أي الحيلولة دون وقوع نزاعات في أوروبا، والتوضيح بشكل لا لبس فيه للرئيس الأوكراني برفض التحريض على تشجيع العسكرة في مجتمعه بشكل عفوي أو مقصود، وعدم تشجيع المعتدي الأوكراني المحتمل على خوض حرب أخرى في أوروبا.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين، أكد أن كييف والغرب قرّرا اللجوء إلى تدبير الاستفزازات في بحر آزوف بهدف تهيئة الأجواء لتشديد العقوبات على روسيا.
وانتهكت ثلاث سفن عسكرية أوكرانية يوم الأحد الحدود البحرية الروسية، واتجهت إلى مضيق كيرتش، وعقب ذلك بساعات تبعتها سفينتان مدرّعتان من طراز “غيورزا” من بيرديانسك.
وردّاً على الإجراءات الاستفزازية من كييف منعت القوارب العسكرية الروسية السفن الأوكرانية من الوصول إلى المضيق واحتجزتها.
بالمقابل، برّر الرئيس الأوكراني قرار فرض حالة الطوارئ في بلاده، بزعمه أن أوكرانيا معرّضة لخطر “حرب شاملة” مع روسيا.
ووقّع بوروشينكو في وقت سابق على مرسوم يفرض حال الطوارئ في بعض مناطق البلاد لمدة 30 يوماً بدءاً من 28 تشرين الثاني.
بالتوازي، كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن تفاصيل حول سير العمل في تطوير القوات النووية الاستراتيجية الروسية.
وتم إنشاء أكثر من أربعة آلاف وخمسمئة من المباني والمنشآت لمصلحة الثالوث النووي، على مدى السنوات الست الماضية. وقال شويغو: “سيظل هذا النشاط من الأولويات”، مشدّداً على أنه في العام الحالي، يتم تجهيز المناطق لنشر أحدث أنظمة الأسلحة، ومواقع الوحدات العسكرية الفرعية ووحدات النقل. وقد تم إيلاء الكثير من الاهتمام لإنشاء البنية التحتية في منطقة القطب الشمالي، وتحسين المطارات العسكرية والموانئ.
وكان بوتين صرّح، في وقت سابق، أن القوات النووية الروسية توفر ردعاً استراتيجياً يمكن الاعتماد عليه، بيد أنها تحتاج إلى مزيد من التطوير، وأضاف: “وبحلول نهاية عام 2017، فإن حصة الأسلحة الحديثة في الثالوث النووي الروسي تبلغ 79%، ويجب تجهيز القوات النووية بأسلحة جديدة بنسبة 90% بحلول عام 2021، والحديث هنا يدور عن منظومات الصواريخ القادرة على التغلب على منظومات الصواريخ الحالية والمستقبلية”، وشدّد على ضرورة التركيز على تجهيز القوات المسلحة بأدق الأسلحة ضمن إطار برنامج التسلح الجديد.