مشهد درامي.. في مجلس أولياء الأمور
لم تصل أية دعوةٍ لي طوال العام الفائت لحضور مجلس أولياء الأمور لطلاب المرحلة الإعدادية، مع أنني صباح كل يومٍ استمع لصوت مدير المدرسة المخنوق ذو النبرة الحادّة والكلمات غير اللائقة في الاجتماع الصباحي، بين الفينة والأخرى كنت أرغب أن أذهب إليه وأحدّثه عن أهمية التربية لتحقيق التعليم. ومرة ضرب ابني ضرباً مبرحاً وكانت العواقب بيني وبينه وخيمة حيث أصرّيت على فتح ضبط شرطة بالواقعة، لكنّه عمد إلى تحسين أخلاقياته قليلاً. مؤخراً أرسل دعوة لنا لحضور مجلس أولياء الأمور في سابقة من نوعها، في الوقت المحدد كنت في المدرسة التي لا تبعد إلا خطوات عن مقرّ سكني، وبدأت ألحظ الأهالي منتشرين في باحة المدرسة وأمام بابها وعلمت من تعليقاتهم أن الاجتماع قد بدأ منذ لحظات، تلفت حولي، فلم أشاهد سوى الأهالي المبعثرين الحائرين، وإذ بي أفاجأ بأن المدير عقد الاجتماع في بهو المدرسة الذي لا يتسع لأكثر من 70 شخصاً في الحد الأعلى، في حين عدد الطلاب بالمدرسة يتجاوز الستمائة، وأعرب المدير عن عدم توقّعه كل هذا الاهتمام من الأهالي بحضور مجلس أولياء الأمور. وبعد مشادات كلامية والكثير من المهاترات قرر التحدّث لنا عبر الإذاعة المدرسية، لنستمع لخطابه الجامد النمطي، الذي تناول فيه مشاكل وصعاب وتهمٍ على الطلبة، متّهماً إياهم بأنهم ينقلون معلومات مغلوطة عن أدائه وأداء المدرّسين لأهلهم، ولديهم رغبةً بالعنف والتهرّب من الدراسة، لكنّه لم يفسح للأهالي تقديم التساؤلات وطرح الاستفسارات، سواء عن أداء المدرّسين أو العصا التي يضرب بها الطلاب، أو رمي بعض المدرسين لأوراق سبر الطلاب في سلة المهملات عقوبةً لهم.. إلى ما هنالك من تساؤلات تقض مضجع كل أهالي الطلاب.
ندمت لحضوري هذا المجلس، لكنّني وصلت لقناعةٍ أنّ هذا الهرج لما حصل لو أن كلٍ منا لديه ثقافة الشكوى، على هذا المدرّس أو ذاك، هذا المدير أو ذاك، من أجل تعديل الأمور السلبية وإعادة الأمور إلى نصابها، لأنّ المسألة التربوية مسألة بناء مستقبلٍ برمّته، فهم بناة الوطن، ومستقبله.
الشكوى المحقّة ضرورية، فتداعياتها لصالح الطلبة، بعكس ما يظنّ الأهل أنها ستنعكس ضد الطالب الذي يشتكي لأهله.
أمينة العطوة